هل يعود تنظيم القاعدة؟

هل يعود تنظيم القاعدة؟
الثلاثاء ٠٨ أغسطس ٢٠١٧ - ١٢:٠١ بتوقيت غرينتش

تساءلت مجلة فورين أفيرز الأميركية: هل سيعود تنظيم القاعدة، وما هية العوامل التي ستحدد نجاحه في حال عودته؟

العالم - مقالات

ويرى كاتب المقال سيث جي جونز أنه بالرغم من أن الولايات المتحدة ركزت جهودها على دحر تنظيم "داعش" فإن تنظيم القاعدة ظل موجودا ويحاول العودة من جديد، وإن مسألة نجاحه قابلة للنقاش، حيث إن تقييمات مستقبله تنقسم بين وجهتي نظر مختلفتين.

فالبعض يؤكد - كما يقول الباحث دانييل بيمان من جامعة جورجتاون - أن تنظيم القاعدة في تراجع بسبب الدعم الشعبي المحدود والجهود الفعالة التي تقوم بها الولايات المتحدة ودول أخرى لمكافحة الإرهاب، وقتله للمدنيين المسلمين. ويخلص بيمان إلى أن هناك "سببا وجيها للتفاؤل بأن تراجع القاعدة حقيقي وربما يكون دائما".

والبعض الآخر له وجهة نظر مخالفة، مثل عميل مكتب التحقيقات الفدرالي السابق علي صوفان الذي يدعي أن تنظيم القاعدة يتحول من جماعة إرهابية صغيرة بفروع متضاربة إلى شبكة قوية من الفروع العابرة للحدود التي اكتسبت أعدادا وقوة قتالية وتمتد الآن في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.

ويؤكد هذا الأمر الباحث ديفد غارتنستين روس من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بقوله إن الجماعة "برزت بقوة" من خلال اتباع إستراتيجية نمو مدروسة وإن كانت محدودة.

وعلقت المجلة بأن العديد من هذه التكهنات -حول ما إذا كان تنظيم القاعدة سيعاود الظهور أو يتراجع أكثر- مجرد افتراضات لأنها تهمل تحديد أهم العوامل التي يمكن أن تؤثر في مساره.

وقالت إن قوة تنظيم القاعدة في الماضي لم تكن ثابتة أبدا، بل تعاظمت وتضاءلت بناء على عوامل مثل انهيار الحكومات في دول مثل العراق وسوريا واليمن. وبالتالي، فإن المهمة الأولية في تحليل مستقبلها منهجية، بمعنى تحديد العوامل التي يمكن أن تؤثر في مسارها المستقبلي.

وأضافت أن معظم النقاش حول مستقبل تنظيم القاعدة أو تنظيم "داعش" يفتقر إلى هذا النهج التحليلي، وأن صناع السياسات والأكاديميين قفزوا بسرعة أيضا إلى استنتاجات حول ما إذا كان تنظيم القاعدة سيقوى أو يضعف، وهذا في معظمه مجرد تخمين.

وفي هذا السياق -كما تشير المجلة- من المرجح أن يتوقف انتعاش تنظيم القاعدة على الاستفادة من الفرص المستقبلية مثل انسحاب أعداد صغيرة من قوات مكافحة "الإرهاب" الأميركية أو القوات الغربية الأخرى من ساحات القتال الرئيسية في أفغانستان والعراق وسوريا، أو الاستفادة من احتمال المزيد من الثورات في الشرق الأوسط أو حتى من ربيع عربي ثان، إضافة إلى السياسات أو الإجراءات الأميركية أو الأوروبية التي تغذي مفهوم قمع المسلمين، وبروز تنظيم قاعدة أو قائد جهادي كاريزمي آخر.

وأخيرا، يمكن أن تستفيد القاعدة من انتشار تقليدي واسع النطاق للقوات الأميركية أو الغربية في الشرق الأوسط أو جنوب آسيا، أو انهيار تنظيم "داعش" في الشرق الأوسط أو أفريقيا أو آسيا.

فورين افيرز

102-3