كيف ستردّ سوريا على العدوان "الإسرائيلي" الجديد؟

كيف ستردّ سوريا على العدوان
الجمعة ٠٨ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٢:٠٩ بتوقيت غرينتش

بيّن الخبير السوري في الشؤون العسكرية والاستراتيجية سليم حربا أن العدوان الإسرائيلي على موقع عسكري قرب مصياف يأتي في ظل هزيمة المشروع الصهيوأمريكي في سورية، مبيناً أن انكسار الوكيل على الأرض السورية جعلت من الأصيل يطل برأسه محاولاً إنقاذ وكيله في الميدان.

العالمسوريا

وأضاف حربا في تصريح لوكالة أنباء آسيا "عندما يرى الإسرائيلي أن مشروع الإرهاب يحتضر ويتلقى النكسات والنكبات يتدخل مباشرة بمثل هذا العدوان لتعويض بعض إخفاقات أدواته على الأرض".

وأكد الخبير العسكري أن الإنجازات التي يحققها الجيش السوري والقوات الحليفة والرديفة على امتداد الجغرافيا السورية وتوجيه ضربات قاصمة للعمود الفقري للإرهاب في دير الزور تعكس مؤشرات وإعلان رسمي بتوقيع الجيش السوري والدولة السورية على مسألتين الأولى إعلان الانتصار الحقيقي على المستوى الميداني والثانية تتمثل بإعلان استراتيجي لهزيمة الإرهاب بكامل منظومتها وعلى رأسها الأصيل الأمريكي والصهيوني.

تابع حربا "من هنا  نرى أن العدوان يأتي في هذا السياق تحديداً كمحاولة تعويض الإخفاق والخيبة الإسرائيلية عن انهيار وتصدع وهزيمة مشروع الإرهاب وتوجيه عدة رسائل من قبل الكيان أولها محاولة القفز فوق الخيبات الصهيونية على هزيمة الإرهاب وخاصة أنها ألقت بظلالها كل مخرجات الميدان السوري على المستوى العسكري وحتى السياسي والشعبي وتعطي مؤشرات قلق وحالة هلع بالنسبة للكيان الإسرائيلي بما فيها إنجازات الجيش السوري ومناطق خفض التوتر والحالة الشعبية والحالة السياسية.

والرسالة الاسرائيلية الثانية كما ذكر حربا هي "محاولة الانقضاض على حالات التحسن الإيجابي في المشهدين السوري والإقليمي، والأخير الذي أقر بمجمله أن الدولة السورية ذاهبة للانتصار مع انهيار منظومة الإرهاب أمام الجيش السوري".

وأضاف الخبير الاستراتيجي أن الإسرائيلي يحاول من خلال عدوانه اليوم إسماع صوته أنه غير راض من كل مخرجات الميدان مع اقتراب انعقاد اجتماع أستانة وتطبيق مناطق خفض التوتر وخاصة في المنطقة الجنوبية التي يستاء الكيان منها لأنها ستلزم مجموعاته الإرهابية كجبهة النصرة وداعش في تلك المنطقة على الخروج منها، مشيراً إلى أن العدوان الإرهابي تعبير عن الافلاس بالنار من قبل الكيان الإسرائيلي على مجمل خيباته".

وأوضح حربا أن الخيبات الإسرائيلية تتلخص في ثلاث نقاط هي "انهيار مشروع الإرهاب في الجغرافيا السورية واستيائه من مناطق خفض التوتر وخاصة في المنطقة الجنوبية بالإضافة لتلازم محور المقاومة بين حزب الله والجيش السوري والعراق وصولاً إلى إيران ومنها إلى روسيا ودول البريكس وكل هذه المسائل وانتصارات القلمون ومجمل مجريات الميدان السوري بكل أبعاده المركبة العسكرية والسياسية والشعبية جميعها تصيب الكيان الصهيوني كأصيل لمشروع الإرهاب بالكثير من القلق".

ولفت حربا إلى أن "هذا العدوان لا يتعدى على أنه تعبير عن حالة إفلاس حقيقي لما يمرّ به الكيان الذي يريد عبر اعتدائه على موقع عسكري سوري تطمين الداخل الصهيوني كمحاولة للقفز على خيباته التي أصبحت على مستوى التجمع الاستيطاني الصهيوني في الداخل الاسرائيلي"، موضحاً "منذ عام 2006 إلى الآن وقادة الكيان يكذبون على مجتمعهم ويسوقون قدرات إسرائيل الرادعة أمام مستوطنيهم بالقول أن الدولة السورية ستسقط وأن حزب الله سيدمر ويستنزف، ما جعل هناك شرخ كبير بين المجتمع الإسرائيلي وبين كذب قادته، لافتاً إلى أن "هذا العدوان يمكن أن يكون كـ حالة لترميم الانهيار النفسي والمعنوي للداخل الصهيوني، منوهاً أن "هذه الرسائل لن تصل ولن تتحقق مضامينها".

وحول إمكانية الرد على هذا العدوان أكد حربا أن "الرد الأوجع والأوقع في الزمان المكان المناسبين بسرعة وليس بتسرع وبفعل وليس ردة فعل هو قائم وقادم وخاصة في أولويات القضاء على ما تبقى من التجمعات الإرهابية التي تعمل كوكيل حقيقي للمشروع الصهيوني الامريكي وهزيمتها وسحقها في الداخل السوري هو نصر استراتيجي لكل هذه المنظومة التي تواجه الإرهاب من فلسطين ولبنان وسورية والعراق كما أنه نصر للانسانية بحيث سيكون هزيمة استراتيجية للكيان في المنطقة"، مؤكداً أن الرد قادم وبأشكال متعددة.

المصدر: وكالة آسيا

216