"أبكم يعمل بالظلام" .. دفان يطمر أسرار "داعش" في تلعفر

الأحد ٢٣ يوليو ٢٠١٧ - ٠٢:٤١ بتوقيت غرينتش

مرت أكثر من ثلاثة أعوام على بداية تدفق "داعش" إلى تلعفر، تمكن خلالها من تكريس وجوده في القضاء المترامي الأطراف الواقع غرب نينوى، لكن دفن قتلاه ما يزال محاط بالسرية، وثمة قادة وعناصر بالتنظيم جرى إخفاؤهم، فما هي الطرق الملائمة لتحقيق هذه الغاية؟

العالم - العراق

"تحت جنح الظلام ومن قبل دفان أبكم، يتم داعش طقوس دفن عناصره في تلعفر"، بهذه العبارة مع الكثير من الجرأة، يكشف مصدر محلي جانباً مثيراً من المقابر التي تضم جثامين عناصر وقادة التنظيم في تلعفر، ومصير أبرز دفان عمل في الخفاء لهذه الغاية.

 الدفان الأبرز .. شخصية غامضة

يقول المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه،"مع سقوط تلعفر في قبضة تنظيم داعش في صيف 2014 وتدفق مئات المسلحين من مختلف الجنسيات الى مركز القضاء، جاء خليل الملتحي ذو الوزن المتوسط من ريف الرقة مع مجموعة شبان آخرين تم اعتقالهم من قبل التنظيم قبل أن يختفي أثرهم وسط حديث عن أنهم اعدموا والبعض الآخر قال أنهم نقلوا للموصل، لكن خليل بقى ولم يغادر تلعفر فهو أبكم".

ويلفت المصدر الى أن "شخصية خليل الأبكم الذي أصبح فيما بعد دفان داعش وحفر عشرات القبور لقيادات ومسلحي التنظيم"، مبينا أن "داعش هو من أطلق عليه لقب الأبكم خليل، لكن اسمه الحقيقي بقى مجهولا وسط قصص تتحدث عن ان داعش أباد أسرته قبل احتجازه".

ويضيف المصدر، أن "خليل الأبكم استغله داعش أبشع استغلال وكاد يعدمه في بادئ الأمر وفق المعلومات المتوفرة من قبل السكان المحليين، لكن فجأة أفرج عنه بعد تعذيب وسجن لعدة أشهر وتحول بعدها الى أشبه بالخادم في مقرات داعش، ثم أصبح الدفان الذي يعرف أسرار المقابر السرية لداعش وخاصة قادته الذين يحرص التنظيم على دفنهم في مقابر غير معروفة ومنهم العرب والأجانب، لإخفاء حجم خسائرهم البشرية".

وبين المصدر، أن "خليل الأبكم لا يعمل إلا في الليل، وهي طريقة الدفن المعتمدة من قبل داعش خاصة في تلعفر"، لافتا الى أن "بعض الجثث تكون ممزقة أو تفوح منها رائحة كريهة تدفن في مقابر سرية جدا".

ويلفت الى أن "رؤية خليل في أي منطقة دليل على أن الموت طال عدداً من عناصر التنظيم"، موضحا أن "الأبكم لا يرتبط بأية علاقات مع الأهالي، وهو كثير الانزواء ويطلق البعض عليه دفان داعش"، مبينا أن "الأمر كان مكروها من قبل الكثيرين لأن المعلومات المتوفرة تشير الى أنه يعاني من عاهة عقلية تجعله غير قادر على بناء أي علاقات مع الأهالي وكان يعامل بقسوة من قبل قادة ومسلحي داعش".

مصير الأبكم

ويلفت المصدر الى أن "خليل الأبكم قتل، أمس السبت، في غارة جوية استهدفت احد مقرات داعش في أطراف تلعفر أثناء وجوده لنقل جثث قتلى التنظيم"، لافتا الى أن "جثته تركت في العراء قبل أن يقوم بعض الأهالي بحفر قبر صغير ودفنه دون أي شاهد يميزه، لأنه دون اسم، ولا يعرف منه سوى انه كان دفان داعش".

يذكر أن "داعش" يسيطر على قضاء تلعفر منذ حزيران 2014، وهو يعد المعقل الأخير للتنظيم في نينوى بعد طرده من الموصل وأغلب مناطق المحافظة، فيما تعد القوات الأمنية والحشد الشعبي العدة لتحريره بعد عزله وقطع طرق الإمداد عنه.