"حرب القناصات” في محيط كراج العباسيين

السبت ٢٩ يوليو ٢٠١٧ - ٠٥:٠١ بتوقيت غرينتش

في منتصف الطريق الواصل بين كراج العباسيين وساحتها، تلفت نظرك لافتة خشبية كُتب عليها “انتبه قناص “، كلمة قد تعني بأن الجيش قد فشل بتأمين محيط العاصمة وخلق طوق ناري يحمي مدنييه وعسكرييه الذين يُسجل بصفوفهم بشكل يومي عدد من الشهداء نتيجة حالات القنص في محيط الكراج .

العالم - سوريا

لكن في التفاصيل الأمر مختلف، حيث أكد مصدر ميداني أن القناص الذي يستهدف المدنيين والعسكريين في الكراج هو في عمق جوبر وبالتحديد في محيط برج المعلمين ومحيط جامع جوبر الكبير، أي يبعد مسافة تتجاوز الكيلو المتر عن الكراج كخط نظر، حيث يعتلي إما مآذنة الجامع أو إحدى البرجيات المحيطة ببرج المعلمين.

ويتابع المصدر شرحه أن الجيش السوري وبعد صده لخرق “الجبهة النصرة” بتاريخ20/3/2017 وسع من نطاق حمايته ووصل لأول مرة لمسار نهر بردى المار بجوبر والذي يسمى بنهر تورا، أي لاتواجد لعناصر مشاة يتبعون للنصرة أو فيلق في محيط جوبر وكمسافة اشتباك، فخط النار بين مشاة الجيش والإرهابيين تقدر بالكيلو ونصف شمالاً وبعمق جوبر، حيث حصن الجيش خطوط دفاعه عن العاصمة بشكل يجعل من “سابع المستحيلات ” أن يُعاود المسحلين القيام بخرق يستهدف أمن العاصمة على حد تعبير المصدر، ويضاف لذلك تفجير كامل الأنفاق والتفريعات ورصد أي تحرك جديد تحت الأرض وتعامل معه فوراً .

المصدر أشار إلى أن أنظمة المراقبة ووحدات الإستطلاع بالتعاون مع وحدات القناصين تستهدف بشكل مباشر أي تموضع للقناصين في محيط المنطقة التي ذكرت، حيث قال أن حربا جديدة تدور بشكل يومي وأحياناً بشكل ساعي بين قناصي الجيش السوري وقناصي الإرهابيين. ويؤكد المصدر وبناءاً على المعلومات أنه خلال النصف الأخير من شهر السابع سُجل مقتل ١٥ قناصا أثناء محاولتهم استهداف محيط الكراج.

ويتابع أن الجيش سيعمل خلال الأيام المقبلة على اتخاذ إجراءات احترازية لحماية مدنيي العاصمة في الكراج، ويعول السبب هو أن عمل القناص يعتمد على التسلل والتخفي وخاصة أن آخر قناص قتل كان يختبىء ضمن إحدى خزانات المياه، وكان من صعب تحديد تواجده لكنه بعد عمليات الرصد تم قتله .

الجدير بالذكر أن حصيلة الأسبوع الأخير هو إرتقاء ٦ أشخاص هم عساكر وكانت ناتجة عن حالة استهتار من قبلهم في ظل وجود لافتة تُحذر، وعناصر من الجيش السوري كلف لهم مهمة التحذير.

جميل قزلو / شام تايمز

109-1