الكوليرا تفتك باليمنيين والعالم يتفرج

الكوليرا تفتك باليمنيين والعالم يتفرج
الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٨:٢٠ بتوقيت غرينتش

النفاق الدولي يتجسد بابشع صوره هذه الايام في اليمن المنكوب بالحرب والجوع والكوليرا ، فليس هناك في الافق ما يُبشر بوجود مساع دولية لوقف الحرب العبثية على الشعب اليمني والتي قاربت عامها الثالث ، ولا وجود في هذا الافق لمساع جادة لوقف مرض الكوليرا الذي يفتك بالالاف من اليمنيين ، دون ان يرتد طرف للمحافل الدولية التي اكتفت بالتفرج على مأساة الشعب اليمني.

العالم - اليمن

قبل ايام اعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل 2110 حالات وفاة مرتبطة بمرض الكوليرا في اليمن خلال أقل من خمسة أشهر ، في 22 محافظة يمنية ، فيما تم تسجيل نحو مليون حالة اشتباه بمرض الكوليرا خلال المدة ذاتها.

وعزت المنظمات الدولية سبب انتشار وباء الكوليرا في اليمن بشكل كبير ، الى الوضع الصحي المتدهور في البلاد بسبب الحرب المفروضة على الشعب اليمني منذ اكثر من عامين ونصف العام ، تحت ذريعة اعادة الشرعية الى اليمن.

رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير اكد إن وباء الكوليرا يهدد حياة ما يزيد عن نصف مليون شخص فى اليمن، بعد ان اصاب الوباء اكثر من مليون شخص ، وشدد على أن القيود المفروضة على المساعدات الطبية بسبب الحرب تعرض حياة أكثر من 20 مليون شخص للخطر.

وأشار ماورير الى ضرورة ايصال الادوية واللقاحات والمياه النظيفة والأغذية للمدنيين بصورة عاجلة ، مؤكدا على اهمية تعاون جميع الأطراف ذات النفوذ من خارج الإقليم، لإيجاد حل للنزاع وإقناع الجميع باحترام القواعد الأساسية للحروب مهما كانت أهدافها.

وأكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ايضا على أهمية الحل السياسى لإنهاء الأزمة اليمنية، مشيرا فى الوقت ذاته إلى ضرورة التوصل لاتفاق بشأن التهدئة للمدنيين والتوقف عن استهدافهم، علاوة على الالتزام بالقانون الإنسانى الدولى ولاسيما القواعد الخاصة بسلوك المتقاتلين واحترام الأهداف المدنية وتكييف المبادئ مع السياق الحضاري.

في ذات السياق دعت منظمات الإغاثة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ، الدول التي تحارب اليمن الى عدم عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى المتضررين من الحرب التي زادت من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن.

مسؤولون امميون حذروا من الوضع الكارثي في اليمن والذي يهدد حياة الملايين ، بسبب المرض والجوع ، وطالبوا في اكثر من مناسبة ، التحالف الذي تقوده السعودية إلى عدم اعاقة جهود منظمات الإغاثة، عبر منع الرحلات الجوية الإغاثية إلى مطار صنعاء ، ووقف تسليم أربع رافعات كبيرة إلى ميناء الحديدة يمكنها نقل الإمدادات الغذائية والطبية من سفن الشحن.

الملفت ان كل التوصيات والدعوات والتحذيرات التي اطلقها ويطلقها مسؤولون امميون ، تم تعيينهم من قبل المنظمة الدولية ، لايجاد حلول ناجعة للازمات الانسانية التي تعصف في مناطق مختلف من العالم ، لم تجد لها آذانا صاغية لحد الان لدى العواصم التي تمتلك قرار وقف الحرب وقرار ارسال المساعدات الانسانية والطبية العاجلة الى الشعب اليمني المنكوب.

الملفت ايضا ان هذه التوصيات والدعوات والتحذيرات ، لم تجد لها آذانا صاغية حتى لدى المنظمة الدولية التي تهيمن عليها الدول التي تقف وراء كل الحروب والازمات التي تعصف بالعالم ، ومنها الازمة في اليمن ، فهذه الدول لم تساهم في الحد من حجم المأساة التي يعاني منها الشعب اليمني ، بل على العكس تماما ، كثيرا ما تتدخل هذه الدول لتأجيج نيران الحرب ، وفي مقدمة هذه الدول امريكا وبريطانيا.

لا يمكن وصف الموقف الدولي من الازمة اليمنية الا ب”المنافق” فالدول التي ترفع عقيرتها ليل نهار بالدفاع عن الشعب اليمني وتدعو الى تقديم المساعدات الانسانية والطبية لهذا الشعب ، وتطالب بوقف الحرب واعتماد الحوار كوسيلة لحل الازمة اليمنية ، نراها على الارض وفي الميدان تعمل على بيع الاسلحة وتقديم العون اللوجستي والاستخباراتي لاحد اطراف النزاع ، على أمل اطالة عمر الازمة ، لمردودها الاقتصادي.

على شعوب المنطقة ان تعلم ان القوى الكبرى لا تلعب فقط بمصير الشعب اليمني بهذا الشكل غير الانساني والمقزز ، من اجل الحفاظ على مصالحها غير المشروعة في المنطقة ، فهي تلعب ايضا بمصائر جميع شعوب المنطقة ، عبر خلق اعداء وهميين لاثارة الحروب والازمات بينها ، بهدف تفريغ خزائن الدول الغنية ، من خلال عقد صفقات لبيع الاسلحة بارقام خيالية ، لا تستخدم الا ليقتل بعضهم بعضا.

نجم الدين نجيب

المصدر: شفقنا

2-221