"محاصرون والقتل عشوائي".. مقتل 3000 مسلم روهينغي خلال 3 أيام

الثلاثاء ٢٩ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٨:٣٠ بتوقيت غرينتش

أعلن المجلس الروهينغي الأوروبي، الإثنين، مقتل ما بين 2000 إلى 3000 مسلم، في الأيام الثلاثة الأخيرة، في هجمات للجيش الميانماري بإقليم أراكان.

العالم - اسيا والباسيفيك

وقالت المتحدثة بإسم المجلس، الدكتورة أنيتا ستشوغ، إن "مابين ألفين إلى ثلاثة آلاف مسلم قتلوا، في الأيام الثلاثة الأخيرة، في هجمات للجيش الميانماري بالإقليم".

وأضافت، استنادا إلى المعلومات التي حصل عليها المجلس من نشطاء ومصادر محلية بالمنطقة، فإن هجمات الجيش تسببت أيضا في تشريد أكثر من 100 ألف مسلم.

وأوضحت أن نحو ألفي شخص عالقون على الحدود الميانمارية البنغالية، لافتة أن حكومة البلد الأخير أغلقت حدودها.

.

ووفق ستشوغ، فإن المجازر التي ارتكبها الجيش، في الأيام الأخيرة، بحق مسلمي أراكان، تفوق بكثير نظيرتها التي وقعت في 2012 وفي أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

وذكرت أن قرية "ساوغبارا" التابعة لمدينة راثيدوانغ وحدها، شهدت الأحد الماضي، مقتل ما بين 900 وألف مسلم، وأن طفلا واحدا فقط نجا من المجزرة.

كما أشارت إلى أن حياة مئات الأشخاص عرضة للخطر في قريتي "أناوكبين" و"نياونغبينغي"، واللتان يحاصرهما سكان محليون من البوذيين، في ظل "تجاهل" الحكومة نداءات الاستغاثة من قبل أهالي القريتين.

ودعت المتحدثة وهي أكاديمية في مجال الطب وتعمل بسويسرا، إلى ضرورة التحرك السريع للمنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، لـ"وقف المجازر في أراكان".

ومنذ 25 أغسطس/ آب، يشهد إقليم أراكان اشتباكات بين القوات الحكومية الميانمارية ومسلحين شنّوا عدة هجمات منتصف ليلة الخميس الماضي، استهدفت 26 موقعًا تابعًا لقوات الشرطة وشرطة الحدود، وقوات الأمن في ولاية أراكان، بحسب الشرطة المحلية.

وتأتي الهجمات في أعقاب تسليم الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان تقريرًا نهائيًا بشأن تقصي الحقائق في أعمال العنف ضد مسلمي الروهينغيا في ولاية أراكان إلى حكومة ميانمار.

وطالب ناشط من مسلمي الروهينيغا، الأمم المتحدة بالتدخل بأسرع وقت لوقف المجازر المرتكبة من قبل القوات المسلحة التابعة لحكومة ميانمار، والرهبان البوذيين، بحق المسلمين في إقليم أراكان.

وقال الناشط الدكتور محمد أيوب خان، المقيم في تركيا، لوكالة الاناضول: "هناك ظلم لا يطاق، ومجازر وحالات اغتصاب، وإحراق الناس وهم أحياء، تتم بشكل يومي".

وأردف أن الحكومة تمنع الصحفيين الدوليين والمحليين، والمنظمات الإغاثية ومراقبي الأمم المتحدة، من دخول المنطقة.

ولفت إلى أن الحكومة استغلت قيام شبان بمهاجمة 3 مخافر حدودية، بعصي وسيوف وأسلحة مصنوعة يدويًا تطلق طلقة واحدة، بعدما ضاقوا ذرعًا بالظلم، عام 2016.

وأوضح خان أن الحكومة انتهزت هذه الحادثة، وأغلقت كافة مداخل ومخارج المنطقة، واقتحمت البلدات والقرى، ومارست القتل العشوائي دون تمييز.

ولفت إلى أن القوات الحكومية حاصرت 28 قرية إضافية، ليلة 24 أغسطس/ آب الحالي، مستمدة الشجاعة من تجاهل المجتمع الدولي.

وتابع: "عندما أبدى الأهالي مقاومة، بدأت القوات بارتكاب مجازر جماعية".

ومضى قائلًا: "نطلب من الأمم المتحدة، إرسال قوة حفظ سلام إلى المنطقة بأسرع وقت للحيلولة دون المجازر هناك".

من جهته، دعا رئيس منظمة "روهينغيا أراكان الوطنية"، نور الإسلام عمر حمزة، الإثنين، حكومة ميانمار إلى تنفيذ توصيات تقرير أممي حول العنف ضد مسلمي الروهينغيا في ولاية أراكان، وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في المجازر المتواصلة بحقهم.

ورحّب نور الإسلام، بالتقرير النهائي بشأن تقصي الحقائق في أعمال العنف ضد مسلمي الروهينغيا في ولاية أراكان، والذي سلمه كوفي عنان مؤخرًا إلى الحكومة الميانمارية.

وقال نور الإسلام إن التقرير "استفز الزعماء البوذيين ونواب حزب أراكان الوطني ممن كانوا معارضين منذ البداية لتشكيل لجنة تقصي الحقائق برئاسة كوفي عنان".

ولفت إلى أن مظاهرات انتظمت، في 13 آب/ أغسطس الجاري، بقيادة زعماء بوذيين في 15 مدينة بإقليم أراكان، اتهم خلالها المتظاهرون المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، بـ"التحيز لمسلمي الروهينغا"، وطالبوها، تبعًا لذلك، بمغادرة الإقليم.

ووفق نور الإسلام، فقد "تم تطويق العديد من قرى الروهينغا، حيث تعرّضت تلك القرى لهجمات واعتقالات عشوائية".

وتابع أن "القوات المسلحة احتجزت في الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس الماضيين، جميع الذكور في قرية أوك نان (بإقليم أراكان)، ولم يتبق في القرية سوى الشيوخ والنساء والأطفال، حيث طوقت مليشيات بوذية القرى بحماية الجيش، كما وقعت حالات اغتصاب".

وأكد نور الإسلام أنّ الجيش يواصل ارتكاب المجازر بحق مسلمي الروهينا من خلال إجراء مداهمات للعديد من القرى.

ومنذ عام 2012، يشهد إقليم أراكان أعمال عنف بين البوذيين والمسلمين، ما تسبب بمقتل مئات الأشخاص، وتشريد مئات الآلاف، وفق تقارير حقوقية دولية.

ولجأ عشرات الآلاف من مسلمي الروهينغيا إلى مخيمات لجوء داخل الإقليم، وفي بنغلاديش، فيما حاول مئات التوجه إلى دول مجاورة أخرى، مثل ماليزيا وإندونيسيا.

ويشكل المسلمون في ميانمار نحو 4.3% من إجمالي عدد السكان، البالغ تعدادهم قرابة 51.5 مليونًا، بحسب إحصاء رسمي لعام 2014 .

وينحدر أغلب المسلمين في البلاد لأقلية الروهينغيا، التي يتركز وجودها بإقليم أراكان، الذي يعد أكثر أقاليم ميانمار فقرًا.

وتعتبر الحكومة أقلية الروهينغيا "مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش"، بموجب قانون أقرته عام 1982، بينما تصنفهم الأمم المتحدة على أنهم "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم".

المصدر: وطن

108