الحوار مع دمشق "بين أوهام البعض وخسائر الراعي الاقليمي"

الحوار مع دمشق
الثلاثاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٠٨ بتوقيت غرينتش

تمسُّك البعض في لبنان بدءاً من "القوات اللبنانية" الى أطراف اخرى مثل تيار المستقبل بعدم فتح حوار مع سوريا، لاعادة النازحين السوريين، يطرح علامات استفهام حول خلفيات واسباب هذا التعنت، مع ان الدولة السورية منفتحة على كل ما يخدم لبنان ومصلحة اهله بكل فئاتهم .

العالم - مقالات
لذلك، فهذا الاصّرار يطرح الأسئلة التالية: هل ان سوريا متضررة من عدم فتح الحوار؟ ومن المستفيد من ذلك؟ ولماذا يصّر البعض على "طمر الرؤوس في الرمال" وعدم الاعتراف بالحقيقة وبالاخص ما يخدم مصلحة وطنهم؟.

بداية، يقول زوار العاصمة السورية ان الفترة الاخيرة شهدت تحسنا في تسوية بعض الملفات المشتركة او على الاقل فتح حوارات بين العديد من الجهات المعنية، في ظل موقف قريب من الايجابية من جانب رئيس الحكومة سعد الحريري، فالحريري وان كان يعترض في العلن على تنشيط حركة التواصل، لكنه يعتمد بشكل او بآخر سياسة التطنيش لادراكه ان هناك متغيرات كبرى حصلت في المنطقة والعالم على وقع الانجازات التي يحققها الجيش السوري والحلفاء في وجه الحرب الكونية التي فتحت ضد الدولة السورية.

ويوضح هؤلاء الزوار ان القيادة السورية لا تتوقف عند اعتراضات البعض في لبنان على اعادة تطبيع العلاقات لاعتبارات عدة اهمها الآتي :

1- ان هناك تمثيلا دبلوماسيا بين البلدين ومعنى ذلك ان الجهات المعترضة - ارادت او لم ترد - فهي تعترف بالنظام في سوريا، يضاف الى ذلك ان هناك معاهدة الاخوة التي تنظم العلاقات بين البلدين .

2- ان الحكومة والدولة في سوريا ليسا بحاجة لحوار مع هذه الاطراف المعترضة، لان مثل هذا الحوار لا يقدم ولا يؤخر بالنسبة للنظام السوري، فالمجتمع كله يعترف بهذا النظام، يضاف الى ذلك ان سوريا انتصرت في حربها ضد الحرب الكونية التي اطلقت ضدها، وكل مؤسساتها تعمل بشكل عادي حتى في المناطق التي لا يزال يسيطر عليها المسلحون.

ورغم ذلك، يشير الزوار الى أن المستفيد الاكبر من تطبيع العلاقات، هو لبنان وليس سوريا، ليس فقط بما يتعلق باعادة النازحين، بل في كل الملفات المشتركة او العالقة بين البلدين، ومن هذه الملفات على سبيل المثال ما يمكن ان يستفيد منه لبنان على مستوى حركة الترانزيت باتجاه الدول العربية بعد فتح المعابر بين سوريا وكل من العراق والاردن في الاسابيع المقبلة، وبالتالي كل ما له علاقة بتصدير المنتجات اللبنانية، يضاف الى ذلك كل ما له علاقة باعادة اعمار سوريا وعشرات الملفات الاخرى.

ويضيف هؤلاء الزوار ان اصرار المعترضين على حل قضية النازحين عبر الرهان على الامم المتحدة او الغرب او حتى انتظار الحل السياسي في سوريا ستكون نتيجته الوحيدة تحميل لبنان المزيد من الاعباء على مستويات مختلفة بدءاً من الاعباء المالية والاقتصادية، في وقت بات هناك مناطق واسعة تنعم بالامن في سوريا وبالامكان اعادة اعداد كبيرة من النازحين الى بلادهم. كما ان انتظار الحل السياسي لا يعني انه سيكون هناك عودة فوضوية للنازحين بل ان هذه المسألة تتطلب في كل الاحوال فتح الحوار بين البلدين.

اما بما يتعلق بالسؤال الاخر، المتعلق باصرار البعض على رفض الحوار، فالزوار يعيدون الموضوع للاعتبارات الاتية :

_ الاعتبار الاول: ان هناك نوعا من الشعبوية في طرح هذه المواقف، فهؤلاء يدركون ان مواقفهم لا تغير شيئا بالنسبة للدولة السورية، فرئيس "القوات" وحزبه يعيشون في وهم ان هذه المواقف قد تحسن حضورهم الشعبي على حساب الاخرين، خصوصا بعد تعرضهم لخسارة كبيرة نتيجة انتصار الجرود. كما ان البعض في "المستقبل" صعق من جراء انتصار المقاومة في الجرود وفي الداخل السوري، بل ان هذا البعض بدءا من فؤاد السنيورة يدفع لمحاصرة رئيس تيارهم سعد الحريري .

_ الاعتبار الثاني: ان هؤلاء المعترضين لا زالوا يعيشون في اوهام حصول متغيرات اقليمية ودولية لمصلحة المشروع الاميركي - السعودي المرتبط بكيان العدو الاسرائيلي، ما يعيد تحسين اوضاعهم والحد من خسائرهم في المرحلة المقبلة، مع ان هذا المشروع تعرض لهزائم كبرى في السنوات الماضية، ويكفي ما اصاب راعيتهم الاقليمية السعودية من هزائم في سوريا والعراق واليمن.

حسن سلامة / العهد

109-4