السيناريو الأسوأ للإسرائيليين؟

السيناريو الأسوأ للإسرائيليين؟
الجمعة ١٤ يوليو ٢٠١٧ - ١٢:٥٧ بتوقيت غرينتش

على الرغم من محاولاتها الحثيثة لإخفاء خشيتها وتوجسّها من حرب لبنان الثالثة، إلّا أنّ المُتتبع للشأن الإسرائيليّ يُلاحظ أنّ أركان الدولة العبريّة، من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، دخلوا في حالة ارتباكٍ شديدٍ في كلّ ما يتعلّق بحزب الله، الذي يُواصل تعظيم ترسانته العسكريّة، الأمر الذي دفع وزير الأمن (الاسرائيلي) المُتشدّد، أفيغدور ليبرمان، إلى القول علنًا إنّ حزب الله بات شبه جيش، وأنّ العديد من دول حلف شمال الأطلسيّ لا تملك الأسلحة، من الناحية النوعيّة والكميّة، التي يملكها الحزب، الذي تعتبره تل أبيب العدّو رقم واحد.

العالم - فلسطين

وفي هذا السياق رأى مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أنّه طوال 11 عامًا منذ أنْ وضعت حرب لبنان الثانية أوزراها، تمّ الحفاظ على الهدوء النسبي على طول الحدود مع لبنان، وبينما تحلّق طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيليّ بشكلٍ يوميٍّ في الأجواء اللبنانيّة يُواصل حزب الله التعاظم. وشدّدّ نقلاً عن مصادره الأمنيّة والعسكريّة، أنّه على جانبي الحدود، يجري الاستعداد لحرب لبنان الثالثة، والمعنيون بالموضوع يحتملون وقوع خطأ على الرغم من مسألة أنّ كلا الطرفين لن يصعّدا، مًوضحًا أنّ عدم فهم ما يحدث على الأرض أوْ تقديم تقدير غير صحيح، ربّما يؤدي إلى معركةٍ.

وتابع قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ حزب الله بنى فوق وتحت الأرض منظومات قتالية كاملة، أغلبها على استعداد في أيّة لحظة لضرب مواقع الجيش الإسرائيليّ، والمستوطنات وحتى الدوريات. لافتًا في الوقت نفسه إلى أنّه بحوزة حزب الله صواريخ ضدّ الدروع من الأكثر تطورًا في العالم. وأشار أيضًا إلى أنّه في الـ18 من شهر كانون الثاني/ يناير 2015، كشف الحزب مرّة أخرى عن مستوى احتراف مقاتليه، الذي كمنوا لقافلة تابعة لقوة من لواء غفعاتي في منطقة مزارع شبعا. حينها، أُطلقت صواريخ ضدّ الدروع من نوع "كورنيت" من داخل مجموعة أشجار لمسافة خمسة كيلومترات، وأصابت القافلة.

وأوضحت المصادر، كما قال المُحلل بوحبوط، أنّ السيناريو الأسوأ بالنسبة للجمهور الإسرائيليّ هو إطلاق أكثر من ألف صاروخ يوميًا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وأضافت أنّه في المؤسسة الأمنية، يقدّر المعنيون بأنّه إذا تلقى الجناح العسكري لحزب الله "الضوء الأخضر"، فسيوجّه ضربة واسعة ليس فقط على الحافة الأمامية، بل بشكلٍ خاصٍّ إلى عمق "إسرائيل" بواسطة صواريخ دقيقة بهدف خلق تأثير على الوعي.

السيناريو الأسوأ الآخر الذي يمكن أنْ يحصل بشكلٍ مفاجئٍ تمامًا، قال المُحلل، هو اجتياح موضعي للمستوطنات المحاذية للسياج، التي يرفع مقابلها عناصر حزب الله أعلامهم بشكلٍ مستفز، وخصوصًا تلك المستوطنات التي يمكن الوصول إليها في دقيقة، وتنفيذ عمليات وهجمات داخلها، مُشدّدًا على أنّ "أعداء إسرائيل" يُدركون بأنّه يكفي خطف جنديٍّ من أجل زعزعة دولة بكاملها.

بالإضافة إلى ذلك، لفتت المصادر الرسميّة في تل أبيب إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يستعدّ لسيناريوهات "متطرفة"، ومن أجل ذلك، أكمل هذه السنة إنشاء منظومة الدفاع المتعددة الطبقات، مع استيعاب "العصا السحرية" التي انضمت إلى "القبة الحديديّة"، بطارية الباتريوت وبطارية الحيتس.

في حال التصعيد، أشار بوحبوط، يُمكن الافتراض أنّه يستعد لتنفيذ هجوم على بنك أهداف منوّعٍ وكبيرٍ، غير أنّ الجيش الإسرائيليّ سيكون أوّل مَنْ سيرد على أيّ تطوّر، وعليه سيُطلب من جنوده تشخيص ما يحدث ومواجهة اختراق المستوطنات أوْ الهجوم على الدوريات العسكرية والمزارعين.

وبرأي المصادر، فإنّ المعركة ستحسم عمليًا في اللحظات الأولى، إذا نجح حزب الله بالتسلّل إلى عدّة نقاط مع قوات كبيرة، فقد تنجرّ "اسرائيل" إلى معركةٍ من نوع آخر، مُوضحًا أنّ قيادة المنطقة الشمالية أجرت ورشة عمل في السنتين الأخيرتين حول نقاط الضعف الجغرافيّة ومحاور التقدم على الحدود، وأنّ الأعمال الهندسية تتضمن بناء جدران، تجريد جبال وكشف أدغال.

واختتم قائلاً: في نهاية الأمر، يخوض الجيش الإسرائيليّ وحزب الله حرب أدمغة على جانبي الحدود وهما يدرسان بعضهما البعض، وبالتالي يستعدّان للحظة التي ستنقلب فيها الأمور، كما يُقال في الجيش، على حدّ تعبيره.

"إسرائيل" تستعّد لليوم الذي تصدر فيه الأوامر للمضي إلى المعركة، وبنك الأهداف واسع وكبير جدًا، ومن المتوقع أنْ تكون قوة الردّ مختلفة حتى في بداية المعركة، في الجولة المقبلة ستكون الحرب مختلفة تمامًا، ولكن السؤال الذي يبقى مفتوحًا: الاختلاف في الحرب لصالح مَنْ سيكون، علمًا أنّ تل أبيب تُعلن جهارًا نهارًا أنّ منظومات الدفاع التي تملكها ليست مًعدّة للدفاع عن المُواطنين في الداخل، بل عن المنشآت العسكريّة والإستراتيجيّة، وإذا كان حزب الله يمتلك الصواريخ الدقيقة، كما تؤكّد تل أبيب، فهل منظومات الدفاع قادرة على مُواجهتها؟.

* زهير اندراوس – رأي اليوم

108