توتر بين اسلام اباد وواشنطن بعد اعلان ترامب استراتيجيته في افغانستان

توتر بين اسلام اباد وواشنطن بعد اعلان ترامب استراتيجيته في افغانستان
الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٣:١١ بتوقيت غرينتش

اعلن وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الثلاثاء، ان باكستان قد تفقد وضعها كحليف رئيس للولايات المتحدة، في حال لم تعمل على تغيير سياستها ازاء جماعة طالبان افغانستان، في وقت عبّرت إسلام آباد الأربعاء عن "خيبة أملها" من الموقف الأميركي.

العالماسيا والباسفيك

وردا على سؤال صحافي حول ما اذا كانت واشنطن مستعدة لخفض مساعدتها، وفرض عقوبات، وحتى التوقف عن اعتبار باكستان "حليفا اساسيا غير عضو في الحلف الاطلسي"، قال تيلرسون "كل هذه الامور مطروحة على الطاولة في حال رفضوا تغيير تصرفاتهم او تعديل مقاربتهم ازاء العديد من المنظمات الارهابية التي تجد ملجأ لها في باكستان".

وتابع تيلرسون "لدينا بعض وسائل الضغط، اكان في اطار المساعدات او بالنسبة الى وضعهم كشريك غير عضو في الحلف الاطلسي، كل ذلك يمكن ان يعاد البحث فيه".

وباكستان هي واحدة من 16 دولة تستفيد حاليا من هذا الوضع المميز الذي يتيح اقامة تعاون عسكري وثيق مع الولايات المتحدة.

ورفض تيلرسون الرد بشكل واضح حول ما اذا كان يمكن ان توجه الولايات المتحدة ضربات جوية في باكستان، واكتفى بالقول "ان الرئيس (دونالد ترامب) قال بشكل واضح جدا باننا سنواجه الارهابيين اينما كانوا".

وشدد تيلرسون على البعد "الاقليمي" للاستراتيجية الاميركية في افغانستان والتي تشمل باكستان والهند ايضا، وقال ان "الهدف منها الضغط على طالبان لكي يفهموا انهم لن ينتصروا على ارض المعركة".

وختم تيلرسون بالقول "بامكان باكستان ان تلعب دورا مهما لدفع طالبان الى طاولة المفاوضات".

في المقابل عبّرت إسلام آباد الأربعاء عن "خيبة أملها" جرّاء تصريحات لترامب اعتبر فيها أنّ باكستان شكّلت "ملاذاً للإرهابيين" الذين يزعزعون أمن افغانستان.

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان "ليس هناك بلد في العالم عانى من آفة الارهاب كما عانت باكستان، وغالبا عبر اعمال منظمة تتجاوز حدودنا. لذا فمن المخيب للآمال أن تتجاهل التصريحات الأميركية التضحيات الجسام للأمة الباكستانية".

وكان ترامب قال الإثنين إنّ باكستان "ستخسر كثيراً إذا واصلت إيواء مجرمين وإرهابيين" يزعزعون أمن أفغانستان المجاورة، مشدداً على أن هذا الوضع يجب أن يتغيّر "فورا".

لكنّ إسلام آباد رفضت هذه الاتهامات، وقالت الخارجية الباكستانية في بيانها الأربعاء إنّ "باكستان لا تسمح باستخدام أراضيها ضد بلد آخر. بدلاً من الاستناد إلى مزاعم خاطئة عن إيواء (إرهابيين)، يجب على الولايات المتحدة العمل مع باكستان بهدف استئصال الإرهاب".

ودعت الخارجية الباكستانية في بيان الى "السلام والاستقرار في افغانستان"، مؤكدة "رغبة باكستان المستمرة في العمل مع المجتمع الدولي على القضاء على آفة الارهاب".

واستبق الجيش الباكستاني الاثنين خطاب ترامب باعلانه ان باكستان، الداعمة لحركة طالبان، لن تؤوي بعد الان "أي بنية تحتية لأي منظمة ارهابية".

وعلقت وزارة الدفاع الأميركية الشهر الماضي مساعدات عسكرية بقيمة 50 مليون دولار لباكستان، معتبرة أن إسلام اباد لا تبذل جهودا كافية لمكافحة شبكة حقاني المتحالفة مع جماعة طالبان الأفغانية.

لكن الصين التي تستثمر حوالى 50 مليار دولار في باكستان، دافعت عن حليفتها اسلام اباد قائلة ان جارتها تستحق دعما من المجموعة الدولية بعد "التضحيات الكبرى" التي قدمتها في مكافحتها التطرف.

(أ ف ب)

2