مصادر: السعودية تقر ببقاء الأسد وتشترط واحداً من 3 أسماء رئيساً للحكومة

مصادر: السعودية تقر ببقاء الأسد وتشترط واحداً من 3 أسماء رئيساً للحكومة
الأحد ١٠ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠١:٤٩ بتوقيت غرينتش

ذكرت مصادر دبلوماسية في العاصمة الروسية موسكو "أن وفداً منتدباً من الملك السعودي الفعلي (محمد بن سلمان) زار الرئيس فلاديمير بوتين في أحد مقرات إقامته قبل أيام قليلة وذلك في مهمة دبلوماسية لم يعلن عنها لتقديم دلائل تدحض إتهامات الخارجية الروسية للسعوديين بالعمل أمنيا ضد المصالح العليا لإتحاد الجمهوريات الروسية من خلال دعم تنظيمات إرهابية قامت بعمليات أو بمحاولات للقيام بعمليات إرهابية في أراضي روسية".

العالم - سوريا

وكانت مهمة الوفد  بحسب المصادر " نقل رسالة عاجلة من الأمير محمد بن سلمان إلى الرئيس الروسي بعد المفاجأت التي قدمها وزير الخارجية سيرغي لافروف للسعوديين وأثبت من خلالها أنهم ضالعون في دعم الارهابيين الروس".

وأضافت المصادر قائلة: "كما نقل  الوفد مقترحاً سعودياً إلى الرئيس فلاديمير بوتين مباشرة حول سوريا تجاوزاً للمفاوضات الجارية بين الخارجية الروسية والديوان الملكي السعودي حول تفاصيل الحل في سوريا وطرق الحفاظ على علاقة ودية روسية سعودية في المرحلة المقبلة دون العودة مجدداً إلى المواجهات الأمنية أو العسكرية."

وقد علمت المصادر الدبلوماسية بحسب وكالة أنباء آسيا أن دبلوماسيين روس من فريق عمل وزير الخارجية المعني بسوريا كشفوا للسعوديين مؤخراً عن وثائق ودلائل تقنية ومالية تؤكد أن عدداً من العمليات الأرهابية التي أحبطها الأمن الروسي كان المتورطين فيها عملاء لجهات إرهابية لكنهم تلقوا دعماً مالياً من شخصيات معروفة بأنها صلة الوصل بين مصلحة الإستخبارات  السعودية والحركات الإرهابية.

وبين المفاوضون الروس للسعوديين بأنهم على علم بتمويلهم للمنظمات الأهلية المعارضة  في روسيا التي تعتبرها موسكو عميلة للغرب وذلك  بطلب من الأميركيين.

وطلب الروس بشكل مباشر من نظرائهم السعوديين التعهد بوقف العمليات الإرهابية والتوقف عن تمويل منظمات صنفتها موسكو بأنها عميلة للغربيين ويعتبرها الأميركيون منظمات مجتمع أهلي، كما طلب الروس من السعوديين التعاون مع المخابرات الروسية  لكشف خلايا نائمة مرتبطة بشكل أو بآخر بالمخابرات السعودية في جمهوريات روسيا الإتحادية.

هذه العلاقة المتوترة التي يتصرف بها  الوزير الروسي للخارجية بطريقة المنتصر الذي يفرض شروطه إستفزت الملك محمد بن سلمان (غير المتوج) فأرسل أحد أقرب مستشاريه  السياسيين برفقة الفريق أول خالد بن علي الحميدان رئيس مصلحة الإستخبارات السعودية في مهمة عاجلة لتوضيح الأمور للرئيس الروسي مباشرة.

وعلى ما تقول المصادر في العاصمة الروسية فإن "الرئيس الروسي إستقبل الموفدين السعوديين وتلقى رسالة خطية من محمد بن سلمان لكنه أحال الوفد على نظرائه الروس لمناقشة الملفات الأمنية والسياسية الخاصة بالعلاقات الثنائية وبالحلول السياسية المطروحة في سوريا.

وقد قدم الوفد مقترحاً لتسهيل مهمة الديبلوماسيين الروس العاملين على تأمين حل سياسي يقوم على قاعدة توسيع نظام المصالحات وتوفير المناخ الملائم لبناء الثقة بين الأفرقاء السوريين المتصارعين كي يشاركوا في مفاوضات سياسية تنهي الحرب وتؤمن الإستقرار وتخلق المناخ المناسب لإعادة توحيد الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة المعترف بأنها ليست إرهابية مع مناطق سلطة الدولة السورية.

السعوديون "أبدوا إستعداداً للمساهمة في حل المشاكل العالقة ولتقديم ما يمكنهم فعله لإنهاء عمليات العنف بين الجيش السوري والفصائل التي يمكن للمملكة التأثير على قادتها مثل جيش الإسلام وحركات مسلحة أخرى ترى موسكو أن الوقت مناسب لإدخالها في عملية المصالحات وفتح الطريق لمفاوضات بناءه تشمل جميع السوريين".

المصادر المقيمة في موسكو تؤكد على مسؤوليتها بأن "السعوديبن عرضوا تسليم مناطق شاسعة من الغوطة وجنوب سوريا للشرطة الروسية وسحب الأسلحة الثقيلة من جيش الإسلام ومن الفصائل الأخرى الموالية للسعوديين والتعهد بتعاون تلك الفصائل الفوري مع مساعي المصالحات التي تشرف عليها القنوات الروسية المعنية في سوريا.

وقد فاجأ السعوديون نظرائهم الروس بمقترح لعقد جلسة لنسخة جديدة من مؤتمر جنيف دون إشراك الأطراف السياسية في المعارضة المقيمة في الخارج و التي لا تمثل الثقل العسكري للمعارضة على الأرض على أن يتلو ذلك قيام الروس بضمان أمن عدد من الشخصيات السورية التي تعتبر الرياض أنهم يمنحون المسلحين عامل الثقة المناسب لتسليم أسلحتهم والعودة إلى الحياة المدنية إن إستلم أحدهم منصباً سياديا مثل رئاسة حكومة مصالحة في دمشق.


ماذا إقترح الموفدين السعوديين أيضاً ؟

تقول المصادر "السعوديين أبدوا إستعدادهم  للقبول برعاية روسية كاملة لعملية إندماج قادة الفصائل الموالية لهم في العملية السياسية المقبلة وتسليم الأسلحة الثقيلة والمشاركة في الحلول السياسية التي تراها القيادة الروسية مناسبة بشرط التوافق مع الرياض على منع الإيرانيين من الإستفادة من أي مصالحة أو حل سياسي في سوريا لتعزيز نفوذهم إذ أن السعي لطرد الإيرانيين من سوريا بشكل كامل ليس مطلباً واقعيا لذا يكتفي السعوديون بضمانات روسية بأن لا تستفيد إيران من الحل السياسي."

كما قدم السعوديون ثلاثة أسماء مقترحة ليس بينها أي معارض مقيم في الخارج لترؤس حكومة مصالحة يطمئن إليها المعارضون والشخصيات الثلاثة هي بالصفة وليس بالأسماء التي نعتذر عن نشرها لإنتفاء المصلحة:

- رجل أعمال شهير يرتبط بعلاقات قوية جداَ مع وجهاء الغوطة ومع علماء الدين رغم قربه من السلطة السورية هو يلقى إحترام قادة فصائل مسلحة معتدلة  تعتبره رقماَ صعبا على الصعيد الجماهيري حتى في مناطق سيطرة المسلحين.

- معارض مقيم في موسكو وتعتبره السلطة الروسية  ثقتها وترى فيه السعودية رجلا يمكن التفاهم معه والوثوق بكلمته.

- رجل أعمال صاعد  يرعاه دولياً ويسوقه في المحافل العالمية حليف السعوديين في الإمارات محمد بن زايد وهو موثوق عند بعض أهل الحكم في سوريا.

المصدر: وكالة أنباء آسيا

106-104