كاتبة القصص البوليسية أجاثا كريستي..عاشت 30 عاما بمدينة عربية دمرها داعش!

السبت ٠٥ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٥:٣٣ بتوقيت غرينتش

هنا عاشت أجاثا كريستي ذات يوم لكن لم يتبق من الوقت الذي قضته كاتبة الروايات الخيالية الأكثر مبيعا في العالم سوى ذكرياتها على أطلال مدينة نمرود العراقية.

العالم - منوعات

المنزل المبني من الطوب اللبن الذي سكنته ذات يوم الكاتبة البريطانية مؤلفة (جريمة في قطار الشرق السريع) بات شيئا من الماضي. ولو كانت على قيد الحياة في هذه الأيام لأصيبت على الأرجح بالصدمة جراء ما لحق بالمدينة الآشورية حيث عملت إلى جوار زوجها عالم الآثار قبل نحو خمسة عقود.

فقبل ثلاث سنوات هاجم تنظيم داعش الارهابي نمرود بالجرافات وآلات الحفر والديناميت في إطار هجومه العام على التراث الثقافي العراقي.

واستعادت قوات الجيش العراقي السيطرة على الموقع في بداية حملتها لطرد المتشددين من الموصل التي تقع على بعد 30 كيلومترا شمالا.

قبل ذلك بسنوات، كان المنزل الذي عاشت فيه كريستي بالموقع قد هدم وتوفي كل من عرفوها. لكن اسمها لا يزال يتردد على ألسنة السكان رغم أن أغلبهم لا يعرفون شيئا عن سبب شهرتها.

اشتهرت كريستي بشخصيتي المحققة ميس ماربل والمحقق هيركيول بوارو ودخل اسمها موسوعة جينيس للأرقام القياسية كصاحبة الروايات الخيالية الأكثر مبيعا في كل العصور. وباعت رواياتها البالغ عددها 78 رواية ملياري نسخة مترجمة إلى 44 لغة.

زارت كريستي العراق أول مرة قبل أن يحصل على استقلاله عن بريطانيا في عام 1932 والتقت بالرجل الذي تزوجته لاحقا في موقع أثري في الجنوب. 

وقضى الزوجان بعض الوقت في الموصل وانتقلا في نهاية المطاف إلى نمرود.

وكتبت كريستي تقول "يا لها من بقعة جميلة... كان نهر دجلة على بعد ميل واحد وعلى تل الأكروبوليس العظيم تنتصب على الأرض رؤوس آشورية حجرية كبيرة. كانت منطقة مذهلة من البلاد... هادئة ورومانسية ومشبعة بالماضي".

ويظهر اهتمام كريستي نفسها بالآثار القديمة جليا في روايتيها (الموت على ضفاف النيل) و(جريمة في بلاد الرافدين) وكانت كريستي بدأت كتابة سيرتها الذاتية في نمرود.

لكنها قضت معظم وقتها هناك في توثيق عمل مالوان بالصور الفوتوغرافية وتنظيف القطع العاجية التي يتم اكتشافها وكانت تستخدم كريم وجهها في تنظيف شقوق القطع الأثرية.