نادي رياضي في تشيلي يثير جنون اللوبي الصهيوني!

نادي رياضي في تشيلي يثير جنون اللوبي الصهيوني!
الثلاثاء ٠١ أغسطس ٢٠١٧ - ١٠:٢٤ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي يقوم فيه رجال أعمال عرب من الأثرياء جدًا بشراء وبيع النوادي الأوروبيّة الرياضيّة بأسعارٍ خياليّةٍ، يدأب فريق "بالستينو" في تشيلي على الالتزام بقضايا فلسطين التاريخيّة، ويتحمّل الهجوم المُنفلت للوبي الصهيونيّ، ويدفع الأموال التي تفرضها عليه منظمة الفيفا، زاعمة أنّه بتصرفاته هذه يُقحم الرياضة بالسياسة.

العالم - فلسطين

هذا وأسر القائمون على نادي "بالستينو" قلوب الجماهير الفلسطينية مطلع العام 2014، وذلك عندما أعلن النادي عن إطلاق زيّ فريق كرة القدم للموسم الرياضي 2014/2015 في تشيلي بمفاجأة تخصّ الهويّة والأرض الفلسطينيّة.

فالنادي الذي أسسته الجالية الفلسطينية منذ زمن بعيد، وهي التي تُعتبر أكبر جالية فلسطينيّة في العالم، أحيا ولا زال هويته الفلسطينية بطرق وأساليب عدّة، وأبرزها القمصان المزيّنة بألوان العلم الفلسطينيّ منذ التأسيس، ولكن المفاجأة الجديدة والمُبتكرة كانت بأن تم الاستعاضة عن رقم (1) على ظهر القميص الرياضي للاعبين بوضع خارطة فلسطين "التاريخية" كاملةً بامتدادها الذي يشبه الرقم 1، وذلك من النهر للبحر ومن رأس الناقورة حتى أم الرشراش. ما أثمر تفاعلاً كبيرًا في الشارع الرياضي الفلسطيني وحتى التشيلي.

بعدها بأيام فقط قامت الجالية اليهودية في تشيلي ودول القارة اللاتينية مدعومة من اللوبي الصهيوني بتقديم احتجاجٍ رسمي للفيفا على قميص نادي فلسطين بسبب وضعه خريطة فلسطين الكاملة، مما عرّض نادي بالستينو لعقوبة ماديّة وحُرّم عليه ارتداء هذا الزيّ لأسباب تتعلق بشروط الاتحاد الدولي لكرة القدم المتمثلة بعدم إقحام السياسة في الجانب الرياضي.

لم تمض سوى أيام حتى ابتدع الفريق زيّاً جديداً رسمت عليه خارطة فلسطين بلون الذهب على الصدر. عمومًا، تمثّل تجربة نادي "فسطين/ بالستينو" حالة مميّزة، تستحق الوقوف عندها طويلاً، وهي تشبه أيضًا وبنسبة كبيرة حالة معظم الجاليات الفلسطينية في العالم، سواء أرحلوا بشكل طوعيّ أو قصريّ، وسواءٌ أكانوا داخل الوطن لاجئين أوْ خارجه، ففي بطولة الدوري الفلسطينيّ يبرع أبناء "المخيمات" بحصد الألقاب ومثال ذلك فريقي مركز شباب الأمعري، ومركز شباب بلاطة، وفي الأردن يعدّ نادي "الوحدات" ممثّل مخيم اللاجئين الفلسطيني، الأكثر شعبية، والأكثر إحرازاً للبطولات خاصة في الأعوام العشرة الأخيرة وأحد أهم الأندية العربية والآسيوية.

ولكن حتى اليوم، كما أفاد موقع تلفزيون "وطن"، قد لا نجد تفسيرًا واضحًا لينبوع المحبّة والارتباط الذي دام بين أفراد الجالية الفلسطينية في تشيلي، وأمهم "فلسطين" –التي تبعد عنهم مسيرة 14 ألف كم- دون انقطاع وإلى هذا الحدّ من الانتماء، الذي يجعل الصفحة الرسمية للفريق على "فيس بوك" مثلاً تكتب منشوراتها مترجمةُ كلها للغة العربية، وتتذكّر كل قضايا فلسطين، والوطنية منها أيضًا، كالعدوان على غزّة، واقتحام الأقصى وغيره.

مُضافًا إلى ذلك، المفارقة تكمن أيضًا، في أنّه كم راية وكم علم لفلسطين رُفع في ملعب "كيسيرينا" البلدي واستُهلك، ثم أٌعيد إنتاج المئات والآلاف بدلاً منه طوال 94 عاما لم تسقط الراية إلى الآن! وكم هو عدد الألقاب التي تحمل معنى "القوّة والمنعة" لجماهير أندية العالم كـ "الشياطين الحُمر"، و"المقاتلون"؟ فيما لا زالت جماهير نادي "بالستينو" في تشيلي تحتفظ بلقب واحد هو الانتفاضة تجُذّراً برمزية هذا المصطلح في فلسطين.

وكم مرّة أيضًا غيّرت وبدّلت أندية العالم أطقم ملابسها تلاحق بها "الموضة"؟ فيما بقيت "موضة" نادي "بالستينو" الألوان الأربعة (الأبيض، والأسود، والأخضر، والأحمر) ورمزه بعد الشعار الرسمي، "خارطة كاملة" مثّلثٌ نصفها الأعلى ومثلث نصفها الأسفل، تخطّ شكل فلسطين التاريخيّة، أي من طرفي الخّط الأخضر.

جديرٌ بالذكر أنّ الإعلام العبريّ في الكيان الإسرائيلي يُحافظ على الصمت المُطبق، ولا يتطرّق للقضية، لا من قريبٍ ولا من بعيد، كما أنّه من الأهمية بمكان الإشارة إلى أنّ جمهور نادي "سيلتيك" الاسكتلنديّ، وخلافًا لتحذيرات الفيفا، قام برفع الأعلام الفلسطينيّة خلال مباريات الفريق مع فريق بئر السبع الإسرائيليّ، وعاد وكرر الأمر على الرغم من التكاليف الباهظة التي فُرضت عليه.

المصدر: رأي اليوم

108