الجيش السوري يصل إلى آخر معاقل "داعش" في الرقة

الجيش السوري يصل إلى آخر معاقل
الأربعاء ٠٩ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٣:٣٣ بتوقيت غرينتش

تشهد عدة جبهات خاضعة لنظام «تخفيف التصعيد» توتراً متزايداً في المناطق التي توجَد فيها «هيئة تحرير الشام»، في وقت يحقق فيه الجيش السوري وحلفاؤه تقدماً على غالبية جبهات البادية، من شرق السويداء حتى أطراف ريف دير الزور الشمالي الغربي.

العالم - مقالات وتحليلات

تستكمل تحضيرات جولة جديدة مرتقبة من محادثات «أستانا» عبر اجتماعات تجريها الدول الضامنة في طهران، في موازاة توتر ملحوظ تشهده عدة محاور مشتركة بين الجيش والفصائل المسلحة، وخاصة على الجبهات التي تضم فصائل خارج اتفاقات «تخفيف التصعيد». ولا تعطل تلك المعارك المتقطعة عمليات الجيش وحلفائه على طول البادية، فبينما يتابع تقدمه الحثيث نحو دير الزور على عدة محاور، فرض سيطرته على مساحة تقارب 100 كيلومتر مربع من بادية السويداء الشرقية.

وتضم المنطقة المحررة عدداً من التلال المحاذية للحدود الأردنية، ومن بينها تلال أسدي وجارين والرياحين وبئر الصابوني. كذلك وصلت القوات إلى منطقة بئر ووادي الصوت بعد تثبيت نقاطها على التلال الحاكمة هناك. ونقلت مواقع معارضة في المقابل، أنباءً عن انسحاب فصيل «جيش أحرار العشائر» العامل في منطقة البادية عقب تقدم الجيش الأخير، إلى داخل الأراضي الأردنية، مشيرة إلى أن هذا الفصيل الذي «اقتصر عمله على بادية السويداء» كان يعمل «من دون تنسيق مع قوات «التحالف الدولي» والفصائل التي ترعاها في البادية.

وفي موازاة ذلك، تابعت قوات الجيش وحلفائه تقدمها في ريف الرقة الجنوبي، لتنهي وجود «داعش» في شريط قرى ريف الرقة المحاذي لنهر الفرات من الجنوب، وتصل إلى أطراف بلدة معدان، التي تعد أحد أبرز المراكز العمرانية التي يتحصن فيها التنظيم على طول وادي الفرات، بين مدينتي الرقة ودير الزور.

وسيطر الجيش أمس خلال عملياته على قرى الخميسية والجابر والنميصة، بالتوازي مع استهداف سلاح الجو لمواقع التنظيم في معدان. ومن المتوقع أن يلجأ الجيش إلى حصار معدان عبر التقدم جنوبها وعزلها عن مناطق سيطرة التنظيم في الجنوب الشرقي، بالتوازي مع إكمال عملياته داخل حدود محافظة دير الزور، باتجاه بلدة التبني وأطراف جبل البشري.

أما على جبهة بلدة السخنة في ريف حمص الشرقي، فقد عزز الجيش مواقعه على أطرافها الشرقية والشمالية، وسط محاولات متكررة للتنظيم لدخول البلدة مجدداً. ويعمل الجيش بالتوازي على تأمين كامل أحياء البلدة من الألغام والمتفجرات التي خلّفها التنظيم. وضمن العمليات الجارية على جبهات ريف حماه الشرقي، استهدف سلاح الجو مواقع «داعش» في القرى والتلال المحيطة ببلدة عقيربات، بالتوازي مع أنباء عن وصول تعزيزات جديدة للجيش إلى تلك الجبهة.

أعلنت كازاخستان أن جولة «أستانا» المقبلة ستكون أواخر الشهر الجاري

كذلك، شهدت محاور مدينة دير الزور الجنوبية اشتباكات بين الجيش و«داعش»، وخاصة في محيط البانوراما ووادي الثردة ومحيط المطار.

وبدا لافتاً في موازاة تحرك الجيش ضد «داعش»، تسخينه لجبهتي جوبر وعين ترما شرق دمشق، اللتين ينشط فيهما فصيلا «فيلق الرحمن» و«هيئة تحرير الشام» غير الموقعين على اتفاق «تخفيف التصعيد» الخاص بمنطقة الغوطة الشرقية. وشهدت تلك الجبهة قصفاً مدفعياً وجوياً أمس، بالتوازي مع استعدادات يجريها الفصيلان لعملية برية مرتقبة من قبل الجيش ضد مواقعهما.

ويأتي ذلك في ضوء خلاف بين «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن»، بعد اتهام الأخير لـ «جيش الإسلام» باستغلال عملياته ضد «تحرير الشام» للسيطرة على نقاط تابعة لـ «الفيلق» في محيط بلدة الأشعري.

ومن جانبه، نفى «جيش الإسلام» تلك المعطيات، مؤكداً استمرار حملته ضد «تحرير الشام» حتى خروجها من كامل الغوطة.

وشهدت جبهات ريف حمص الشمالي الخاضعة لاتفاق «تخفيف التصعيد» توتراً بعدما تحدثت المعارضة عن سقوط عدد من القذائف في محيط الغنطو، في ظل استكمال قوات الشرطة العسكرية الروسية انتشارها على نقاط مراقبة التهدئة في محيط مناطق سيطرة الفصائل المسلحة هناك.

إلى ذلك، شهد ريف حماه بدوره قصفاً متبادلاً، استهدف خلاله الجيش مواقع المسلحين في بلدة مورك. وأسقط الجيش في ريف حماه الشمالي الغربي 5 طائرات مسيرة ومفخخة، تابعة للفصائل المسلحة، قبل استهدافها لأي نقاط عسكرية أو مدنية.

وفي موازاة تطورات الميدان، انطلقت أمس اجتماعات بين ممثلي الدول الضامنة لمحادثات أستانا، في العاصمة الإيرانية طهران. وستركز الاجتماعات بين الوفود التركية والروسية والإيرانية على جدول أعمال الجولة المقبلة من محادثات أستانا، وعلى نتائج اتفاقات «تخفيف التصعيد» الموقعة خلال الشهر الماضي.

وفي غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبد الرحمانوف، أن جدول أعمال المحادثات في أستانا، سيجري التوصل إليه خلال اجتماع طهران. ونفى حدوث أي تغيير في موعد الجولة المرتقبة، مرجحاً عقدها في أواخر آب الجاري.

ومن المرتقب أن تحتل منطقة «تخفيف التصعيد» في إدلب، الجزء الأكبر من النقاشات بين الدول الضامنة، لكونها لا تزال خارج مظلة اتفاقات التهدئة، ولا سيما في ضوء توسع نفوذ «هيئة تحرير الشام» فيها على حساب الفصائل الممثلة في أستانا الماضية.

(الأخبار)

2-4