جدل في لبنان بعد تهجّم أستاذ في الجامعة الأمريكية على طالبة محجبة

جدل في لبنان بعد تهجّم أستاذ في الجامعة الأمريكية على طالبة محجبة
الجمعة ٢٢ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٨:٤١ بتوقيت غرينتش

«الأمر لم يعد مسألة شخصية بل قضية عامة تمسّ جميع المحجّبات وكل امرأة، بل كل شخص حر له الحق في أن يكون كما يريد وأن يرتدي ما يريد. فلكل إنسان الحق بأن يعبّر عن نفسه وعن هويته دون أن يحقر أو يهان». هذا ما دوّنته على الفيسبوك الطالبة في الجامعة الأمريكية في بيروت مريم دجاني، التي تعرّضت لإهانة من أستاذها الجامعي الذي انتقد حجابها، فوصفت موقفه بأنه «مقزز ومثير للاشمئزاز وغير مقبول، وبمثابة تحرش معنوي وهو بلا شك مخجل ويخالف كل قواعد السلوك في أي مؤسسة تعليمية».

العالملبنان

وأوردت مريم تفاصيل ما جرى بقولها «كان أستاذ السوسيولوجيا الدكتور سمير خلف يعطي محاضرته عندما استوقفته بكل أدب طالبة منه أن يعيد ما قاله في الأخير، ولكن صعقت عندما استشاط غيظاً وصرخ في وجهي قائلاً «لا تستطيعين أن تسمعيني لأن هذا الوشاح (غطاء الرأس) الغبي يغطي أذنيك، لذلك إن نزعت هذا الحجاب ستتمكنين من سماعي بوضوح». وتابعت: «الجدير بالذكر أن ردة فعل الدكتور خلف تكون مغايرة عندما يطلب منه الطلاب الآخرون تكرار ما قاله.

وأضافت «عندما أجبته أن هذا رأيه الشخصي ولا يحق له التهجم علي، فما كان منه إلا أن قال لي إنه لا يتهجم عليّ بل يتهجّم «علينا» أي كل المحجبات بالمجمل.

لم يكتف بذلك لا بل أخذ يسألني بعد نهاية الحصة عن المدرسة التي ارتدتها ثم سألني عما إذا كانت أمي محجبة، وكأنه لم ير فتاة محجبة من قبل».

وبعد انتشار الخبر نظّم عدد من طلاب الجامعة وقفة رمزية في مبنى الجامعة، للتأكيد على احترام الجامعة لمبادئ التنوع والاختلاف وحرية المعتقد ورفض التمييز أو تعرّض أي طالب للإهانة، وتبلّغ الطلاب أن إدارة الجامعة ستتخذ الإجراءات المناسبة.
أما الاستاذ الجامعي المتهم بإهانة الحجاب والتعنيف المعنوي، فنُقل عنه قوله إنه يرفض كل مظاهر التديّن في الجامعة، وإنه «مع منع اليهودي الذي يرتدي القلنسوة من دخول الجامعة، كذلك المسيحي الذي يرتدي الصليب، وصولاً إلى المسلمة التي ترتدي الحجاب». وأوضح أنه «لم يمس بحرية المعتقد وجلّ ما قاله للطالبة إن الحجاب الذي تضعه على رأسها بطريقة مشدودة جداً هو الذي يمنعها من سماع محاضراته».

ورصدت «القدس العربي» مواقف عدد من المتعاطفين مع قضية مريم، حيث قال مهدي مصري «شكراً مريم لأنك تجرأت وسجّلت هذا الموقف الذي سيكون بادرة لاحترام الحجاب وعدم السماح لأحد للمس به».

ولفتت حنظلة التغلبي إلى «أننا نحترم جميع الأديان. نحترم من ليست محجبة ولا ننعتها بأي صفة ولا نؤذيها وعليهم أن يحترموا رأينا ومعتقداتنا وعليهم أن يحترموا الحجاب».

واعتبر عمر سعد أن «هذا هو حال العلمانية الحقيقية، تكره كل مشهد يذكرها بالدِّين. العلمانيون يظنون أنهم أفهم الناس على الأرض لأنهم تحرّروا من قيود الدين حسب فهمهم». وكتب أبو علي زهير «أمريكا الشيطان الأكبر وهيدا الأستاذ الشيطان الأصغر».

المصدر: القدس العربي

216