عون: لدى اللبنانيين إرادة قوية للحياة تُمكّنهم من مواجهة كل المخاطر والتحديات

عون: لدى اللبنانيين إرادة قوية للحياة تُمكّنهم من مواجهة كل المخاطر والتحديات
الإثنين ٢٥ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٥:١٨ بتوقيت غرينتش

أكد الرئيس اللبناني الجنرال ميشال عون أن لدى اللبنانيين إرادة الحياة، وبإمكانهم التغلب على كافة التهديدات المحيطة، مشيدا بالعملية العسكرية التي نفذها الجيش اللبناني، والتي تكللت بالنجاح في طرد التنظيمات التكفيرية من "داعش" و "النصرة" من الأراضي اللبنانية، كما لفت إلى ضرورة أن يكون الللبنانيون على جهوزية تامة للدفاع عن أنفسهم، بالتوازي مع الجهوزية التامة لدى الأجهزة الأمنية التي فككت شبكات إرهابية وأوقفت الكثير من الناشطين الإرهابيين قبل قيامهم بأي إخلال بالامن.

العالم - لبنان

وخلال حديث شامل أجرته معه مجلة Valeurs Actuelles الفرنسية واسعة الانتشار عشية "زيارة الدولة" التي سيقوم بها الرئيس عون إلى فرنسا اليوم الاثنين لفت إلى ما ينتظره من الزيارة إلى فرنسا وقال: "إن العلاقات قوية وقديمة بين البلدين ولبنان يشكل بوابة الشرق الأوسط بالنسبة إلى فرنسا وسائر الدول الأوروبية، وهنالك آفاق كثيرة للتعاون يمكن التطرق اليها على الصعد الثقافية والاقتصادية والسياسية وحتى الأمنية".

صلابة اللبنانيين والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة

أما عن السبب الذي يقف خلف "صلابة اللبنانيين" بعد اجتياح لبنان لمرتين خلال 30 عاما، أجاب الرئيس عون: "إنكم تتحدثون بالطبع عن الاجتياحات الاسرائيلية والجواب سهل، نحن شعب لديه إرادة الحياة، إن اللبنانيين متحدون وباستطاعتهم ان يتغلبوا على كافة التهديدات، نحن لا نعيش في منطقة آمنة، هنالك الحرب في سوريا ومن الجهة الاسرائيلية هنالك اعتداءات دورية، نحن علينا دائما ان نكون في حالة جهوزية للدفاع عن انفسنا."

وأضاف :"منذ بضعة أيام قام الإسرائيليون باعتداءات عدة، أولها انتهاك مجالنا الجوي بقصف مواقع سورية وفي بداية أيلول قاموا بمناورات حربية كانت لها بعض الارتدادات على مدينة صيدا، كذلك فإن الطائرات الإسرائيلية خرقت جدار الصوت فوقها على علو منخفض، كل هذا يؤدي إلى أضرار لدى السكان ونحن تقدمنا بشكوى لدى الأمم المتحدة ونأمل باتخاذ تدابير ضد هذه الاعتداءات المتكررة والتي تشكل أخطار نزاع".

وشرح الجنرال عون وضع اللبنانيين المنتشرين في الخارج ودورهم في ظل قانون الانتخاب الجديد، اضافة الى دور المرأة ودعوتها لتكون اكثر حيوية في الحياة السياسية، فأوضح ان اللبنانيين المنتشرين في الخارج "لديهم اختبارات رائعة يمكن ان يتشاركوا معنا بها، انهم مندمجون في الدول التي يقيمون بها وهم في الوقت عينه امناء واوفياء لارضهم الام"،وتابع:"اود ان ادعوهم لان يشاركوا في عملية النمو السياسي والثقافي والاقتصادي في لبنان، الامر عينه بالنسبة الى المرأة التي تمثل نصف المجتمع وفي المجتمع المسيحي للمرأة حرية وانفتاح على القوانين المتطورة وتم الغاء الفروقات القانونية والتمييز الجنسي بين الذكر والانثى، وهذا امر ليس بشامل بالنسبة لكافة الطوائف في لبنان واننا نلحظ في الجامعات ان المرأة تأتي في طليعة اللواتي ينجحن وما يمكن ان يقدمنه للتطور هو امر هائل جدا، الا انني معارض لفكرة الكوتا النسائية، واتمنى في المقابل على النساء ان يقتحمن مختلف المجالات ويرتفعن بجهودهن الخاصة".

طرد "داعش" و "النصرة"

وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب شدد الرئيس عون على أن "الأجهزة الامنية تقوم بعمل رائع جدا ولديها معلومات دقيقة وجيدة، وقد تم تفكيك عدد من الشبكات وفي كل يوم اجهزتنا توقف من يحاول القيام من الناشطين التكفيريين بأي عمل ارهابي في لبنان. واضاف: معظم قادة "داعش" في لبنان تم توقيفهم الامر الذي سمح لنا في ما بعد ان نعمل على القيام بعمليات عسكرية ضدهم".

وفي السياق نفسه تابع عون قائلاً:"طرد "داعش" من لبنان اتى بفضل الوحدة الوطنية التي اتاحت ذلك لان ما يسمى بـ"داعش" هو نقيض الحضارة، ان المسلمين اللبنانيين لا يريدون ولا يؤيدون هذا التنظيم الذي يعود الى افظع اشكال البربرية، والمسيحيين والدروز والشيعة والسنة كلهم يرفضون "داعش".

أزمة اللجوء السوري إلى لبنان ومصير سوريا

وعن رؤيته لحل أزمة النازحين واللاجئين في لبنان، رأى الرئيس عون "ان الحل يكون عبر عودتهم، فهؤلاء قدموا الى لبنان بأعداد كبيرة بطريقة غير شرعية، وهم باتوا يشكلون 50 بالمئة من مجمل سكاننا"، مؤكدا في معرض رده على سؤال حول امكان التعاون مع الحكومة السورية لمعالجة ازمة النازحين أن "لبنان سيبحث مع سوريا مسألة عودة النازحين، وهنالك مشاورات قيد البحث، والحكومة السورية اعادت السيطرة على 82% من المساحة الجغرافية للدولة السورية وحتى المعارضون القدامى تصالحوا معها".

كذلك اعتبر رعون  أن "الحرب ستنتهي قريباً ويبقى أن نصل الى حل سلمي للأزمة"، مشيراً الى اعتقاده بأن "الرئيس السوري بشار الاسد سيبقى وان مستقبل سوريا يجب ان يُحدد بينه وبين شعبه وان الحكومة السورية تسعى الى مصالحة مَن قاتلها كما ان المصالحة الوطنية تلوح في الافق"، آملاً أن تستمر هذه المسيرة.

المصدر : العهد

112