ماذا جرى في لقاء انصاري مع ممثلي الاحزاب اللبنانية؟

ماذا جرى في لقاء انصاري مع ممثلي الاحزاب اللبنانية؟
الأربعاء ٢٣ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٤:٠١ بتوقيت غرينتش

حرصت السفارة الايرانية في بيروت قبل يومين على توزيع جدول ومواعيد زيارات ولقاءات مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري التي تأخرت لفترة من الوقت بعد إضطرار الضيف الايراني لدخول احد مستشفيات طهران اثر تعرضه لوعكة صحية في اليوم الذي سبق زيارته التي كانت مقررة الى لبنان منذ ما يقارب العشرة ايام.

ومن خلال اللقاءات التي اجراها انصاري في الساعات الـ48 ساعة الماضية يتبين ان المسؤول الايراني البارز في الخارجية حرص بالاضافة الى اللقاءات المعتادة بروتوكوليا الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية وكذلك الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي دأب على استقبال اي مسؤول ايراني يزور لبنان مهما كانت رتبته او وظيفته او نوعية الزيارة التي يقوم بها، وهو على ما يبدو تحول عرفاً لدى حزب الله للتأكيد على عمق ورسوخ العلاقة بين المقاومة والجمهورية الاسلامية في ايران.

وفي برنامج زيارته التقى انصاري الرئيس سعد الحريري كرئيس حكومة  والرئيس امين الجميل والنائب وليد جنبلاط. ويتميز الايرانيون بعقلية «براغماتية» سياسية متقدمة ومنفتحة ويستمعون اكثر مما يتكلمون ويحبون ان يسمعوا كل وجهات النظر حتى التي تختلف معهم وتخاصمهم وفق ما يروي احد السياسيين اللبنانيين والزائرين الدائمين لطهران.

وكان لافتاً في اليوم الثاني لزيارة انصاري انه التقى صباح امس وفداً ضم 46 شخصية لبنانية مثلت 40 حزباً لبنانياً وحرص انصاري على الاستماع لاراء بعض الشخصيات التي تحدثت بإسم الحاضرين داخل الجلسة المغلقة. وينقل احد القياديين البارزين في 8 آذار وممن حضروا اللقاء ان المداخلات المقتضبة لشخصيتين بارزتين سألتا انصاري عن ملفين كبيرين: العلاقة الايرانية - السعودية والملف النووي الايراني وعلاقة طهران بواشنطن والاتحاد الاوروبي.

وأكد انصاري ان الاتفاق الايراني ما زال ساري المفعول ولم يتغير شيء في مفاعيله بل ما يجري هو ان الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب يزايد على ادارة سلفه باراك اوباما ويحاول ان يتقرب اكثر من اسرائيل والسعودية اللتين تعارضان الاتفاق وترفضان اي تعامل مع طهران ويحاول دغدغة ايضا بعض الداخل الاميركي لكنه فشل وما زال الاتفاق مستمراً وينفذ. كما ان ترامب هول اعلاميا وسياسيا على طهران وادعى ان الاتفاق النووي منع ايران من انتاج طاقة نووية لاغراض عسكرية وهذا غير صحيح فنحن لم نسع الا لامتلاك طاقة نووية طبية وصناعية وللطاقة.

واشار انصاري الى مشاركة  منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي ورئيسة اللجنة المشتركة للاتفاق النووي فدريكا موغريني في حفل تنصيب الرئيس حسن روحاني لولاية ثانية منتصف الجاري ولقائها كبار المسؤولين الايرانيين وتأكيدها التزام الاتحاد الاوروبي بالاتفاق النووي.

كما تحدث انصاري عن العلاقات الايرانية - السعودية فوصفها بالسيئة جداً والمتوترة للغاية وشرح رداً على مداخلة احدى الشخصيات، الدور السعودي السلبي في المنطقة ورفض السعودية للحوار والتفاهم والوصول الى حلول سلمية لكل الازمات وكان لافتا ان انصاري لم يتحدث لا من قريب ولا من بعيد عن الوساطة العراقية لجمع طهران والرياض واعادة فتح قنوات الحوار بينهما.

في الملف السوري والعراقي تحدث انصاري عن ارتياح ايراني كبير لتقدم محور المقاومة والممانعة في العراق وسوريا وهذا ما يؤكد صدقية هذا المحور في مكافحة ومحاربة الارهاب من داعش والنصرة وكل تسميات القاعدة بعكس المحور الاميركي - السعودي المتورط في دعمه ومساندته ويواجه هذا المحور تراجع وتقهقر في المنطقة وما زال يكابر ويعرقل الحلول.

ويكشف انصاري عن بداية حلول في الملف السوري لكن التسوية النهائية ما زالت بعيدة بعض الشيء.

وفي الملف اللبناني عبر انصاري عن سعادة واطمئنان القيادة الايرانية بما حققه الجيش والمقاومة وتسجيل لبنان كدولة متقدمة في العالم في محاربة وقهر الارهاب وتأكيد الدعم الكامل للسلطة السياسية والجيش ووضع كل الامكانات الايرانية في خدمته ويعتبر انصاري ان قهر الارهاب من الجرود يعزز استقرار لبنان ويرسخ الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية.

الديار

3