سياسة ليّ الذراع البرزانية استقواءاً بالكيان الصهيوني!

سياسة ليّ الذراع البرزانية استقواءاً بالكيان الصهيوني!
الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٤:٣٧ بتوقيت غرينتش

سياسة ليّ الذراع التي ينتهجها مسعود البرزاني في مسيرته لفرض الأمر الواقع على الحكومة المركزية وعلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، على ماذا تعتمد يا ترى؟!

العالم - مقالات وتحليلات

هل يعتمد مسعود البرزاني على قوى البيشمركة التي لم تصمد أمام داعش؟
هل يعتمد مسعود البرزاني على رأي المجتمع الدولي الذي رفض ويرفض الإستفتاء على تقسيم العراق؟
هل يعتمد البرزاني على دول الجوار العراقي والمحاذية لمنطقة كردستان والتي هدّدت وتوعّدت بالإقدام العسكري فيما لو تمادى البرزاني في غيّه؟
هل يعتمد البرزاني على شعب كردستان الذين جاء أغلبهم إلى صناديق الإقتراع تحت تهديد السلاح والإعتقال والمداهمات التي قام بها الآسايش وقوات البيشمركة؟!
أم هل يعتمد البرزاني على قوى خارجية أعطته الضوء الأخضر للمضيّ في خطّته ومشروعه للإنفصال عن العراق الموحّد وتشكيل دولة كردية مستقلة؟!

كلّ الدلائل تشير إلى البند الأخير ويبدو أنّ هذه القوة الخارجية تمتلك ضمانات قوية قدّمتها لمسعود البرزاني جعلته يُقدم على هذه الخطوة الجريئة والتي تحمل بين طيّاتها مستقبلاً مجهولاً وعواقب لا تُحمد عقباها.
من هي هذه الجهة الخارجية وهذه القوة التي جعلت البرزاني يخرج من قوقعته وتحصّنه خلف الأسوار ليظهر إلى العلن ويعلن العصيان الكامل ضد الحكومة المركزية ويخالف الأعراف الدولية والرفض الدولي ليمضي في خطّته لإجراء الإستفتاء والخروج على إرادة شعب بأكمله ومخالفة القوانين الداخلية والدولية على حد سواء؟

نعم إنّها "إسرائيل" التي لا تجد فوضى دولية إلا وكانت براثنها فيها ولا خروجاً عن طاعة البلدان والمحاولات للخروج عن السلطة إلا وكان لها الباع الأطول في إثارة الفتنة وما حصل في كردستان لم يأت عبثاً وإنّما كانت له مقدمات فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو یوم الأربعاء الماضي أنّ "إسرائيل" تؤيد قيام دولة كردية وذلك في الوقت الذي كان يستعدّ فيه أكراد العراق لإستفتاء على الإستقلال رفضه البرلمان في بغداد.
وتُقيم "إسرائيل" روابط سرية مع الأكراد في مجال المخابرات والأعمال والمجال العسكري منذ ستينيات القرن الماضي وتعتبر الأكراد عازلاً لها عن العرب.
وقال مسعود البرزاني رئيس منطقة كردستان العراق يوم الثلاثاء الماضي إنّه سيمضي قُدُماً في الإستفتاء المقرر يوم 25 أيلول رغم تصويت البرلمان العراقي برفضه.
وقال نتنياهو في تصريحات أرسلها مكتبه إلى المراسلين الأجانب "تؤيد إسرائيل جهود الشعب الكردي المشروعة لقيام دولته".
وأشار نتنياهو إلى أن "إسرائيل" تعتبر حزب العمال الكردستاني ومقره تركيا تنظيماً إرهابياً أي أنّ موقفها يتطابق في هذا الشأن مع مواقف تركيا والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي لكن جنرالاً إسرائيلياً قال في مؤتمر بواشنطن الأسبوع الماضي إنّه شخصياً لايعتبر الحزب الذي يحارب تركيا منذ أكثر من ثلاثة عقود تنظيماً إرهابياً.
وكان نتنياهو قد عبّر في كلمة عام 2014 عن دعمه "لتطلعات الأكراد إلى الإستقلال" وقال إنّهم يستحقّون "الإستقلال السياسي."
والتصريحات الأخيرة لنتنياهو تأييد أوضح فيما يبدو لقيام دولة كردية.
لكن التصريحات لن تجد لها صدى في بغداد التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" ولها روابط قوية مع إيران عدو "إسرائيل" اللدود.
ويسعى الأكراد إلى قيام دولة مستقلة لهم منذ نهاية الحرب العالمية الأولى على الأقل عندما تقاسمت القوى الإستعمارية السيطرة على الشرق الأوسط بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية.
وهنا يظهر جلياً بأنّ "إسرائيل" تلعب بورقة الأكراد لتُفتّت البلدان وتقسّمها وتُثير فيها الفتن والحروب حتى تتمكّن من السيطرة عليها في الوقت المناسب وهذا ما فعلته بإغرائها لمسعود البرزاني المتعطّش للسلطة والكرسيّ فضحكت عليه وإستغفلته وهي في واقع الحال قد احتلّت كردستان منذ مدة طويلة عبر إنشائها للعديد من الشركات والمراكز الخدمية وإرسالها للعديد من عناصرها الإستخباراتية وجواسيسها وإستقرارهم في كردستان وتشجيعها اليهود من أصل كردي على الهجرة إلى كردستان وشراء العقارات والأراضي وتثبيت موطئ قدم لهم فيها.
هذا ما يعتمد عليه البرزاني في محاولته التغلب على سلطة الحكومة المركزية وتهديدات وتحذيرات العبادي ولكن هل ستنجح مكيدة وحيلة "إسرائيل" في التلاعب بالبرزاني وتقديمه كبش الفداء لتمرير سياساتها في المنطقة أم سوف يقوم العبادي بخطوات تقلب الطاولة على السياسات الإسرائيلية وتقف بوجه الأطماع البرزانية؟
هذا ما سوف يظهر في القادم من الأيام التي سوف تحمل بين طيّاتها أحداثاً قد لا تروق للبعض ولكنها وقائع لابدّ من حصولها.

المصدر : الوعي نيوز

214