موسكو لن تسمح لأنقرة الاستفراد بإدلب.. ما تريده دمشق سيكون أمراً مقضياً

موسكو لن تسمح لأنقرة الاستفراد بإدلب.. ما تريده دمشق سيكون أمراً مقضياً
الثلاثاء ٠٣ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٦:٠٠ بتوقيت غرينتش

تناثرت كل تحليلات الخصوم كتناثر قطع زجاج هش، قال هؤلاء بأن تركيا تتوسع وتتقدم نحو ادلب وأنها تخطط لانتشال ميليشياتها هناك بهدف تعزيز لعبها على الساحة السورية، وأن ذلك مؤشر على أن موسكو تتبع مصالحها فقط ولذلك فهي تنسق مع تركيا وتسمح لأنقرة بأن تحول ادلب المثخنة بمختلف الجماعات المسلحة إلى مجرد حديقة خلفية لها، حاولت الجهات المعادية لدمشق أن تروج للأمر على أنه حدث مهم وتحول كبير في سياسة الحليفة موسكو، الهدف الأكبر من ذلك كان رفع معنويات المعارضين والإرهابيين على حد سواء.

 العالم - مقالات
لم يطل الوقت حتى تواترت الأخبار والتصريحات الرسمية بتكذيب ذلك فكان الأمر أشبه بوأد حلم أعداء الشام في منطقة سورية تكون منصةً لإعادة تجميع قواهم وتنظيمها، حيث أفادت وكالة انترفاكس الروسية أن الشرطة العسكرية التركية بدأت بالانتشار في محافظة إدلب السورية، التي تدخل ضمن مناطق خفض تصعيد التوتر المتفق عليه في أستانا، مضيفةً أنه وبموجب الاتفاق ستقوم القوات الإيرانية والروسية والتركية بمراقبة منطقة خفض تصعيد التوتر في محافظة إدلب، بينما ستتولى الشرطة العسكرية الروسية الأمر في المناطق المتبقية.

إذاً فإن ادلب لن تكون محظيةً تركية، بل هي داخلة تحت الإشراف الروسي والإيراني أيضاً، هذا أغلق الباب على جميع التحليلات التي حاولت الترويج لمزاعم مفادها بأن أنقرة نجحت باقتناص ادلب من الروس والإيرانيين رغم معارضة دمشق لذلك، بالتالي فإن ادلب باتت أشبه بمنطقة إقليمية مشتركة تقوم كل من موسكو وطهران بمراقبتها بغض النظر عن تواجد الشرطة العسكرية التركية فيها، يعزز وجهة النظر هذه ما أعلنته الوكالة الروسية بأن باقي المناطق من اختصاص الشرطة الروسية فيما ادلب ستقع تحت ثلاثية روسية ـ إيرانية ـ تركية، وليس تركية فقط.

كما أن ما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الأخيرة لأنقرة بأن مناطق خفض التصعيد هي مقدمة لإنهاء الحرب، يدل على أنه أبلغ الرئيس التركي أردوغان بأن ادلب لن تكون منصة عمليات عسكرية ولن يُسمح بأن يُخرق الاتفاق فيها وإلا فإن ردة الفعل الروسية ـ السورية ستكون غير قابلة للرجعة.

الرئيس أردوغان فهم الرسالة وفضل أن تكون الشرطة العسكرية التركية داخل ادلب على الأرض مع إشراف روسي وإيراني على أن يسير الروس والسوريون والإيرانيون نحو الحسم العسكري لتلك المنطقة، بنظر أردوغان فإن الكحل أفضل من العمى، ومجرد تواجد ميداني في ادلب أفضل بكثير من أن يتم إبادة الميليشيات المدعومة تركياً ضمن عاصفة عسكرية تستهدف النصرة هناك.

يبقى أن أخيراً أن نشير إلى فكرة هامة، وهي أن الاتفاق الروسي ـ التركي بخصوص ادلب، أتى مراعياً لتطلعات دمشق، فالأخيرة ترى أي تواجد تركي في ادلب غير مرغوب فيه، هنا قام الروس والإيرانيون بجعل المدينة تحت إشراف ثلاثي حتى مع السماح للشرطة العسكرية التركية بالتواجد هناك، وبما أن هناك ضمان روسي وإيراني فإن فكرة السماح لتركيا الاستفراد بادلب ليست سوى مزحة سمجة تنطلي فقط على الحالمين بعودة الوصاية العصمنلية إلى سوريا.

علي مخلوف/ عاجل

109-4