السعودية تبدأ التوجه نحو "العلمانية"

السعودية تبدأ التوجه نحو
الخميس ٢١ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠١:٣٩ بتوقيت غرينتش

كشفت مصادر مطلعة أن مجلس الشورى السعودي سيصوت الإثنين المقبل على دمج هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" مع وزارة الشؤون الإسلامية.

العالم - السعودية

وقالت المصادر: إن مقدمي توصية الدمج، عطا السبيتي، ولطيفة الشعلان وعلي التميمي، تمسكوا بتوصيتهم رغم محاولات لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية ثنيهم عنها. ووصفت المصادر التوصيات التي ستقدمها اللجنة للتصويت يوم الإثنين، بـ"الضعيفة جدا"، و "المنفصلة عن الواقع والمتغيرات وأهمها تنظيم الهيئة الجديد الصادر بقرار من مجلس الوزراء"، و "غير المتوافقة مع طموحات حوكمة الأجهزة الحكومية"، و "لا تتماشى مع رؤية 2030"، كونها تعتمد على الإنشاء والعمومية، ومجاملة الجهاز، كمطالبة اللجنة بضرورة تنسيق الهيئة مع الجهات الحكومية في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر رسائل توعوية في المجتمع، وتوثيق الخبرات والمهارات الناجحة التي مرت على الهيئة لتكون مرجعًا للاستفادة، والتوسع في إيفاد منسوبي الهيئة للدورات التدريبية بشكل دوري منتظم، وفقا لما نقلته صحيفة عكاظ.
وتنص التوصية المطالبة بالدمج أنه بعد "إعادة تنظيم الهيئة بقرار مجلس الوزراء، ترك لها الجانب الدعوي الذي تتكامل فيه مع الوزارة، بينما أسندت النواحي الضبطية إلى الشُرطة، بالتالي فإن التوصية تهدف إلى توحيد الجهود وتكاملها في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على النحو الأمثل بما يؤكد هوية المملكة العربية السعودية الفريدة في حماية العقيدة والقيام بواجب الدعوة إلى الله".
كما أورد مقدمو التوصية مبررا أن النظام الأساسي للحكم ينص على أن الدولة ككل تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وليس جهازا مخصوصا معينا. وأشار مقدمو التوصية إلى أن "المجلس شهد خلال تاريخه الذي يربو على 20 عاما عشرات القرارات التي تناولت تنظيم أو إعادة هيكلة أو دمج أو خصخصة العديد من الهيئات والمصالح الحكومية بما يحقق الصالح العام".
وأوضحوا أن "جهاز الهيئة شأنه شأن جميع الأجهزة الحكومية التي تخضع للتغيير والتطوير، مواكبة للعصر واستجابة للمستجدات والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية".
وكان مجلس الوزراء السعودي أقر في أبريل 2016، بموافقة ملكية تنظيما جديدا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي بموجبه منع رؤساء المراكز أو أعضاء الهيئة من إيقاف الأشخاص أو التحفظ عليهم أو مطاردتهم أو طلب وثائقهم، أو التثبت من هوياتهم أو متابعتهم، وعدها من اختصاص الشرطة والإدارة العامة لمكافحة المخدرات. وأكد القرار على ضرورة تقديم الهيئة البلاغات في شأن ما يظهر لها من مخالفات أثناء مزاولتها لاختصاصها المنصوص عليه في المادة السادسة من هذا التنظيم بمذكرات إبلاغ رسمية إلى الشرطة أو الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وهما وحدهما الجهتان المختصتان.
وتأتي الخطوة تناغما مع توجهات ولي العهد محمد بن سلمان، والذي يقول مراقبون إنه يسعى إلى الحد من نفوذ التيار الديني، ضمن ما يسميها بإصلاحات تدفع المجتمع السعودي المحافظ بطبعه نحو مزيد من التغريب.
كما كشف موقع ستراتفورد الأمريكي بأن ولي العهد محمد بن سلمان يستعد للتخلي عن لقب خادم الحرمين الشريفين، مؤكدًا أن الملك الجديد سيكون زعيما علمانيا.
وفي سياق متصل، قررت إدارة جامعة الإمام محمد بن سعود المتخصصة بالعلوم الشرعية في السعودية إنهاء خدمات كوادرها التدريسية من السعوديين وغيرهم . وقال وكيل الجامعة محمد بن سعيد العلم: إن مدير الجامعة سليمان بن عبد الله أبا الخيل وهو عضو في هيئة كبار العلماء السعودية أوصى بعدم التجديد لكل المتعاقدين السعوديين وغيرهم ممن تأثروا بفكر الإخوان وتنظيم "داعش" ومن تأثر بأي "فكر أو تنظيم إرهابي أو حزبي متطرف". وقال العلم: إن "جماعة الإخوان كشفت عن غيها ونواياها الخبيثة تجاه الأمة الإسلامية وشعوبها الآمنة المستقرة". وأشار إلى أن قرار عدم تجديد العقود سيشمل كذلك المتعاطفين مع مذاهب الجماعات في كل الأحوال والظروف و "المصغين للدعاة المعادين للسنة النبوية السلفية الوسطية والذاهبين لمواطن تلك الجماعات الذين أفسدوا في الأرض من خلال ثبوت الوثائق والمشاركات الإعلامية المؤيدة لها". وزعم وكيل الجامعة أن هذه القرارات تهدف إلى "حماية عقول الناشئة والطلاب والطالبات ومنسوبي الجامعة من تلك الأفكار الحزبية المنحرفة والتوجهات الخطيرة الضارة والمدمرة".
ويعرف أبا الخيل بأنه واحد من الشخصيات المعادية لجماعة الإخوان المسلمين من خلال العديد من اللقاءات والتصريحات الإعلامية التي أدلى بها.
وظهر أبا الخيل في مقطع في الآونة الأخيرة يتحدث فيه عن ضرورة تأييد موقف بلاده من حصار قطر ومنع أي صوت في الجامعة يحاول القول بعكس ذلك. وسبق له أن هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتركيا عام 2014 ووصفها بأنها دولة "فاجرة وفاسقة وفاسدة". وقال أبا الخيل: "إن تركيا من أشد الدول عداوة لعقيدة السعودية ومنهجها" مضيفا أن "أردوغان افتتح ناديا للعراة في بلاده التي هي من أشد دول أوروبا في الفساد والفجور والبعد عن دين الله" على حد زعمه.
وعقب صدور القرار بعدم التجديد لأعضاء هيئة التدريس المرتبطين بالإخوان بحسب الجامعة أطلق مغردون سعوديون على "تويتر" هاشتاجا باسم "أبا الخيل يقصي الإخوان" لاقى تفاعلا كبيرا. وسخر أحد المغردين من قرار مدير الجامعة وقال: "أبا الخيل يقصي الإخوان ومن ناحية أخرى يجعل من الجامعة منزل العائلة".
المصدر: وکالات
221