فضل شاكر طرق باب من «يمون» على «النصرة»

فضل شاكر طرق باب من «يمون» على «النصرة»
السبت ٢٩ يوليو ٢٠١٧ - ٠٧:٤٧ بتوقيت غرينتش

كشفت العملية العسكرية الواسعة التي خاضها المئات من مقاتلي «حزب الله» في منطقة جرود عرسال، ضد التنظيمات الارهابية، والتي ادت الى القضاء عليها، حجم المخاطر التي كانت تشكلها، بالنظر الى القواعد الارهابية التي كانت تقيمها على امتداد الجرود، لكن يبقى الاهم، ان هزيمة الارهاب في الجرود ستحمل الكثير من المؤشرات التي تؤكد تضعضع وتفكك الشبكات الارهابية العاملة في الداخل اللبناني، وفق اجندتها.

العالم - لبنان
 

... بعد الحسم العسكري الذي جعل «جمهورية النصرة» في جرود عرسال تنهار، فان انهيارات منتظرة للشبكات الارهابية المرتبطة بها، متوقع ان تكون كأحجار «الدومينو»، والجماعات الارهابية في مخيم عين الحلوة، ستكون في صلب هذه الانهيارات، وفق ما ترى اوساط قيادية فلسطينية، تؤكد على استحالة الابقاء على التعايش مع وجود مربعات امنية، تشكل بخطورتها ما كانت تشكله «جبهة النصرة» في الجرود، لناحية القدرات الامنية لهذه الجماعات في استهداف الداخل اللبناني، وبالتالي، فان مهمة القضاء عليها تفرضه الحاجة الى التخلص من الارهاب ومعالجة ملفه معالجة جدية وحقيقية.

ملف الجماعات الاسلامية في مخيم عين الحلوة لن يغيب، برأي الاوساط نفسها، عن طاولة الاهتمامات الامنية اللبنانية والفلسطينية، في ظل اجواء من الثقة تخيم على الاتصالات بين القوى والفصائل الفلسطينية والجيش اللبناني والاجهزة الامنية الاخرى، والتي تُوِّجت بلقاء عقد قبل اسابيع، بين مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم والقيادات الفلسطينية، واتسم بجدية في التعاطي مع الملفات الامنية في مخيم عين الحلوة.

هذه الاجواء المترافقة مع الهزيمة المدوية للتنظيمات الارهابية في جرود عرسال، سيطرت حال من الارباك والقلق على الجماعات الارهابية التي تقيم في عدد من المربعات الامنية في احياء الطيرة والصفصاف وحطين و«الطوارىء»، بعد انعكاس ما جرى في الجرود وما يجري من تحضيرات لـ«ترحيل» من تبقى من عناصر «جبهة النصرة»، ما اشعر هذه الجماعات بـ«اليتم»، سيما وان كل التحقيقات التي اجرتها الاجهزة الامنية اللبنانية مع الارهابيين الذي اوقفوا على خلفية مشاركتهم في عمليات امنية، ومعهم افراد الشبكات الارهابية التي تم توقيفها قبل تنفيذ «اجندتها» الامنية من تفجيرات تطال مرافق حيوية هامة وعمليات اغتيال لشخصيات وتفجيرات في مناطق سكنية في الضاحية والنبطية، وهو ما كشفته التحقيقات مع ما عُرف بـ«شبكة رمضان» التي كشفها الامن العام اللبناني، بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، تؤكد ان مصدر التخطيط والمتابعة والتجهيز والتمويل والامداد البشري كان في جرود عرسال التي شكلت، قبل عملية حزب الله» معقلا محصنا ومنيعا للتنظيمات الارهابية، وعلى رأسها «جبهة النصرة».

اوساط فلسطينية، وبالاستناد الى مقربين من فضل شاكر، لفتت الى ان الاخير سعى لاجراء اتصالات مع جهات نافذة صاحبة «مونة» على «جبهة النصرة» وزعيمها المهزوم في جرود عرسال ابو مالك التلي، لان تشمله الصفقة التي يجري الحديث عنها، في اعقاب هجوم «حزب الله على مواقع النصرة وتصفية وجودها في الجرود، لكن لم يتلق اي رد جدي، يضمن له مقعدا في احد الباصات الخضراء التي تُستدعى مع كل صفقة تبادل بين الارهابيين والسلطات السورية.

فضل شاكر الذي لجأ الى مخيم عين الحلوة، مع انتهاء المعركة التي دارت في حزيران العام 2013 في بلدة عبرا، بين الجيش اللبناني والمجموعات العسكرية التابعة للشيخ احمد الاسير الموقوف منذ اكثر من عامين على انتهاء المعركة، خلال محاولته الفرار الى الخارج عبر مطار بيروت، وهو يخضع للمحاكمة لدى القضاء اللبناني، يقيم في منازل عدة داخل المخيم استأجرها لتحميه من ملاحقة الاجهزة الامنية اللبنانية، وهو يُكثر في تبديل اقاماته بين الاحياء للتمويه، حيث يتجنب الاقامة الدائمة في مكان واحد، وهو اعتمد اسلوب التمويه هذا، بعد عملية الكومندوس التي نفذتها وحدة من مخابرات الجيش لاعتقال «امير تنظيم داعش» في المخيم عماد ياسين في حي الطوارىء عند الطرف الشمالي للمخيم، في تشرين الاول من العام الماضي، واعرب عن مخاوفه من ان يكون «ضحية» عملية اعتقال او «تسليم» للاجهزة الامنية اللبنانية لمحاكمتهم على تورطه الى جانب الاسير ومجموعاته في استهداف حواجز واليات الجيش اللبناني في عبرا خلال المعركة، خاصة وانه اعلن مرارا انه لن يسلم نفسه طوعا للجيش اللبناني، انطلاقا من «تشكيكه»! بالقضاء العسكري.

واوضحت الاوساط الى ان شاكر استعان مؤخرا بوسائل اعلام خليجية، اجرت «ريبورتاجات» عن معركة عبرا، وسعت الى زج «حزب الله» فيها، لتنتهي «حلقة البراءة» التلفزيونية للاسير وجماعاته، ومعهم فضل شاكر ومجموعاته، والتسويق على انهم لم يقاتلوا الجيش الذي استشهد من وحداته 22 شهيدا واصيب اكثر من مئة ضابط وجندي، بل «حزب الله»، في محاولة لـ«تبييض» ملفه الامني، وترى ان مخاوفه من ضيق مساحة الامل في الخلاص من مأزقه، قد تبدو في محلها، مع احتراق الاوراق التي كان يمكن المراهنة عليها، لاخراجه من قفصه داخل مخيم عين الحلوة، الذي لن يكون بعد الان ساحة آمنة له وللمجموعات الارهابية الموالية لـ«جبهة النصرة» ولتنظيم «داعش»، بعد ان ظهرت تفاهمات لبنانية ـ فلسطينية، وتُرجمت بعمليات امنية انجزتها قوى وفصائل الفلسطينية اساسية داخل مخيمي عين الحلوة والرشيدية، ومنها عملية تسليم الارهابي خالد مسعد المعروف بـ «خالد مسعد»، قبل شهرين، اضافة الى عملية تسليم احد المتورطين في استهداف دورية فرنسية تعمل في اطار قوات الامم المتحدة في الجنوب «اليونفيل» في منطقة البرج الشمالي في العام 2013، فضلا عن عمليات تسليم لعدد من تجار المخدرات ومتورطين في حوادث امنية متفرقة.

المصدر : الديار

109-1