قصص طريفة عن أسماء المُرتفعات في الجرود.. من أين أتت؟

قصص طريفة عن أسماء المُرتفعات في الجرود.. من أين أتت؟
الجمعة ٢٥ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٧:٣٧ بتوقيت غرينتش

اقتحمت التسميات الجردية مسامعنا في الحقبة الأخيرة عند سريانِ مفعول المعاركِ الهادفةِ إلى تحريرِ الجرود اللّبنانيّة كذلك السورية. أسماءٌ غريبةٌ كما يصفها البعض وتستطيع أن تقودك إلى زمنٍ آخر، يوم كانت الحياة مميّزةً في بساطتها.

العالم - منوعات
دخول المعارك حيّز التنفيذ سلّط الضوء على أسماء مواقع كانت منسيّة في الماضي البعيد على ضفّتي الجبهة، ما فتح باباً آخرَ للنقاش، توازياً مع انشغال المدافع في دكِّ أوكار الإرهابيين.

تسأل الناس عن معاني الأسماء المُطلَقة على القمم والمُرتفعات والتِّلال الجردية ومصدرها، شرحها وأسبابها، خاصّة وأن بعضها يُعدّ غريباً بعض الشيء. حقيقةً، لكلِّ اسم في الجرود قصّة ما تُخفي في طيّاتها روايةً يحملها رُعاة جابوا الجرود صعوداً ونزولاً وكانوا مصدراً لتلك التسميات بشكلٍ خاصٍّ، والتي لم تأتِ بشكلٍ عشوائيّ، بل لها دِلالاتٍ مهمّة، إذ كانت أداة التعريف لروّاد الجرود التي تدلّهم على وجهتهم.

نذكرُ من هذه الأسماء تلك التي باتت تتردّد إلى مسامعنا بشكلٍ يومي، مثلاً: معبر مرطبيا، حرف الجرش، التلّة الحمرا، خربة شميس، حرف وادي فارة ورأس شعبة المغارة، وادي أبو خضير ووادي مسعود، مرتفعات شعبة يونس، حرف وادي الدب، شعبة المحبس الأولى، حرف الحشيشات وقرنة الحشيشات، وادي الصقور، شعبة علي أمين، قلعة الحمام، مرتفع حرف الجب، خربة بيت الآغا، شعبة بيت أبو علي، مرتفعات ضليل، جب خولة، مرتفع سن وادي الكروم، السنان.. وغيرها كثير من الأسماء التي تتشكّل منها الجرود اللّبنانيّة والسّوريّة التي لا يمكن تجزئتها.

لهذه الأسماء ارتباطات عائليّة في بعض الأحيان، أو مأخوذة من حدثٍ ما حصل في بقعةٍ ما، كذلك تعودُ بعض التسميات إلى حيوانات سكنت تلك النواحي والأودية، بحسب مصادر العائلات العرساليّة.

تقدّم العائلات أمثلة. مثلاً، هناك نقاطٌ سبقت تسمياتها كلمة "شميسة"، أما إطلاقها يأتي بسبب مواجهة مرتفعٍ أو تلّةٍ ما لأشعّة الشمس طوال النهار بشكلٍ مباشر. عكس الشميسة هناك "الضليل" كـ "مرتفع ظليل الحاج علي في جرود بلدة الجراجير". وكلمة ضليل هنا تعني المنطقة التي يسود فيها ظلّ التلال أكثر من أشعة الشمس.

هناك تسمياتٌ أطلقت على المرتفعات. فمثلاً، "مرتفعات شعبة يونس" وهي عبارة عن مجموعة تِلالٍ محدّبة صغيرة أُطلقت على ما يبدو على شخصٍ يدعى يونس. والشعبة هنا تعني التلّة التي تُعدّ أصغر من المرتفع.

هناك الحرفُ أيضاً كـ"حرف الجرش، التلّة الحمرا"، والحرف هنا يُقصد منه التلّة الصغيرة التي تُحيط بالمرتفعات. أمّا الأسماء فواضحة المعاني.

تبرز إلى الواجهة كلمة "الخربة" التي تسبق بعض التسميات كـ"خربةِ خولة" وهي منطقةٌ يبدو أنّها كانت نذير شُؤْم فسمّيت باسمِ من ظهر عليه هذا الشؤم.

وهناك تسميات ارتبطت بأسماءِ أشخاصٍ كـ"خربة بيت الآغا، شعبة بيت أبو علي" وهي تسميات ارتبطت بعائلاتٍ ما كانت تمتلك أراضٍ في الجرود، وتسميات أخرى أُطلقت على شعابٍ وتلالٍ كان يلجأ إليها فارّ ما إثر ثأرٍ عشائريٍّ أو فِعلةٍ مُشينة.

كذلك تُشير التسميات إلى حيوانات كـ"وادي الدب، وادي الخيل.." أمّا مُسمياتها فتعودُ إلى وجود هذا النوع من الحيوانات فيها أو اتّخاذها بقعة لحصرِ الماشية.

وتقتحم الواجهة أيضاً تسميات المعابر كـ"مرطبية" ويعود نسبهُ إلى القدّيس مرطبيا السوريّ ومعبر الحمراء نسبةً إلى التِلال ذات انعكاس اللّون الأحمر النسبيّ على ترابها.

ويلفت مُسنّون إلى أنّ التّلّة والمُرتفع والسنّ والحرف والشعب تختلف عن بعضها، واختلافها مُرتبط بمقدارِ ارتفاع التلّة نسبةً إلى زميلاتها، وعلى هذا الأساس تُطلق التسميات. فالسن هو عبارة عن تلّة صغيرة، أمّا المرتفع فهو التّلال ذات الارتفاع العالي كـ"حليمات قارة" مثلاً.

وعلى سبيل المثال أيضاً، فإنّ الشعبة هي عبارة عن تلّةٍ صغيرةٍ تتوسّط المرتفعات، أمّا السنّ فهو بمثابةِ تِلالٍ صغيرةٍ موجودةٍ على كتف التّلال الكبيرة. ومن التسميات المُرتبطة بالعائلات، هناك شعبة علي الأمين، جب خولة، خربة بيت الآغا، وغيرها. ومن الأودية التي أطلقت عليها تسميات مُرتبطة بالحيوانات هناك وادي الصقور، وادي الخيل، حرف وادي الدب.

المصدر : الديار

109-4

تصنيف :