الغارديان: هكذا تستخدم البحرين الرياضة لتغطية وجهها القمعي

الغارديان: هكذا تستخدم البحرين الرياضة لتغطية وجهها القمعي
الثلاثاء ١٨ يوليو ٢٠١٧ - ٠٢:٠٩ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحافي ديفيد كون، يكشف فيه عن الطريقة التي تستخدم فيها البحرين الرياضة لتبييض صفحتها أمام الرأي العالمي، وكيف تخفي من ورائها عمليات التعذيب للمعارضة.

العالم - البحرين

ويشير التقرير، إلى فريق سباق الدراجات "بحرين ميريدا"، الذي شارك أفراده في سباق دراجات فرنسا "تور دو فرانس"، مع أن قائد الفريق إيون إزاغير خرج من السباق في اليوم الأول، إلا أنه أصبح اسما معروفا في عالم سباق الدراجات بعد مشاركة النجم فينسنزو نابيلي في سباق غيرو دي لاتاليا.

ويذكر الكاتب أنه تم الإعلان عن الفريق في كانون الثاني/ يناير، وهو عبارة عن مبادرة قيمتها 13.7 مليون جنيه إسترليني، أشرف عليها الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة؛ "من أجل الترويج للدولة الديكتاتورية التي تعاني من مشكلات، من خلال الارتباط بالمناسبات الرياضية التلفازية".

وتشير الصحيفة إلى أن من بين هذه المناسبات الرياضية مسابقة السيارات "فورمولا وان"، التي تعد من أهم المناسبات الرياضية في البحرين، والتي تمنح المملكة الجذب والاهتمام اللذين تطمح إليهما، مشيرة إلى أن الشيخ ناصر أنشأ ايضا فريق "بحرين إنديورانس 13" الثلاثي -دراجات وجري وسباحة في عام 2015؛ لاعتقاده أنه من خلال دعم الرياضات الثلاث، فإنه "يمكن للناس التمتع بحياة أفضل". ويورد التقرير أنه بالإضافة إلى اهتماماته الرياضية، فإن الشيخ ناصر، الذي يحمل رتبة جنرال في الجيش البحريني، يقود الحرس الملكي، مع أنه ليس عضوا في الحكومة ولا في مجلس الوزراء، الذي عين له الملك حمد 12 عضوا من عائلة آل خليفة.

واشار الكاتب في صحيفة "الغارديان" الى انه في اليوم التالي لحضور الشيخ ناصر اجتماع الفيفا في العاصمة المنامة،11 أيار/ مايو، قابل الكاتب عددا من الناس الذين عانوا الضرب والتعذيب خلال سنوات الاضطهاد على يد حكام البلد، وقالوا إن الآلاف من الناس الذين اتهموا بالتحريض ضد النظام في السجن الآن في الجزيرة الصغيرة، التي يسكن فيها 600 ألف نسمة، كما يشكو الشيعة من التمييز ضدهم في مجال العمل والسكن" معتبرين ان "الحكومة ردت على حملة تدعو للديمقراطية بحملة قمع شرسة".

وينوه التقرير إلى أنه "في 12 أيار/ مايو، كان الملك حمد والشيخ ناصر في إنجلترا، حيث استضافتهما الملكة في سباق الخيول في وينزر، حيث يدعم الملك حمد مناسبتين رياضيتين، ويقدم الجائزة الكبرى و(كأس الملك)، في الوقت الذي كانت فيه الملكة ترحب بالملك ونجله، هاجمت قوات الشرطة بلدة دراز، وانتهت الأزمة بحظر الحكومة بحسب الوفاق، وتجريد المرجعي آية الله عيسى القاسم من جنسيته البحرينية، حيث اتهم بغسل الأموال والتحالف ضد المملكة".

وافادت مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إن وضع حقوق الإنسان شهد "تدهورا حادا في البلد خلال العام الماضي"، مشيرة إلى تضييق مجال حرية التعبير والتجمعات السلمية وتكميم الأفواه، وقالت المفوضية إن السلطات لجأت إلى الإجراءات القاسية للحد من الآراء المعارضة، مثل التعذيب، والاعتقال العشوائي، والتجريد من الجنسية، والمنع من السفر، والاستفزاز مثل التهديد بالقتل.

وواردت الصحيفة في تقريرها نماذجا من قمع حريات الراي والتعبير في البحرين، مشيرة الى ان منظمتي "أمنستي إنترناشونال" و"هيومان رايتس ووتش"، اللتين انتقدتا قمع البحرين، وصفتا استخدام البلد الرياضة لتلميع صورتها بأنه عملية "غسل" صورة البلد، لافتة الى أن فريق "بحرين ميريدا" حظي بدعم عدد من الشركات البحرينية، بما في ذلك "ممتلكات" الصندوق السيادي ومجلس التنمية البحريني، الذي يروج لصورة البحرين، ويصفها بأنها "وجهة رياضة السيارات في الشرق الأوسط".

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول الباحث المتخصص في البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة في "هيومان رايتس ووتش" نيكولاس ماكغيهان: "سيعطي فريق الدراجات أقصى حد من الظهور وبكلفة قليلة، ومشكلة البحرين وهي تحاول تبييض صورتها أنها بحاجة لتغطية الكثير، في ضوء تاريخها الدموي الحديث، وتدهور وضعها".
عربي 21

102-3