تحليلات حول الطائرة المجهولة التي أُسقطت فوق دير الزور!

تحليلات حول الطائرة المجهولة التي أُسقطت فوق دير الزور!
الأربعاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٣:٤٧ بتوقيت غرينتش

لم يقتصر المشهد الميداني السوري على الأرض فقط في هذه الأيام، بل حتى السماء باتت تشهد على موقعة التاريخ هذه، لم يعد القتلى مجرد جثث مرمية في الأنفاق وبين الدشم، لقد تحول الحصاد أيضاً إلى السماء، حتى باتت هياكل الطائرات المعادية مستلقية إلى جانب جثث الإرهابيين التي أُرسلت لإنقاذهم.

العالم - سوريا
خبر مر مرور الكرام على وسائل الإعلام دون تحقيقه أو البحث في ثناياه، حيث أفادت وسائل إعلام محلية سورية، بسقوط طائرة لم تحدد هويتها قرب مدينة البوليل شرق دير الزور، دون ورود معلومات تؤكد سقوطها، أو الجهة التي أسقطتها.

فيما نقلت وكالة الأنباء الألمانية أن طائرة حربية من نوع ميغ، سقطت فوق منطقة الاشتباك قرب بلدة البوليل شرق مدينة دير الزور، وأن مصير قائد الطائرة لا يزال مجهولاً، بينما زعمت بعض المصادر أن مضادات تنظيم "داعش" هي من أسقط الطائرة في المنطقة المذكورة.

الخبر لم يتضمن هوية الطائرة وهوية مسقطها، لكن مما لاشك فيه هو أنها ليست سورية أو أقله تتبع لسلاح الجو السوري، لأن ذلك لا يمكن إخفاؤه أو تكذيبه، كما أن قيادة الجيش السوري كانت على الدوام تعلن عن شهدائها وخسائرها في الحرب المسعورة التي تخوضها ضد ثمانين دول وأكثر من مئة وخمسين ألف مقاتل أجنبي ناهيكم عن الإرهابيين الذين يحملون الجنسية السورية.

إذاً ما قصة الطائرة ولمن تتبع ومن أسقطها، بعض التوقعات تقول بأن الطائرة كانت سورية وتتبع للجيش وهي مما استحوذ عليه الإرهابيون سابقاً ثم أعادوا التحليق بها ليتم إسقاطها من قبل مضادات "داعش" التقليدية المتمثلة بمدفع 14ونص ومدفع 23 والكوبرا المحمولة على الكتف، فيما يقول آخرون بأن قوات سورية الديمقراطية هي من حاولت التحليق بالطائرة وتم إسقاطها في منطقة تعج بالمقاتلين لا سيما وأن الجيش السوري يتقدم الآن في تلك المحافظة.

القيادة العامة للجيش السوري لم تصدر بياناً حول الأمر على الرغم من أن وسائل إعلام سورية هي من نشرت الخبر، بالتالي فإنه لا علاقة لتلك الطائرة وطيارها بالجيش السوري وهي حتماً تتبع لجهات أخرى، حتى أنه لم يصدر عن قيادة الجيش أي تعليق أو خبر بأنه تم إسقاط تلك الطائرة من قبله.

بالتالي فإن النتيجة الأهم التي يمكن الخلوص إليها، هو أن سماء تلك المنطقة محظرة على أحد سوى على الطيران الروسي والسوري فضلاً عن طيران التحالف الذي يحلق في كوريدورات جوية متفق عليها مع الروس، وهو ما يقودنا لفكرة مفادها بأن هناك تسليماً من قبل التحالف الدولي وأمريكا بأنه لا يمكن التعرض بعد الآن للطيران السوري لأن ذلك سيستتبع رداً حاسماً ومضاعفاً من قبل السوريين والروس يتمثل بالتوجه نحو مناطق متروكة مؤقتاً حتى الحل السياسي وهو ما سيزيد من رجحان كفة دمشق وحلفائها في الموضوع الميداني المنعكس أساساً على السياسة.

علي مخلوف / عاجل الاخباري

109-4

 

تصنيف :