"داعش" بين المطرقة العراقية والسندان السوري

الأحد ١٧ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٤:٠٠ بتوقيت غرينتش

في حزيران عام 2014 أعلنت “داعش” إزالة الحدود بين العراق وسوريا، عندما دخل “الدواعش” العراق عبر الصحراء السورية، وأعلنوا حينها قيام كيانهم المسخ، في اطار المؤامرة التي كانت تستهدف البلدين وبلدان المنطقة بشكل عام.

العالم - مقالات

منذ ذلك التاريخ استباح “الدواعش” الحدود الدولية بين العراق وسوريا، فقد كانوا يتنقلون دون اي صعوبة بين البلدين، ناشرين الفوضى والدمار فيهما، حتى بات شبح التقسيم يُؤرق العرقيين والسوريين على حد سواء.

آخر القضايا التي اعادت موضوع الحدود بين العراق وسوريا، والذي تحول الى مادة دسمة لدى الجيوش الإلكترونية التي تمولها الدول والجهات التي تضمر الشر للعراقيين والسوريين وحتى اللبنانين وكل محور المقاومة، من أجل الإساءة الى هذا المحور الذي أفشل المخطط الأمريكي الصهيوني ضد العراق وسوريا وبلدان المنطقة، كانت قضية نقل “الدواعش” المهزومين من الحدود السورية اللبنانية الى الحدود السورية العراقية، حيث شنت هذه الجيوش الإلكترونية وبعض الذين وقعوا في الفخ الأمريكي هجمة شرسة على حزب الله الذي أشرف على عملية طرد “الدواعش” من الحدود السورية اللبنانية، لا من أجل سواد عيون العراقيين، بل من أجل ضربة وحدة وتلاحم محور المقاومة.

اليوم يحاصر محور المقاومة “الدواعش” على الحدود بين العراق وسوريا  بفضل تضحيات الجيشين العراقي والسوري ومقاتلي حزب الله والحشد الشعبي، فالحدود التي حاول الجيش الإلكتروني التابع للمحور الأمريكي تحويلها الى أزمة تعصف بمحور المقاومة، تحولت بفضل وعي وإدراك محور المقاومة الى ساحة لإظهار وحدة محور المقاومة ضد العدو الواحد الذي يتهدده، فقد بدأت القوات السورية والعراقية وقوات الحشد الشعبي وحزب الله بدعم من ايران وروسيا، بتضييق الخناق على “الدواعش” على جانبي الحدود، بهدف تطهيرها من رجس الدواعش والى الأبد.

ميدانيا أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية يوم امس السبت إستعادة ناحية العكاشات في إطار عمليات عسكرية تمهيدية بدأتها لإستعادة مناطق يسيطر عليها “الدواعش” في غرب محافظة الأنبار قرب الحدود مع سوريا..

وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان إن “قوات الجيش والحشد الشعبي والحشد العشائري والفوج التكتيكي لشرطة الأنبار تحرر ناحية عكاشات بالكامل وتفتح طريق تقاطع عكاشات على الخط الدولي”، لافتة إلى أن “عمليات التطهير مستمرة”.

وتضم المنطقة مخازن ومعسكرات للتدريب وورش لصنع العبوات الناسفة ومركز للقيادة والتحكم وخنادق لعناصر “داعش”.

وألقت طائرات القوة الجوية عشية إنطلاق العملية آلاف المنشورات على مناطق عكاشات وعنة وراوة والقائم غرب الأنبار تتضمن توجيهات للأهالي وتبلغهم بالعملية الوشيكة، وتضمنت المنشورات تحذيرا ل”الدواعش” وطالبتهم ب”تسليم انفسهم والخضوع لمحاكمة عادلة او الموت بنيران القوات المسلحة”.

المعروف ان منطقة عكاشات تعتبر من المناطق المهمة ل”داعش” حيث كانت تستخدمها منطلقا لهجمات بإتجاه مدينة الرطبة وبإتجاه القطع العسكرية المحيطة بالرطبة على الخط الدولي السريع، لذلك سيساهم تحريرها بالحد من تلك الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والأجهزة الأمنية بالرطبة.

اما على الجانب الاخر من الحدود فقد بدأت القوات الموالية للجيش السوري يوم امس السبت عملية عسكرية لتحرير مناطق محاذية للحدود العراقية شرق سوريا من “الدواعش”، تأتي استكمالا لعمليات عسكرية سابقة أدَّت إلى تحريرِ منطقةِ شرقِ الضمير، في ريف دمشق الشرقي حتى الحدود الأردنية، وأيضاً تحريرِ مثلثِ البصيري حتى الحدود العراقية، وتحرير محور السُخنة حتى دير الزور.

وجاء في جانب من بيان القوات المتحالفة مع الجيش السوري، انه بفضل جهود وجهاد الجيشِ السوري وحزب الله والحيدريون والفاطميون والزينبيون والقوات الشعبية السورية، وبمساندة روسيا وايران بدأت عمليات الفجر3 بتحرير منطقة شمال شارة الوعر، ومنطقة وادي الرطيمة والغزلانية، بمحاذاة الحدود السورية – العراقية حتى المحطة الثانية وصولا الى منطقة البوكمال الحدودية وتطهير هذه المنطقة الواسعة والإستراتيجية من عناصر “داعش”.

يبدو ان الموت هو الخيار الوحيد المتبقي امام “الدواعش” المتواجدين على جانبي الحدود بين العراق وسوريا، بعد ان حوصروا بين سندان الجيش السوري ومقاتلي حزب الله، وبين مطرقة الجيش العراقي والحشد الشعبي، وان تلك المناطق، ستكون مقبرة ل”الدواعش” بعد ان كانوا يمنون النفس في اقامة كيانهم المسخ عليها.

• شفقنا

2-208