الرياض تمنع هادي من المغادرة لعدن.. هل ترتب مع أبو ظبي لعزله؟

الرياض تمنع هادي من المغادرة لعدن.. هل ترتب مع أبو ظبي لعزله؟
الجمعة ٠١ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٧:١١ بتوقيت غرينتش

أثارت المعلومات المتواترة عن منع السعودية الرئيس اليمني المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي من مغادرة الرياض إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن جدلا واسعا في الأوساط الشعبية المؤيدة لهادي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

العالم - مقالات وتحليلات

ونقلت "عربي 21" عن مسؤول يمني كبير كان من المفترض أن يغادر الرياض مساء الأربعاء برفقة هادي أن السلطات السعودية أبلغت الرئيس بأنه لا يمكنه مغادرة الرياض إلى عدن لـ"أسباب أمنية".

وأفاد المسؤول اليمني أن اتباع هادي كانوا في المطار لاستكمال إجراءات مغادرة هادي إلى عدن على رحلة تم الاتفاق عليها مؤخرا مع المسؤولين السعوديين وأبلغ هادي بها الملك السعودي أثناء زيارته له في مصيفه بالمغرب قبل أسابيع.

"خطأ أمني"

وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن تبرير المسؤولين السعوديين جاء على صيغة "مخاوف أمنية" بالقول إن مغادرة هادي وما يسمى برئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر إلى عدن خطأ أمني وإنهم يفضلون مغادرة رئيس الوزراء في اليوم التالي فقط، وهو ما حصل فعلا.

وقالت مصادر رئاسية خاصة لـ"عربي21" إن الإمارات أبلغت المسؤولين السعوديين رفضها استقبال هادي في عدن، حيث جاء رفضها على شكل تحذير من مغادرته الرياض إلى عدن وعدم العودة إليها نهائيا، بعد التضييق الكبير عليه إثر انفجار الأزمة بين أبو ظبي وهادي إلى مستوى قد يتطور إلى مواجهة عسكرية في المدينة بين القوات التابعة لهادي والقوات الإماراتية وقوات ما تسمى بـ"الحزام الأمني" التابعة لها.

القوات السعودية في عدن

وتضيف المصادر ذاتها أن القوات السعودية التي وصلت إلى عدن بطلب من هادي وبموافقة الملك السعودي وعددها بالمئات لم تتمكن من السيطرة على الوضع في المدينة وتقريب وجهات النظر بين القوات الإماراتية وحكومة هادي، حيث تقيم في قصر المعاشيق دون أن يكون لها تأثير على الأرض، نافية أن تكون القوات الإماراتية سلمت أيا من المنشآت كالمطار وميناء عدن للقوات السعودية أو قوات هادي.

وبحسب مصادر خاصة تحدثت لـ"عربي21" فإن الرئيس الهارب هادي قال في اجتماع الأسبوع الماضي مع مستشاريه بالرياض إن العلاقة مع أبو ظبي تزداد من سيئ إلى أسوأ، واتهم الإمارات بأنها تعرقل كل شيء يمكن أن يقود إلى الاستقرار وسيطرة الحكومة مثل عرقلة وصول الرواتب وتسليمها، كما اشتكى هادي من توقف الإمدادات لاتباعه في مناطق المواجهات مع قوات انصار الله وقوات صالح.

وكانت قوات تابعة للإمارات في عدن رفضت الأسبوع الماضي السماح لطائرة تحمل رواتب الموظفين العسكريين والأمنيين التابعين لحكومة الهارب هادي، غير أن هادي طلب من الرياض التدخل، حيث سمح لها بعد أيام بالهبوط لتسليم الرواتب امس الخميس "بحسب تصريح ما يسمى برئيس الوزراء الذي وصل إلى عدن بعد يوم من منع هادي مغادرة الرياض إليها".

ترتيبات إماراتية لعزل هادي

وقرأ محللون سياسيون يمنيون الخطوة السعودية-الإماراتية الأخيرة بأنها تهدف إلى إبقاء الرئيس اليمني الهارب في الرياض "خشية وصوله إلى عدن وإفشال خطة تم ترتيبها خلال الشهرين الماضيين تشمل تسوية سياسية جديدة ضمن صفقة رتبت لها أبو ظبي ووافقت عليها الرياض تقضي بعزل هادي ودعم حزب المؤتمر والرئيس السابق علي عبد الله صالح لمواجهة الحوثيين (انصار الله)".

وبشأن هذه النقطة تحديدا، قالت مصادر خاصة لـ"عربي21" إن نائب الرئيس اليمني السابق خالد بحاح يبذل جهودا مضاعفة هذه الأيام لترتيب خطة أبو ظبي، حيث التقى في الرياض وأبو ظبي بمسؤولين إماراتيين وسعوديين برفقة اللواء احمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات السعودي والمكلف بالملف اليمني والذي أعطي الإذن من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمناقشة الخطة والترتيب لها.

وبحسب المصادر، تقضي خطة أبو ظبي والرياض بعزل هادي ونائبه وتنصيب خالد بحاح رئيسا لليمن على أن تعين الرياض نائبا له، فيما يذهب منصب وزير الدفاع لأحمد علي عبد الله صالح المقيم في أبو ظبي مقابل رفع العقوبات عنه وعن والده وعائلته.

خروج آمن

المصادر المتطابقة والرفيعة - بحسب عربي 21- التي أكدت خطة أبو ظبي ووافقت عليها الرياض، رجحت أن يكون الملك السعودي الذي التقى هادي وعرض عليه المشاكل التي تقف في طريقه، أبلغ الأخير "بترتيبات سياسية مطروحة" لكنها لا تشير إلى جوهر تلك الترتيبات التي ناقشها الملك السعودي مع هادي.

ويشير مراقبون إلى أن اضطرار السعودية إلى الموافقة على خطة أبو ظبي بعزل هادي وإعادة علي عبد الله صالح إلى المشهد، جاء بعد شعورها بالعجز من التقدم في مناطق القتال وخاصة في حدها الجنوبي الذي يشهد نزيفا متواصلا.

وتذكر الإحصائيات الرسمية السعودية أن عدد قتلى الجيش السعودي في المعارك مع انصارالله على حدودها بلغ 70 جنديا وضابطا منذ أيار/مايو الماضي في المعارك التي بدأت قبل عامين ونصف من العدوان.

ويبدو أن الرياض تفكر حاليا بوقف حربها على اليمن التي استنزفتها على كل المستويات دون التفكير بالثمن الذي يمكن أن تدفعه إذا ما تم وقفها على هذا النحو، الذي يعتبره الكثيرون فشلا ذريعا لسياستها، لأنه قد يكلفها الكثير ويرسخ فكرة أن دخولها الحرب في اليمن لم يكن مخططا له وأن الرياض تبحث الآن عن خروج آمن ولو بدون إستراتيجية كما حدث عندما قررت دخول الحرب.

103-2