عندما تلطخت جائزة نوبل للسلام بدماء المسلمين في ميانمار

عندما تلطخت جائزة نوبل للسلام بدماء المسلمين في ميانمار
السبت ٠٩ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

قيل الكثير عن الاهداف السياسية التي تتحكم بجائزة نوبل للسلام التي تمنحها اللجنة النرويجية للجائزة في كل عام في العاشر من كانون الاول/ ديسمبر، بعد ان احاطت ظلال كثيفة من الشك حول الجائزة، اثر منحها لبعض رؤساء وزراء "اسرائيل" مثل مناحيم بيغن واسحاق رابين وشمعون بيريز، ولشخصيات اجنبية وعربية واسلامية، داعمة ومتعاطفة مع "اسرائيل" وتتخذ موقفا معاديا لتطلعات الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين بشكل عام.

العالم - آسيا والباسيفيك

هذه الحقيقة المُرة تتكثف هذه الايام ونحن نشهد المجازر البشعة التي تُرتكب ضد الروهنغيا المسلمة في ميانمار على يد الجيش والشرطة والمتطرفين البوذيين في هذا البلد، والتي تصل الى حد الابادة الجماعية، وهذه الفظائع الوحشية تقع تحت انظار ودعم وتاييد الحكومة في ميانمار التي تقودها سيدة حاصلة على جائزة نوبل للسلام!! وهي السيدة أونغ سان سوتشية.

المعروف ان أونغ سان سوتشية حصلت على جائزة نوبل للسلام سنة 1991 لوقوفها "ضد الحكم العسكري والأحكام العسكرية في ميانمار، وكفاحها السلمي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلادها"، وتحملت في سبيل ذلك الاعتقال والسجن، كما جاء في قرار منحها الجائزة.

الملفت ان اونغ حصلت على جائزة نوبل للسلام لانها تصدت لحكم العسكر سلميا، اي بطريقة لا عنفية حيث لم تحبذ العنف والاصطدام مع الجيش عبر استخدام القوة والسلاح، بينما نراها اليوم تبرر وتدافع عن فظائع الجيش والشرطة والمتطرفين البوذيين ضد المسلمين الروهينغا وبشكل علني، ولا تلوذ الى الصمت ازاء هذه الفظائع، كما يزعم المدافعون عنها.

من الصعب جدا تصور ان تمنع اونغ انصارها من استخدام السلاح ضد العسكر الذين حكموا ميانمار بالحديد والنار على مدى نصف قرن وارتكبوا افظع الجرائم، بينما تدافع وتبرر حرق وتقطيع اوصال مسلمي الروهينغا المسلمين وخاصة النساء والاطفال على يد الجيش والقوات الامنية الذين يعملون تحت امرتها.

تعد المواقف الصادمة لاونغ من فظائع الجيش والقوات الامنية والبوذيين المتطرفين بحق الروهينغا، طالب نحو نصف مليون شخص، عبر عريضة إلكترونية على موقع "تشانج.أورج" لجنة جائزة نوبل بتجريد أونغ من جائزة نوبل للسلام التي حصلت عليها عام 1991.

كما طالبت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الإثنين الماضي، اللجنة بسحب جائزتها للسلام بشكل فوري من رئيسة الحكومة الميانمارية.

وقالت المنظمة في بيان: إن "ما تقوم به سلطات ميانمار من جرائم بشعة ضد أقلية الروهينغا المسلمة، بمعرفة رئيسة وزرائها وتأييدها، عمل يتناقض مع أهداف جائزة نوبل، ومع القانون الدولي وحقوق الإنسان".

وانتشر خلال الأيام الأخيرة الماضية على مواقع التواصل وسم "اسحبوا الجائزة من أونغ"، لانتقاد اونغ التي دافعت عن فظائع البوذيين، وامتنعت حتى عن مجرد ادانتها.

رغم كل هذه الاصوات المنددة بالجرائم والفظائع التي ترتكب ضد الروهنغيا، والداعية الى سحب جائزة نوبل للسلام من رئيسة النظام الذي يرتكب جرائم الابادة الجماعية، الا ان اللجنة النرويجية لجائزة نوبل، استبعدت إمكانية سحب الجائزة الممنوحة لأونغ وجاء في بيان للجنة نوبل إن "قواعد مؤسسة نوبل لا تسمح بتجريد أي فائز من جائزته".

الموقف المخزي للجنة نوبل للسلام يؤكد تواطؤ الغرب مع منفذي جريمة الابادة الجماعية ضد مسلمي ميانمار، فرفض سحب الجائزة من اونغ بذريعة عدم وجود قانون يتيح ذلك، هو تاييد صارخ لمواقف اونغ ازاء ما يجري ضد المسلمين في ميانمار، كما يكشف حجم نفاق الغرب، الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها ويذرف دموع التماسيح على حقوق الحيوانات، بينما لا يرتد له طرف وهو يشاهد حرق وذبح الالاف من المسلمين الروهنغيا وهم احياء، وتهجير مئات الالاف منهم عن ديارهم دون رحمة، لمجرد انهم مسلمون.
المصدر: شفقنا