المغرب يستكمل "انتشاره العسكري" بإفريقيا

المغرب يستكمل
الخميس ٠٥ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٧:٢٩ بتوقيت غرينتش

موازاة مع الأجندة الدبلوماسية والسياسية المكثفة للمغرب في الواجهة الإفريقية، برزت في الأسابيع الأخيرة الأجندة العسكرية من خلال ترسيم وإعلان حضور الضباط العسكريين المغاربة في كبريات العواصم الإفريقية.

العالم - المغرب

وبعد أن صادق المجلس الوزاري، الذي ترأسه الملك المغربي يوم الاثنين، على مرسوم يحدث منصب ملحق عسكري في سفارة المغرب لدى نيجيريا، أنهت الأمانة العامة للحكومة تحضير مرسوم مماثل، يحدث منصبا مماثلا في سفارة المغرب في إثيوبيا. الملحق العسكري المغربي في أديس أبابا، سيصبح أيضا مستشارا عسكريا لدى البعثة الدائمة للمغرب في الاتحاد الإفريقي. المرسومان أدرجا المنصبين الجديدين ضمن الخانة التي تخوّل أصحابها تعويضات مالية إضافية تساوي 5000 درهم.

الخطوتان الجديدتان، تأتيان بعد موجة تعيينات أخرى قام بها المغرب قبل عامين، حيث أحدث منصب ملحق عسكري في سفاراته في كل من مالي وليبيا والغابون والكوت ديفوار. العاصمتان الإثيوبية والنيجيرية، تندرجان في سياق مرتبط، حيث يمثّل الشق العسكري جزءا من عضوية الدول الإفريقية داخل منظمة الاتحاد الإفريقي، فيما يسعى المغرب أن يتم هذا الحضور العسكري من داخل منطقة غرب إفريقيا، بدل منطقة الشمال الإفريقي التي تتضمن جبهة البوليساريو. مصادر مطلعة قالت ل"أخبار اليوم" إن الاتحاد الإفريقي يوزّع أعضاءه بين خمس مناطق جغرافية، شمال وجنوب وشرق وغرب ووسط. هذا التقسيم يحتّم التنسيق بين دول كل منطقة من حيث توزيع المقاعد المستندة إليها في هياكل الاتحاد الإفريقي، علاوة على التنسيق الأمني والعسكري. هذه الخطوات الجديدة التي قام بها المغرب، تستكمل ما جرى مباشرة بعد حصول المملكة على العضوية الكاملة في الاتحاد الإفريقي، حيث طلب المغرب الانضمام إلى منظمة دول غرب إفريقيا، كما صادق على النصوص الخاصة بمجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي.

الخبير المغربي في الشؤون الإفريقية، الموساوي العجلاوي، قال لـ"أخبار اليوم" إن الحضور العسكري للمغرب في إفريقيا كان دائما موجودا، "لكنه الآن يعلن وينظّم رسميا". وأوضح العجلاوي أن هذا الجانب العسكري هو "جزء من الحضور في الاتحاد الإفريقي الذي يجب أن يكون متكاملا، وبالتالي فالوجود الأمني والعسكري المغربي موجود، لكنه عادة لا يُكشف، وما يجري هو ترسيم هذا الأمر، خاصة في العلاقات مع الاتحاد الإفريقي".

وأوضح العجلاوي أن المغرب كعضو داخل الاتحاد الإفريقي، "سيكون مطالبا بالمشاركة في القوات الإفريقية بمختلف أنواعها، وإن لم يكن عضوا في مجلس الأمن والسلم الإفريقي، ولن يكون عضوا قبل 2021، فإن رئيس هذا المجلس لديه لجنة من الخبراء العسكريين، وعلى المغرب أن يكون حاضرا عسكريا إلى جانب الشق السياسي".

العجلاوي أوضح أن المغرب يتقدم بسرعة كبيرة لسد كل الثغرات، التي يمكن أن تضعف من جودة حضوره في مؤسسات الاتحاد الإفريقي. "أما بالنسبة إلى نيجيريا، فالمغرب يعول عليها في انضمامه إلى مجموعة دول غرب إفريقيا، خاصة أنه حاضر عسكريا في عدد من دول هذه المنطقة". وشدّد العجلاوي أن منطقة شمال إفريقيا تعرف أضعف نسب التنسيق والاندماج الإقليمي في إفريقيا، "حتى أنها لا تجتمع إلا في إطار حوار خمسة زائد خمسة، بين ضفتي المتوسط". وأنهى العجلاوي حديثه بأن المغرب ونيجيريا سيكونان القوتين العسكريتين الأساسيتين بالمنطقة الغرب إفريقية، "والمغرب بالضبط، سيكون هو القوة الأولى من حيث التسلح، وبالتالي سيُطلب منه الكثير وسيتقاطع السياسي مع الاقتصادي، ولا يمكن للعسكري إلا أن يكون حاضرا".

المصدر: مغرس

216