صالحي: في 5 ايام فقط.. يمكن العودة الى نشاط نووي اعلى مما سبق الاتفاق النووي

الثلاثاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٧ - ١٢:٠٢ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم)-22/08/2017- اكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي ان بامكان ايران العودة خلال 5 ايام الى نشاطها النووي قبل الاتفاق النووي بينها وبين مجموعة 5+1 اذا ما صدر نقض كامل من الجانب الاخر للاتفاق، مشيرا الى ان 7 تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اقرت بالتزام ايران بالاتفاق.

العالم - ايران

تقارير الوكالة كلها اكدت التزام ايران


وقال رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي لقناة العالم الاخبارية الثلاثاء: ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى اليوم اصدرت حوالي سبعة تقارير حول النشاط النووي الايراني السلمي، وفي كل التقارير اقرت بان ايران كانت ملتزمة بوعودها، ولذلك فان ايران حسب اللاتفاق النووي قامت باداء كل الالتزامات التي كانت بعهدتها، وليس هناك مشكلة من هذه الناحية، حيث ان الوكالة الدولية هي الجهة الوحيدة التي يمكنها ان تشهد على سلمية الانشطة النووية للدول الاعضاء فيها.

الخلافات الداخلية حول الاتفاق النووي سياسية


واضاف صالحي: ان الاختلاف الموجود في الداخل ينبع من اختلاف سياسي وليس اختلافا جذريا بالنسبة للاتفاق النووي، حيث يحاول كال تيار سياسي ان يصل الى السلطة، ولذلك نسمع هذه الانتقادات التي تأتي من الجانب الاخر، ولكن في نهاية المطاف الجميع متوافقون على ان الاتفاق النووي كان في مصلحة البلد وعلينا ان نحافظ عليه، ولديهم بعض الانتقادات حول موضوع العقوبات، حيث يقولون انه كان من المفروض ان ترفع كل انواع العقوبات لكن لم يتم ذلك وبعضها مازال قائما.

الحظر تم رفعه لكن اميركا وبعض البنوك الكبيرة تعرقل


وتابع: لكن نحن لا نتصور هكذا، العقوبات رُفعت حسب الاتفاق النووي، لكن هناك بنوكا كبيرة بعد لم تدخل في المجال التجاري مع ايران، واذا كان المفروض ان نحصل على مئة، فاننا حصلنا على سبعين، والاختلاف ثلاثون بالمئة بين الموافقين على الاتفاق النووي والمعارضين فقط، ولكن حتى المنافسون للرئيس روحاني في الانتخابات الرئاسية اعترفوا بالاتفاق النووي وقالوا بان علينا ان نحافظ عليه، ولكن ان نرفع المشاكل الموجودة بالنسبة للبنوك الكبيرة، وهذا ما نتمنى ان يتحقق بالتدريج ونتخلص منه.

واتهم صالحي اميركا بانها تتدخل وتعكر الاجواء بناء على مواقفها السياسية حيال ايران، التي لا يعتبرونها صديقة، ونتمنى ان تتحسن هذه الامور بمرور الزمن.

منذ بداية المفاوضات تحسبنا لكل الاحتمالات

واشار رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي الى انه عندما دخلنا المفاوضات النووية كنا نتحسب لامكانية تراجع الطرف الاخر عن التزاماته، ولذلك بنينا جسورا متعددة للعودة الى الوراء، بل والى افضل مما كنا عليه، واكثر من ذلك.

واوضح صالحي: مثلا اذا قررت الحكومة الايرانية بعد ان رصدت افعال الولايات المتحدة والاخرين، الخروج من الاتفاقية، سوف ترون انه يمكن ذلك في وقت سريع لا يتوقعه حتى الذين فاوضونا ، وسوف يتحيرون من سرعة عودة ايران الى ما كانت عليه وحتى الى افضل من ذلك.

واضاف: ولكن نحن لا نتمنى ذلك، ودائما اصررنا على ان الاتفاقية يجب ان تبقى، وهذا ليس في مصلحة بلدنا فقط بل في مصلحة المنطقة والمجتمع الدولي، ونحن لا نتمنى ان يخترق اي طرف هذه الاتفاقية، لكن اذا حصل ذلك نحن بامكاننا ان نرجع الى ما كنا فيه ووحتى الى مستوى اعلى.

قراراتنا ستكون متناسبة مع افعال الطرف الاخر

واعتبر صالحي ان انتهاكات الطرف الاخر بعد لم تصل بحسب اللجنة المسؤولة عن رصد افعال الجانب الاخر خصوصا اميركا، لم تصل الى قناعة بانهم خرقوا الاتفاقية بشكل كامل، هناك بعض الافعال المؤذية، لكن هذا لا يعني انهم خرقوها بشكل كامل.

واكد رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي: اذا وصلت هذه اللجنة الى قناعة بانهم انتهكوا الاتفاقية وخرقوها تماما علينا ان نأخذ القرار المتناسب في وقتها، ولكننا اعلنا دائما بان قراراتنا تكون متناسبة مع الخطوات والافعال التي يقومون بها، وخطواتنا مدروسة وليس نابعة من عواطف، وحضرنا حالنا لجميع السناريوهات ولكل سيناريو لدينا خطوة وخارطة طريق للعمل.

وتابع صالحي: حتى الان الامور ماضية، والقرار الذي اتخذه مجلس الشوى الاسلامي مؤخرا بمساعدة واستشارة من منظمة الطاقة الذرية الايرانية ووزارة الخارجية كان ردة فعل ازاء القرار الاخير للكونغرس على اساس الند للند والعين بالعين، وسنتخذ الخطوات المتناسبة.

تخصيصات مالية كبيرى للبرنامج النووي السلمي

واشار رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي الى ان مجلس الشورى في قراراته الاخيرة ضد سياسات الكونغرس الاميركي المعادية لايران قرر تخصيص نحو 70 مليون دولار لتطوير البرنامج النووي السلمي خلال هذه السنة، ما يحمل رسالة قوية للذين يعلمون ماذا يعني اكتشاف وتحويل اليورانيوم.

وتابع: والبند الاخر في الاجراءات يعنى بقضية المحرك النووي وتصميمها، وخصصولها حوالي 60 مليون دولار لها، وهو يحمل رسالة من الناحية التقنية.

واشار صالحي الى انه لم يكن هناك فراغ قانوني بالنسبة للمحرك النووي او اكتشاف واستخراج اليورانيوم، لكن تخصيص هذا الرقم الكبير كميزانية يعني الكثير ويعطي زخما كبيرا للنشاط النووي الايراني، نافيا ان يكون قد ورد في قرارات مجلس الشورى العودة الى مستويات عالية من التخصيب.

هناك قرارات غير متخذة سنعلنها في وقتها

واشار رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي الى ان هناك قرارات متخذة من قبل اللجنة المسؤولة عن رصد الاتفاق النووي، لكنها ليست معلنة، ونعلنها في وقتها، عندما نرى ما القرار الذي علينا ان نتخذه ردا على مواقف الطرف المقابل.

في نطنز نعود لتخصيب الـ 20% خلال ساعات وفي فوردو خلال ايام

واوضح صالحي: مثلا اذا اردنا ان نرجع الى تخصيب اليورانيوم بمستوى 20%، نستطيع ان نقوم بهذه العملية في فوردو التي تعتبر مكانا حساسا بالنسبة لهم، خلال ايام قليلة اربعة الى خمسة ايام لانتاج اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمئة، ويمكن ذلك خلال ساعات في منشأة نطنز.

انتاج المحركات النووية يحتاج ما بين 10 – 15 سنة

واوضح رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي لان مشروع محركات الدفع النووي يحتاج من عشر الى 15 سنة على الاقل حتى الوصول الى مرحلة يمكن القول باننا انتيهنا منه، ويحتاج الى عمل جاد لوضعه ضمن الاسطول، ولحد الان اصدرنا تقريرين في هذا المجال، علما ان الدول التي كانت موفقة في هذا المجال هي فقط روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا واميركا بالاضافة الى الهند التي نجحت في ذلك هذه السنة بمساعدة روسيا وبعد عمل على مدى 20 سنة.

انشاء اضخم واحدث مستشفى نووي في ايران خلال 5 سنوات

واشار صالحي الى ان هناك مشروعا لدى ايران لانشاء مستشفى نووي لا مثيل له في غرب اسيا، يعمل على جهاز يسمى سينكرتون الذي يعمل على زيادة تعجيل البروتون ويعتبر متطورا جدا، وخلال الاربع او الخمس سنوات القادمة سننجز ذلك وسيكون اول مستشفى في غرب آسيا والاحدث لمعالجة الامراض الصعبة مثل السرطان.

يمكن ان ننتج 100 الف جهاز طرد خلال سنة ونصف

ونوه رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي الى تحذير القائد من مغبة عدم التزامه بالاتفاق النووي، وقال اننا يمكننا ان نعود الى امتلاك 100 الف جهاز طرد مركزي خلال سنة ونصف فقط، ما يدل على وجود امكانيات كبيرة في ايران.

اميركا في حيرة وتخبط من امرها

واعتبر رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي ان اميركا متحيرة في سياساتها واستراتيجياتها، ولا يعلمون ما هي استراتيجيتهم السياسية، وهناك نوع من التخبط السياسي في اميركا، ولذلك من الصعب التكهن بالقرارات التي يمكن ان يتخذونها في المستقبل القريب، لكن نحن مستعدون لكل السيناريوهات واتخاذ الرد المناسب على كل منها.

واشار صالحي الى ان العقوبات الاميركية الاخيرة لم تكن قانونا وفقط كانت ضمن صلاحيات الرئيس، لكنها الان اصبحت قانونا، وليست شيئا جديدا، الا ما يتعلق بالحرس الثوري، ولكن من حيث المجموع ليس هناك قانون جديد، والان وقعه الرئيس ترامب ولكن لم يتم تنفيذه بعد، لانه ليس فقط عقوبات لايران بل لروسيا وكوريا الشمالية ايضا، ولم يتخذوا قرارا فعليا وعمليا حيالها.

تهديدات ترامب بتمزيق الاتفاق النووي للاستهلاك الاعلامي

ووصف رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي اجراءات الاميركيين بانها كلام فاض وللاستهلاك السياسي الداخلي في ظل التخبط السياسي في اميركا وهو يحتاجون الى هكذا شعارات، مشيرا الى ان ترامب وعد بتمزيق الاتفاق في يوم وصوله الى البيت الابيض، لكنه الان مضى ستة اشهر على وصوله ولم يعمل شيئا، بل تعهد بالتزاماته، وعلينا ان نصبر لنرى في المستقبل ماذا سيحدث.

واستبعد ان يقوم ترامب بعمل شاذ في هذا المجال، ولكن لسنا متأكدين مما سيقومون به ونحن مستعدون لكل السيناريوهات، مشيرا الى محاولات الاميركيين جر ايران الى طاولة المفاوضات من جديد على لسان ترامب ووزير خارجيته تيلرسون، لكن ذلك لن يحصل لاننا لسنا مستعدين على ان نرجع للمفاوضات مرة ثانية، فالمفاوضات انتهت والاتفاقية تمت وعلينا ان نلتزم بها.

واكد صالحي انه اذا خرجت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بشكل صريح وكامل، حينها سنردس الموقف، ماذا سيكون موقف الاتحاد الاوروبي، وماذا ستكون ردة فعل الصين، وروسيا ودول اخرى، واذا خالفوا اميركا وبقوا على الاتفاقية هذا شيء، واذا واكبوا اميركا ووافقوها فسيكون شيئا اخر، منوها الى انه ليس هناك علاقات تجارية واقتصادية كبيرة ولا تعني اميركا شيئا لنا اقتصاديا وتجاريا، لكنها يمكن ان تؤثر على الشركات والبنوك الاجنبية وعلى التعامل مع ايران.

اذا خرج الجميع من الاتفاق النووي فسنخرج منه

واوضح رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي: اذا هم خرجوا والاتحاد الاوروبي والاخرون وافقوا اميركا في هذا المجال فان ذلك يعني ان الجميع خرجوا من الاتفاقية ونحن سنخرج من الاتفاقية، لكن اذا  الاتحاد الاوروبي والصين وروسيا وقفوا ضد المواقف الاميركية والتزموا بما تعهدوا به في الاتفاق النووي فسيكون هذا شيئا اخر، وحينها سنقول بدلا من ايران وخمسة زائدا واحد، فسنقول 7 ناقصا واحد، وستكون اميركا لوحدها في موقفها.

واعتبر صالحي ان الاميركان يهولون ويطلقون الشعارات الحادة والساخنة ويلعبون بالكلمات، ويقمون باعمال ايذائية، ولكنهم لم يخترقوا ولم ينتهكوا الاتفاق النووي بشكل كامل وصريح.

واشار الى ان ايران اعلنت في عام 2006 انها تفضل ان يكون الصين وروسيا ضمن المفاوضات النووية التي كانت حتى ذلك الوقت مع الدول الاوربية الثلاث بريطانيا وفرنسا والمانيا، لكنهم اضافوا ايضا اميركا، مشيرا الى ان احد شروط ايران للقبول بالاتفاق النووي هو اغلاق ملف ما يعرف بالـ بي ام دي (PMD)، من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ايران تقوم بنشاطات نووية سلمية كاملة

واضاف رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي ان ايران تملك الحق للقيام بالبحوث في مجال اجهزة الطرد المركزي، الحديثة جدا منها، مثل آي آر-6 وآي ار-8، ويمكننا ان نعمل ما نحتاجه من اعمال في هذا المجال ومن ضمنها حقن غاز اليورانيوم في هذه الاجهزة، وليس هناك من مشكلة.

ايران بلغت عتبات متقدمة في مجالات نووية متعددة

واكد صالحي ان ايران وصلت الى مستوى تكون فيه قادرة على تصميم مفاعل نووي للبحوث، وايضا في استخراج اليورانيوم من المناجم وتحويلها الى مواد اخرى، وكذلك في اجهزة الطرد الحديثة، ولدينا القدرة على تصميم اجهزة جديدة منها، منوها الى انه ليس هناك اي نشاط نووي توقف بحسب الاتفاق النووي.

واوضح ان الشيء الوحيد الذي تم الاتفاق عليه هو ان عدد اجهزة الطرد المركزي التي كانت بحوالي 9 آلاف تعمل على تخصيب اليورانيوم، وصلت الى ستة الاف، وكان لدينا 10 آلاف جهاز طرد اخرى لكنها لم تكن تعمل في التخصيب، ومازالت موجودة في المخازن.

وشدد صالحي على ان التقنية النووية في ايران هي تقنية محلية بنسبة 60% ولم تأت من الخارج، مشيرا الى ان التقنية النووية تتمتع بمستوى عال جدا من ناحية المعايير الصناعية والتقنية، ولذلك فان لذي يتوصل الىيها يتوصل الى معايير عالية في مجالي الصناعة والاجهزة الحديثة وما الى ذلك.

التقنية النووية تعطي ثقة بالنفس وتدفع بعجلة التقدم الى الامام

واعتبر رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي ان هذا يعطي نوعا من الثقة بالنفس، للبلد الذي يمتلك هذه التقنية، في مكجال الصناعة والتقنيات والعلم، معتبرا ان الغرب يفترض انه كان في نيتنا ان نصنع قنابل نووية لكن سماحة القائد اصدر فتوى بحرمة اسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي، ونحن لسنا في هذا المجال ولا نفكر فيه.

وبين صالحي ان هذه التقنية تعطي الشعب الايراني ثقة بالنفس لتحقيق انجازات في المجلات الصناعية الاخرى، حيث يتم الان الاستفادة من التجارب الايرانية في المجال النووي السلمي في مجال النفط والزراعة والصحة، والكثير من الاجهزة التي لا نستطيع شراءها من الخارج يمكننا ان نصنعها في الداخل مثل جهاز طرد مركزي قمنا بتصنيعه وتسليمه لوزارة الصحة التي تستفيد منه الان.

وجدد رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي تاكيده على ان طهران تتمنى الا يتم اي خرق للاتفاق النووي، ويبقى الاتفاق كما هو، والجميع يتلزمون بتعهداتهم، لكن من الصعب التكهن ماذا سيحصل في المستقبل، وهذا يعتمد على الاخرين، بمن فيهم الادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي وغيرهم ونحن مستعدون لكل السيناريوهات.

101