معتقلو «تحرير حلب» في السعودية.. «مكارثية فايسبوكية»

معتقلو «تحرير حلب» في السعودية.. «مكارثية فايسبوكية»
الثلاثاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

مرّت أشهر طويلة على توقيف عشرات السوريين في السعودية على خلفية إبداء فرحهم بتحرير مدينة حلب على يد الجيش السوري نهاية العام الفائت وبسبب تأييدهم حزب الله في ضوء غياب قضيتهم عن الرأي العام.

   | بينما كان الدكتور المهندس أيمن الشمالي، يوضّب حقائبه مغادراً السعودية، دُهمَ مقرُّ عمله وأُوقِفَ في الرياض، وأُحيل على محكمة أمنية بتهمة «تأييد النظام السوري». وبعد سرقة جميع وثائقه الرسمية، تجاهلت السلطات تنفيذ أمر ملكي قضى بترحيله جواً إلى لبنان.

أما القرائن التي اعتمد عليها قرار الإدانة، فكانت جملاً شعرية تتغنى بسوريا، تناقلتها بعض صفحات التواصل الاجتماعي. واليوم، تسعى عائلته التي تمكنت من المغادرة قبل توقيفه، إلى استصدار جواز سفر جديد له، لتمكينه من مغادرة الأراضي السعودية قبل أن يصدر بحقه حكم جائر، أسوة بموقوفين آخرين.
ولدى محاولة «الأخبار» التواصل مع عدد من السوريين المقيمين في السعودية، رفض أغلبهم الحديث عن تلك التوقيفات، فيما تخوف آخرون من ذكر أسمائهم خشية مصير مماثل، مؤكدين أنهم أغلقوا صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي واشتراكاتهم في المجموعات الإخبارية التي تنقل أخبار الجيش وعملياته العسكرية. وقال فادي، المقيم في السعودية، في حديثه إلى «الأخبار»:  أرجو تفهّم ظروفنا نحن مع وطننا  ونعمل لإعالة أهلنا الصامدين هناك، ولكنهم تمكنوا من إشاعة جو الرعب بيننا وأنا أحمّل السوريين المعارضين المسؤولية قبل السلطات السعودية».
«اللهم أعنّي على الصيام والقيام ودعم النظام»، عبارةٌ ذُيِّلَت بها صورة للرئيس بشار الأسد، على إحدى صفحات «فايسبوك»، كانت كفيلة بتوقيف المهندس محمد فراس عبارة  المقيم في المملكة منذ سنوات طويلة.

وفراس واحد من ضحايا هذه الحملة «المكارثية»، لكن المثير في الأمر أنه حكم بالسجن لسبع سنوات، منها اثنتان لأنه أدين بـ«الحديث مع (الجنس الآخر) عبر (واتس أب)» إلى جانب تهمة «موالاة الإرهاب»، لكونه «وضع صورة الرئيس بشار الأسد والعلم السوري في مكتبه، وصورة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مكتوباً عليها (الموت لإسرائيل وأذنابها)  ورأت والدة فراس منى الإدريسي  في حديث إلى «الأخبار» أن  الحكم كان مفاجأة لنا. لم يقم فراس بأي تعرض للسعودية وحكامها هو شاب يحب وطنه  ويريد التخلص من الإرهاب الذي تدينه السعودية  وهو يعادي إسرائيل. كنا نتوقع الترحيل، لا هذا الحكم الظالم.