بماذا نصحت السعودية منصات المعارضة السورية؟

بماذا نصحت السعودية منصات المعارضة السورية؟
الثلاثاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٧ - ٠١:٠٣ بتوقيت غرينتش

أظهرت الإشارات الأولى المسربة من اللقاءات المشتركة التي عقدت في الرياض لمنصات المعارضة السورية الثلاث أنها لا توحي بالكثير من التقدم سوى الاتفاق على مواصلة البحث من أجل العمل على تشكيل وفد واحد للمعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف.

العالم - سوريا

وتبقى الخلافات الأساسية بين منصتي الرياض وموسكو حول التغييرات الدستورية في مرحلة ما قبل وضع الدستور الجديد ومصير الرئيس السوري، العقدتان الأساسيتان اللتان حالتا دون التوصل إلى تفاهمات ودون إصدار بيان مشترك.

 

منصة موسكو

وقالت "منصة موسكو" في بيان لها اليوم الثلاثاء بعد اختتام اللقاءات أن التركيز جرى على نقاط الخلاف التي يعود قسم أساسي منها إلى إصرار "منصة الرياض" على طرح شروط مسبقة بما يتعلق برحيل الرئيس السوري وبفكرة الإعلان الدستوري وهي شروط من شأنها منع الوصول إلى المفاوضات المباشرة ومنع الحل السياسي والانتقال السياسي تالياً، بحسب البيان.

 وكشف بيان "منصة موسكو" أنّ وكيل وزارة الخارجية السعودية عادل مردود الذي التقى المنصات الثلاث أكّد أنه يجب أخذ المتغيرات بعين الاعتبار.  

وأكد البيان أنه تمّ الاتفاق على استمرار البحث عن آليات تسمح بتشكيل الوفد، لافتة إلى أنه "أمر بات قريباً رغم ما يطفو على السطح من تشدد البعض".

وبحسب البيان فقد ساد اللقاء "جو من الجدية والصراحة".

ورأت "منصّة موسكو" أنه من الإيجابي توضيح تخوم الخلافات التي يعود قسم أساسي منها إلى إصرار "منصّة الرياض" على طرح شروط مسبقة.

وكان مراسل الميادين أشار إلى انتهاء جلسات المعارضة السورية في الرياض والاتفاق على استمرار الاتصالات لتشكيل وفد واحد. ولفت إلى أن أطراف المعارضة السورية التي اجتمعت في الرياض لن تصدر بياناً مشتركاً بل ستكتفي ببيانات منفردة تصدر عن كلّ منها.

 

-

وأمس الإثنين عقدت منصات المعارضة السورية لقاءات مشتركة في الرياض شارك في واحدة منها وكيل وزارة الخارجية السعودية عادل المردود على رأس فريق دبلوماسي من الخارجية السعودية، وبحثت هذه اللقاءات العملية السياسية، ومسألة تشكيل وفد معارض واحد لمفاوضة الحكومة السورية.

 وختم بيان "منصة موسكو" بالقول "كانت منصة موسكو قد اقترحت أن يجري اللقاء في جنيف وليس في الرياض، ولكن تأجيل المبعوث الدولي لموعد المباحثات التقنية التي كان من المقرر أن تنطلق اليوم الثلاثاء في جنيف، دفع المنصة لقبول الحضور حرصاً على عدم تضييع وقت إضافي جديد".

الهيئة العليا تتهم "منصة موسكو" بالتشدد

من جهتها قالت الهيئة العليا للمفاوضات في بيان لها إنّ ممثلي "منصة موسكو" رفضوا الإقرار بأي نص يشير إلى مطلب رحيل الرئيس السوري وأن لا يكون له أي دور في السلطة الانتقالية.

وذكر المكتب الإعلامي للهيئة العليا أنّ "منصة موسكو" طالبت بالإبقاء على دستور العام 2012 مع بعض التعديلات وقال إنّ هذا أمر "لا يمكن للهيئة أن توافق عليه".

المكتب الإعلامي للهيئة أشار إلى أنّ هناك "قدراً مهماً من التفاهم" بين منصتي القاهرة والرياض، إلا أنّ "تشدّد" مندوبي "منصة موسكو" أعاق الاستمرار في الجهود لضم ممثلين عن المنصتين إلى وفد المفاوضات، على حدّ تعبيره.

جهود سعودية لإقناع المعارضة بالتعامل مع المتغيرات الجديدة

وكان عضو الهيئة العليا للمفاوضات أحمد العسراوي أكد في وقت سابق للميادين أنّ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اعتبر أن مسألة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد أو بقائه في الحكم هو شأن السوريين لا السعوديين، وتأتي ضمن مرحلة التفاوض.

وذكر العسراوي أنّ الجبير أثنى على قرار الهيئة العليا للمفاوضات الذي تضمّن تشكيل لجنة من الهيئة لمتابعة التواصل مع منصّتَيْ القاهرة وموسكو، وذلك من أجل مشاركة المنصّتَيْن في وفد مفاوض موحّد للمعارضة السورية في مفاوضات جنيف، لافتاً إلى أن العملية السياسية باتت تتطلّب تفاوضاً مباشراً مع دمشق.

وكان مراسل الميادين في جنيف قد أشار في السادس من الشهر الجاري إلى أنّ الجبير قد أبلغ الهيئة العليا للمفاوضات بضرورة التعامل مع واقع بقاء الأسد في السلطة في سوريا، إلا أنّ مصدراً بالخارجية السعودية قال إنّ ما تم نقله عن الجبير "غير دقيق".

وأكد المصدر في الخارجية حينها على موقف الرياض "الثابت" من الأزمة السورية، وعلى الحل القائم على مبادئ إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البلاد، وصياغة دستور جديد لسوريا، والتحضير للانتخابات لوضع مستقبل جديد للبلاد "لا مكان فيه لبشار الأسد" بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية.

المصدر : الميادين

109-3