من هو المسؤول عن "شقاء" فتيات "محطّات الوقود" في الأردن؟

من هو المسؤول عن
الأربعاء ١٣ سبتمبر ٢٠١٧ - ١٢:١٢ بتوقيت غرينتش

سَلّطت وسائل إعلام محليّة أردنيّة الضوء على ما سُمّي بفتيات محطّات الوقود، وهن فتيات يعملن في محطّة وقود، ويقمن بتعبئة “البنزين” في السيارات، ويرتدين زي المحطّة، وهو أمر غير مألوف بالنّسبة لمُجتمعٍ شرقيٍّ ذكوريٍّ بحت، كالمُجتمع الأردني العربي والإسلامي، حيث يُشارك في “قمع″ المرأة، المرأة ذاتها.

العالم - الاردن 

يُصيب الإعلام الأردني، حين يُسلّط الضوء على اهتمام المَسؤولين بزيارة العاملات في تلك المحطّات، والحرص على دعمهن، وتشجيعهن، في إطار عدم تعرّضهن للمُضايقات، خاصّةً أن تواجد الفتيات بتلك الوظائف، التي تقتصر على الرجال، أمر غير مُستساغ بالنّسبة للذكور في مُجتمعنا، حيث اعتادوا على رؤيتها أي المرأة في وظائف كالتعليم، التنظيف، الطبخ، وغيرها من الوظائف التي تتلائم مع ما يُسمونه بالشرف والأخلاق، والطهارة والعفّة، المُتعلّقة بالنساء حَصراً!

بلا شَك أن عمل المرأة وطبيعته، شأنٌ خاص يعود لها، ولعائلتها، ولكل خياره في هذه الحياة، وسواء اتفقنا أو اختلفنا حول تأييدنا طبيعة العمل “الشاق” الذي تُمارسه المرأة كحالة فتيات محطّات الوقود، اللواتي لهن منّا كل التقدير والاحترام على مُثابرتهن، في حين يرفض بعض الرجال “الأشاوس″ الالتحاق بركب العمل الشاق، علينا أن نعود إلى ذلك السؤال الشّكلي والمُعتاد، من دَفع بأولئك الفتيات، إلى أحضان تلك الأعمال الشاقّة، أليست كل حكومة مسؤولة عن رعيتها، أم أن شأن تلك الحُكومات دعم المُواطن في شقائه والذي تَحرص على “تشجيعه” في أوقات الصّبر على البُؤس فقط؟

*خالد الجيوسي - رأي اليوم

114-4