علامات تدلّ على المرض النفسي!

علامات تدلّ على المرض النفسي!
الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧ - ١١:٠٩ بتوقيت غرينتش

جميعنا يعرف كيف تکون حال الإنسان عندما تنخفض معنوياته أو عندما يساورنا شعور بالقلق أو عند الإحساس بأنّ الإنسان غير مسيطر على مجريات حياته.

 العالم - المنوعات

إستهلالاً للحديث نقول إنّ هذه المشاعر هي جزء طبيعي جداً من كتلة المشاعر التي تكوّن الإنسان وهي مركب أساسي من مجموعة الأحاسيس التي تشكّل الطيف الكامل للكائن البشري.
لكن علينا أن ندرك أنّ تعاظم هذه المشاعر قد يُحدث مشكلة لدى الإنسان وتسمّى هذه المرحلة بداية المرض النفسي.
القلق والإكتئاب هما إكثر هذه الأمراض النفسية إنتشاراً كذلك قد يُصاب الإنسان بالمرضين معاً وتكثر هذه الحالة عند النساء.

الإكتئاب :
يعاني كثير من الأشخاص من الإكتئاب بدرجة خفيفة إلى متوسطة وفي معظم الحالات يكون الإکتئاب ناتجاً عن ظروف الحياة المختلفة. معظم هؤلاء الأشخاص لايراجعون أي أطباء نفسيين حيث يشعرون بالعار إذا ما تمّ تشخيصهم كمرضى نفسيين.
أما أعراض الإكتئاب الخفيف فهي الشعور بمزاج سيئ والرغبة في البكاء ويترافق مع ذلك فقدان للشهية وشعور بالتعب كذلك يعاني المصاب من عدم إنتظام في النوم وضعف في التركيز. في حالات الإكتئاب المتوسط تكون هذه الأعراض أشد وطأة إلّا أنّه غير معيق عن ممارسة النشاط اليومي الطبيعي للإنسان. حوالي سبعين بالمائة من حالات الإكتئاب الخفيف والمتوسط تنتهي في خلال ستة أشهر.
الإكتئاب الشديد يكون تأثيره أكبر وأشدّ بكثير إلّا أنّه أقل شيوعاً وندرةً من النوعين السابقين. تتشابه الأعراض مع الإكتئاب البسيط والمتوسط إلّا أنّها في هذه الحالة تعطّل الحياة وتكون شديدة التأثير على الشخص المصاب ففي حالة الإكتئاب الشديد يعاني المريض من مزاج سيئ بشكل دائم وخاصةً في الصباح.
يترافق الإكتئاب الشديد مع شعور شديد باليأس والشعور بالذنب وبعدم القيمة. وفي المراحل المتأخرة والصعبة يصبح الكلام والتفكير والحركة تتّسم بالبطئ والتراخي وباللامبالاة. في هذه المرحلة تكون الأفكار المسيطرة على الشخص هي الإقدام على الإنتحار بحيث تغدو هذه الخطوة أمراً وارداً والحقيقة أنّ الإنتحار بين الأشخاص الذين يصلون إلى هذه المرحلة هو أمر شائع.

إمكانيات العلاج:
في حالة الإكتئاب الخفيف والمتوسط عادةً ما تكون الآذان الصاغية والمتعاطفة بالإضافة إلى الدعم من المحيطين مع إمكانية الإستشارة الطبية عادةً ما تكون كافية لعلاج هذه الحالات دون الحاجة إلى اللجوء إلى تناول العقارات المانعة للإكتئاب.
أما في حالة الإضطرار إلى تناول العقارات المانعة للإكتئاب فهي كثيرة ومتعددة إلا أنّ جميع الأنواع يجب أن يتمّ تناولها لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر للحصول على النتائج الدائمة المرجوة من هذا العلاج.
الأمر الشائع في العلاج بهذه العقاقير هو تناولها لفترة تتراوح بين ستة أشهر إلى سنة كاملة. أما بالنسبة لحالات الإكتئاب الشديد فهو عادةً ما يكون بحاجة إلى علاج بالعقاقير بالإضافة إلى علاج نفسي يقتضي في بعض الحالات الدخول إلى مستشفى الأمراض النفسية لأنّه من الممكن أن يحتاج المريض للعلاج بإستخدام التوتر الكهربائي(التخليج الکهربائي) إلا أنّ إستخدام هذه الطريقة لم يعد شائعاً كما كان في الماضي.

هل تسبّب العقاقير المانعة للإكتئاب الإدمان؟
بعكس المهدّئات مثل الفاليوم فإنّ العقاقير المانعة للإكتئاب لا تسبّب الإدمان الجسدي. لكن الأشخاص الذين إعتادوا إستخدامها أحدثت لديهم نتائج جيدة فإنّها تولّد لديهم إعتماداً نفسياً بحيث يصبحون خائفين من التوقف عن تناولها خشية أن تعود أعراض الإكتئاب بالظهور مرة أخرى حال التوقف عن إستخدام العقار. بعض الأشخاص يعتقد أنّه ليس بالإمكان مواجهة الحياة بدون هذه الحبوب بالطبع هذا الأمر شيء مختلف تماماً عن الإدمان.

القلق:
القلق القصير المدى هو ظاهرة كثيرة الحدوث عند البشر وهو أمر شائع جداً إلا أنّ هناك نسبة من البشر يعانون ممّا يسمّى إضطراب القلق العامّ. هذا الأخير هو حالة مرضية طويلة الأمد والتي عادةً ما تتذبذب في درجة شدّتها.
في هذه الحالة يعاني المريض من العديد من الأعراض النفسية والجسدية التي تدلّ على الإصابة بالمرض مثل جفاف في الحلق، رعشة، شعور بالدوار والصداع، مشاكل في الهضم، خفقان، وضيق في الصدر. بالنسبة للأعراض النفسية فهي شعور الإنسان بالخوف، الإنزعاج، الإضطراب بالإضافة إلى شعور الإنسان بحساسية زائدة للأصوات وقد يعاني المصاب من الكوابيس والأرق.
أما الإضطرابات السلوكية التي تترافق مع القلق فهي نوبات الذعر والرهاب. في الحالات الأقل حدةً يسمى الشخص بالشخصية القلقة بمعنى هؤلاء الأشخاص يعانون مدى الحياة من قلق زائد وتوتر في كلّ نواحي حياتهم بحيث يكونون في حالة ترقب دائم.

ما هي إمكانيات العلاج؟
إنّ أعراض التوتر يمكن تخفيفها إلى المستويات الدنيا عن طريق تخفيف كمية إستهلاك الكافيين والأنواع الأخرى من المنبهات. أما الأعراض الجسدية التي تترافق مع حالة القلق فإنّها قابلة للعلاج عن طريق تناول العقاقير. إضافة إلى العقاقير فإنّ العلاج بالإسترخاء وتمارين التنفس العميق من الممكن أن تخفّف من التوتر وتحسّن من قدرة الإنسان على كبح جماح نوبات القلق المفاجئة.
العلاج النفسي قد يعطي نتائج جيدة عند المرضى الذين يعانون من الحالات المزمنة من القلق وخاصةً طريقة العلاج التي تدعو المرضى لأن يُخضعوا مخاوفهم للدرس المنطقي بحيث يخفّ تأثير الخوف.
أما إذا كانت هناك حاجة لتناول العقاقير الطبية للمساعدة في العلاج فأكثر الأدوية شيوعاً هو المهدئات أو جرعات منخفضة من العقاقير المانعة للإكتئاب والتي تساعد أيضاً في علاج حالات الإصابة بالقلق.
إستخدام العقاقير المهدّئة وأشهرها الفاليوم تعطي نتائج ممتازة في حالة الإصابة بالقلق قصير المدى إلا أنّه لا يُنصح بإستخدامها على المدى الطويل نظراً لخواصّه التي تسبّب الإكتئاب.
أما المرضى الذين يعانون من القلق المزمن فإنّه يتمّ علاجهم عن طريق إعطائهم الجرعات المخفضة من عقاقير مانعة للإكتئاب.

المصدر : البوابة
214

 

تصنيف :
كلمات دليلية :