مالا تعرفه عن لواء درع الوطن؟!

مالا تعرفه عن لواء درع الوطن؟!
الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٥:١٤ بتوقيت غرينتش

سطع اسم قوات “لواء درع الوطن ” المقاتلة في صفوف الجيش السوري، خلال المعارك التي دارت بين هذه القوات من جهة، وعناصر ما يسمى “شهداء الإسلام في داريا ” من جهة أخرى في مدينة داريا بريف دمشق الغربي، خلال علميات الجيش السوري الهادفة لإعادة السيطرة على المدينة الاستراتيجية القابعة في الخاصرة الغربية لعاصمة دمشق والتي كانت تستهدف بشكل دائم وخاصة الأحياء الغربية للعاصمة كالمزة والمهاجرين وغيرها من قبل مُسلحي “داريا ” عبر قذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع من نوع “كاتيوشا ” مخلفة العشرات من الشهداء والجرحى في صفوف المدنين وأضرار مادية قدرت بملايين الليرات السورية .

العالم - سوريا

من هم لواء درع الوطن ؟! ‎

مع بداية الأحداث في آذار 2011 بدأت النواة الأول للواء والذي كان قد كلّف حينها بتسيير الدوريات الليلية ومراقبة الأحياء في سورية بالعموم والعاصمة بتحديد وضبط أي تحرك يستهدف السكان وأمن العاصمة وخاصة في ظل الحوادث الأمنية التي شهدتها العاصمة من إخلال بالأمن العام والقيام بأعمال شغب وعمليات انتحارية وزرع عبوات ناسفة واغتيالات.

وفي كانون الثاني 2012 ومع انتشار السلاح وقيام المسلحين بهجمات استهدافت مراكز حكومية وخروج عدد من المدن والبلدات والأحياء عن سيطرة الدولة، حولت النواة الأولى للواء درع الوطن والتي سميت حينها “باللجان الشعبية ” إلى تشكيل رديف للجيش السوري، ساهم بمؤازة الجيش السوري في علمياته في الغوطة الشرقية ضمن معارك تأمين طريق المطار والتي امتدت حتى وصول القوات الرديفة إلى ساتر العتيبة شمالاً والاحمدية ودير سلمان غرباً، وريف طرطوس وريف اللاذقية ككسب وسلمى، ومدينة حمص كأحياء باب عمرو وباب سباع وريفها وصولاً إلى القريتين وتدمر والتنف شرقاً والقصير وتلكلخ غرباً والقنيطرة والتي استطاع خلالها مقاتلي اللواء من جعل مدينة البعث وبلدة خان أرنبة أمنة من المسلحين وخلاياهم النائمة ، والصمود في وجه المسلحين المدعومين بشكل علني في القنيطرة وبالتحديد في بلدة الحمدانية والصمدانية .

لواء درع الوطن ومعارك تأمين العاصمة ؟!

“فراس سلطن ” المعروف “بأبوعلي ” وهوقائد اللواء، حيث يجلس ضمن غرفة جاهزية لاتبعد سوى أمتار عن خطوط النار الأولى موزّعاً إلى جانبه أجهزة اتصالات مختلفة وأمامه شاشة التلفاز لكاميرا حرارية ترصد الوضع بالكامل على خطوط النار في جوبر وعين ترما، وبمجرد سؤال قصير عن دور اللواء في عمليات تأمين العاصمة كافية ليُحضر خريطة جوية ضخمة لريف العاصمة وبقلم رصاص ينقل الخطوط على الورقة شارحاً الوضعية الميدانية وماذا فعل اللواء .

يقول البداية من العمليات العسكرية كانت في الغوطة الشرقية وبالتحديد أثناء معارك ماأسماها حينها المسلحين ” معارك تطويق المطار ” حيث كان عددنا حينها لا يتجاوز العشرات وجل مانملكه هو اسلحة نصف آلية من نوع كلاشنكوف في ظل مواجهة المئات من المسلحين المدربين والمجهزين بكافة التجهيزات والمحصنين بشكل متين، حينها كان أمامنا خيارين أمام الاستسلام أو صمود والمواجهة، ولكن استطعنا نحن كقوة رديفة للجيش السوري من إيقاع الخسائر في صفوف المسلحين الذين انسحبوا تحت وقع بنادق الجيش السوري ومقاتلي لواء درع الوطن من بلدة تلوى الأخرى حتى استطعنا من تأمين محيط طريق المطار ومطار دمشق الدولي .

أبو علي يقول ضاحكاً عن تبعية اللواء أنه يتبع للجيش السوري بكل ألويته وفرقه وقطعه العسكرية وأينما يطلبنا واجب الدفاع نكون فنحن اليوم في خضم معارك شرق العاصمة ولدينا مقاتلين يقاتلون إلى جانب أخوتهم في الجيش السوري في القلمون الغربي ومعارك الضمير والسخنة، بالمقابل نتشارك مع أخواتنا في الأجهزة الأمنية أمن المدن السورية عبر حواجز ودوريات جوالة. فيما يلا يُخفي أبو علي حالة التعب الجسدية الناتجة عن الإرهاق وتأمين متطلبات الدعم اللوجستي لمقاتليه الذين يعتبروه كأب وأخ لهم، وخاصة أنه يتدخل في كل مايعنيهم ويعمل على تأمين كل احتياجاتهم واحتياجات عائلاتهم من دعم مادي وصحي، حيث يشبه ذلك الرجل علاقته بمقاتلي اللواء قائلاً : كل واحد فيون أمانة برقبتي هدول ولادي واهلون اهلي .

وفيما يتابع أبو شهد القائد العسكري الثاني للواء قوله : لتنتقل عملياتنا إلى تأمين الجهة اليسارية من طريق المطار والتي كانت من أصعب المعارك وبالتحديد معارك بلدة المليحة ومن بعدها شبعا ودير العصافير والتي كان يعتبرها المسلحين قلعة متينه، ومن ثم معارك القلمون الغربي كبلدات هريرة ويبرود ورنكوس والتي جعلت من اللواء قوة لا يستهان بها وبلسان المسلحين الذين اعترفوا حينها بقوتنا كتشكيل رديف للجيش السوري عبر تنسيقياتهم ونشطائهم .

عن معارك السنة الأخيرة يقول أبو يامن القائد الميداني في اللواء أننا كنا مع مقاتلي الحرس الجمهوري في كل معارك تأمين العاصمة حيث كان يعتمد أسلوب قتالنا على حرب الشوارع التي تدرب عليها مقاتلي اللواء الذين يقدر عددهم اليوم بألف ومئة مقاتل مدعومين بكامل وسائط النار وسط تنسيق يوصف بالعالي مع قيادات الجيش السوري وبالتحديد في معارك وادي بردى والتي كانت تعتبر معارك حياة أو موت بالنسبة لنا وخاصة ان المسلحين في حينها كانوا يتحكمون بمصير ملايين السكان نتيجة وقوع نبع عين الفيجة تحت سيطرتهم ولنتابع بعدها عملياتنا لقطع الشريان الغذائي والتجاري لمسلحي الغوطة الشرقية في القابون والتي انتهت حينها المعارك كما أنهينا باقي المعارك السابقة في محيط العاصمة بخروجهم نحو الشمال السوري عبر الباصات الخضراء، فيما يتابع اليوم مقاتلينا النخبويين معاركهم إلى جانب وحدات النخبة للحرس الجمهوري في عين ترما وجوبر والتي استطعنا من بسط السيطرة على مايقارب ٢٤٥٠ متر طولاً واصلين إلى الكتل البنائية الشمالية لعين ترما و١٠٠٠ متر عرضاً نحو أسواق الخير وحارة العسة ومع أطباق الناري على نفق حرملة الاستراتيجية ، والأيام المقبلة لن تختلف نهايتها عن سابقتها من المعارك.

المصدر : شام تايمز

109-2