من يشتكي يُرحَّل فوراً.. مصير العمال الاجانب في هذه الدولة العربية

من يشتكي يُرحَّل فوراً.. مصير العمال الاجانب في هذه الدولة العربية
الإثنين ٢٥ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٣:٠٦ بتوقيت غرينتش

العالم - العالم الاسلامي

 

فيما تتجه الأنظار إلى المشروع العملاق لمتحف "اللوفر" في أبوظبي المزمع افتتاحه في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تلقي تقارير حول استغلال العمالة هناك بظلالها على سمعة المتحف الفرنسي الشهير.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد كشفت في تقرير لها عام 2015، عن انتهاكات تطال عدداً من عمال ورشات البناء في متحف اللوفر، الكائن بجزيرة السعديات بأبو ظبي والبالغ تكلفته 18 مليار جنيه إسترليني.

وأشارت المنظمة الحقوقية آنذاك في تقريرها إلى أن العمال يخضعون لظروف تصل في قسوتها إلى السخرة، وتتضمن تلك الظروف عمليات الاعتقال والترحيل في حالة الشكوى من سوء الأوضاع.

المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل، دافع في حديثه لصحيفة الغارديان البريطانية عن متحف اللوفر الذي قام بتصميمه في أبو ظبي ويضع عليه اللمسات الأخيرة قبل افتتاحه في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ضد اتهامات باستغلال وسوء معاملة العمال المهاجرين المشاركين في بنائه.

ورفض نوفيل اتهامات بشأن استغلال العمال وسوء معاملتهم باعتبارها "قضية قديمة"، وأصر على أن الظروف المحيطة بهؤلاء القائمين على بناء المتحف أفضل كثيراً من الظروف المحيطة ببعض العاملين في أوروبا.

وقال: "في البداية، تفقدنا الأماكن التي يعيش بها العمال والظروف المحيطة بهم للتأكد من سلامتها.. إنها نفس الظروف التي أراها في بلدان أخرى، بل وأفضل منها. لقد تفقدنا الأمر ووجدناه مناسباً. ولم نجد أية مشكلات".

وتذكر سلطات أبو ظبي أنها حسّنت إلى حد كبير من ظروف العمال المهاجرين، ومنحتهم المزيد من الحقوق؛ ومع ذلك، يشير المنتقدون مثل اتحاد فناني الخليج ( الفارسي )، الذي شكله فنانون دوليون بارزون، إلى أن الأمر لا يتجاوز كونه استعراضاً.

وقالت هيومن رايتس ووتش إنها لفتت نظر السلطات الإماراتية على مر السنوات الماضية، إلى سوء المعاملة التي تطال العمالة الأجنبية.

وفي عام 2011 وقّع ما يزيد على 135 من الفنانين ومديري المتاحف والكتّاب من مختلف أنحاء العالم، على وثيقة لمقاطعة متحف "غوغنهايم" بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، للفت الانتباه إلى "استغلال العمالة الأجنبية الوافدة، التي تقوم ببناء المتحف".

وكانت منظمات حقوقية أخرى من بينها رايتس ووتش، قد أصدرت تقارير في الأعوام الماضية تتضمن توثيقاً لـ"دورة من الانتهاكات، التي تشهدها جزيرة السعديات، خلّفت العمال الوافدين في استدانة ثقيلة، وغير قادرين على حماية حقوقهم، أو ترك وظائفهم".

وتسعى حكومة أبوظبي إلى تحويل جزيرة "السعديات" إلى مزار سياحي عالمي، بتكلفة 27 مليار دولار، حيث تستضيف هذه الجزيرة، أربعة متاحف عالمية، منها متحف "غوغنهايم"، و"المتحف البريطاني"، ومتحف "اللوفر"، وكذلك مقراً لجامعة نيويورك، بالإضافة إلى مركز للفنون.

ومن المقرر أن يتم افتتاح متحف اللوفر في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد مضي عشر سنوات من قيام متحف باريس بتوقيع اتفاق غير مسبوق بقيمة 663 مليون جنيه إسترليني، يتم بموجبه السماح لإمارة أبو ظبي باستخدام اسم المتحف على مدار 30 عاماً واقتراض 300 عمل فني من مقتنياته.

ويضم المتحف سقفاً مقبباً بقطر 180 متراً ويبلغ وزنه 7000 طناً على غرار برج إيفل، بالإضافة إلى 7850 شكلاً من أشكال النجوم تستهدف خلق ما يصفه نوفيل باعتباره "أمطاراً من الإضاءة".

وأخبر نوفيل اتحاد الصحفيين الأنجلو أميركيين أنه تم تصميم المتحف ليتناول الثقافة والمناخ والتاريخ المحلي، إضافة إلى الأنماط العربية التقليدية.

وأضاف نوفيل: "التزم بالسياق إلى حد كبير. الفن المعماري يتواجد لتوظيف موقف مرتبط به. والمتحف العظيم بالنسبة لي هو المتحف الذي يرتبط بثقافة الدولة التي أنشئ بها. ولا أعتقد أن هذه الأمور يمكن تغييرها. ما كنت لأعمل في نيويورك أو بارس أو لندن. الفن المعماري اليوم قابل للتغيير".

وأشار نوفيل إلى أن الظلال المبرقشة التي صنعتها القبة تذكرنا بالسوق أو بالضوء الذي يتخلل أوراق النخيل".

وتغطي القبة بصورة جزئية أكثر من 60 بناء أبيض، ولكنها مثبتة من أربع نقاط فقط، بما يوحي بأنها طافية. وقال نوفيل: "إنها مبان متجاورة تحت مظلة واحدة".

وأنكرت هالة واردي، شريكة نوفيل والمشرفة على مشروع اللوفر، أن المشروع يتعلق بنقل الثقافة الغربية إلى العالم العربي وقالت إن ذلك لا يمثل روح التعاون.

وقالت واردي: "الأمر يتعلق بتبادل الثقافات وإثرائها على كلا الجانبين".