روحاني يدعو لتعاون إقليمي لوقف القتل والعنف والاتجاه للتنمية وثقافة الاخوة الاسلامية

روحاني يدعو لتعاون إقليمي لوقف القتل والعنف والاتجاه للتنمية وثقافة الاخوة الاسلامية
الأربعاء ٣٠ أغسطس ٢٠١٧ - ٠١:٤٣ بتوقيت غرينتش

قال الرئيس حسن روحاني، الأربعاء، لنضع يدا بيد من أجل وقف القتل والعنف في المنطقة ونكرس الاستقرار فيها، مؤكدا ان ايران بلد كبير وقوي جدا، الا أنه يتحلى بالصبر بنفس القدر انطلاقا من حضارته العظيمة.

العالم - إيران

وخلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء اليوم، أشار حسن روحاني إلى الذكرى السنوية لاستشهاد رجائي وباهنر (رئيس الجمهورية الإسلامية الايرانية ورئيس وزرائه اللذين استشهدا في حادث تفجير 30 آب/اغسطس 1981)، وقال: إن الشهيدين رجائي وباهنر كانا من الرجال الذين اختاروا منذ بداية حياتهم طريق الإيثار والتضحية، وإن شاء الله نتمكن من مواصلة دربهم.

وذكر أن هذه الأيام تذكرنا بتلك الأيام العصيبة والصعبة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي، حيث كانت الثورة والنظام الإسلامي يواجهان ضغوط شديدة من قبل القوى الكبرى وخاصة أميركا، وكان الحظر الجديد ومحاولات الانقلاب والحرب المفروضة على امتداد الحدود الغربية والجنوبية الغربية لإيران.. وفي تلك الظروف استغلت الزمر المتمردة والإرهابية الوضع داخل إيران، وأصبحت تنفذ أوامر القوى الكبرى، فكل ما يقال اليوم في انحاء العالم عن قضية داعش وجرائمه الوحشية الفظيعة، شهدنا شبيها لها خلال سنوات 1980 إلى 1982، وأحد نماذجها كانت في مقر رئاسة الوزراء في طهران (الذي راح ضحيته الشهيدان رجائي وباهنر).

وأضاف الرئيس الإيراني أن شعبنا في الظروف الصعبة والعصيبة، دافع عن الثورة والنظام والبلاد وحافظ عليها، ولم يأبه للمصاعب وتحمل الضربات القوية، إلا أن هذه الضربات والجروح العميقة لم تتمكن من إركاع الشعب أمام القوى الكبرى.. إن الشعب اليوم يريد منا أن نواصل درب الإمام الخميني (رض) والشهيدين رجائي وباهنر وسائر الشهداء، وهذا ما يزيد من حمل المسؤولية الملقاة على عواتقنا وجسامتها.

ولفت روحاني الى قرب حلول عيد الاضحى، واعتبره بأنه يذكرنا بالتضحية الكبرى لإبراهيم الخليل (ع) والتي وصفها القرآن بـ"البلاء المبين"، مضيفا أن هذا كان اختبارا عظيما لإبراهيم واسماعيل عليهما السلام؛ الأب المستعد لتقديم أعز أعزائه الى التضحية، والعجيب أن الله أراد ان تخلد هذه الحادثة... حيث أمر الله ان يكرر الناس نفس المشاهد في كل عام، وهذا ليس امرا عاديا، مشددا أن علينا نحن ايضا ان نستعد لنضحي بأعز أعزائنا في سبيل الله ومن اجل الشعب ولخدمة الشعب.
وفي جانب آخر من حديثه، وصف روحاني الشهيد حججي بأنه نموذج لإسماعيل اليوم، مشيدا بالنظرة التي ارتسمت على وجه الشهيد حججي عندما كان يساق إلى الذبح.. مصرحا: إن تلك النظرة للشهيد حججي كافية لتفخر بها بلادنا وتثبت ان شعبنا وشباب إيران الإسلامية الى أي مدى مستعدون للتضحية في سبيل أهدافهم السامية.. هذا هو تذكار إبراهيم الخليل الذي تجسد نموذجه الأعظم في كربلاء.

وأكد الرئيس الإيراني إن رسالة عيد الأضحى، تتمثل في إنهاء إراقة الدماء في المنطقة وتكريس الاستقرار والنمو والمودة الإسلامية، متسائلا إلى متى يجب أن يقتل الأهالي في سوريا والعراق ولبنان واليمن وفلسطين والأماكن الأخرى في العالم الإسلامي.

وأردف روحاني: علينا أن نضع يدا بيد وأن نوقف القتل والعنف في المنطقة، وأن نكرس الهدوء في المنطقة، مضيفا أن إيران باعتبارها بلد كبير وقوي جدا، إلا أنها تتحلى بالصبر بنفس القدر انطلاقا من حضارتها العظيمة.. مشددا: إن لدينا العديد من الأوراق ويمكننا أن نستفيد منها، إلا أننا لم نستفد منها ضد أي طرف وضد أي جار طيلة الـ40 عاما، بل إنما استفدنا منها للدفاع عن أنفسنا، معربا عن أمله بأن يستلهم قادة الدول الإسلامية من هذه الأيام والأعياد الدرس اللازم، وأن نشهد إرساء الاستقرار في جميع دول المنطقة سريعا، وأن تتوقف إراقة الدماء، وأن تتحول منطقتنا إلى منطقة للنمو والأخوة وثقافة الأخوة الإسلامية الكبرى.

المصدر: وكالة فارس

216