معركة تحرير الميادين والبوكمال.. مالها وما عليها

معركة تحرير الميادين والبوكمال.. مالها وما عليها
السبت ٠٧ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٧:٠٩ بتوقيت غرينتش

تزامناً مع العمليات العسكرية الكبرى التي تقودها قوات الاقتحام الخاصة في الجيش العربي السوري و بدعم جوي سوري – روسي والهادفة لتحرير مدينة الميادين الواقعة على الضفاف الغربية لنهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، هذه العمليات بمجموعها تسير وفق خطط حسم المرحلة الأخيرة من تطهير مناطق واسعة من محافظة دير الزور بمجموعها من البؤر الإرهابية المتواجدة في مناطق معينة ومحدّدة يتم استأصلها وفق اولويات الميدان العسكري.

وعلى الجانب الآخر من عمليات الجيش التحضيرية لمعارك تحرير دير الزور، فقد بدأ العمل فعلياً لنقل زخم عمليات الجيش العسكرية من الريف الجنوبي نحو مناطق اوسع من الريف الشرقي والجنوبي الشرقي إلى الميادين والبوكمال، بعد الانتهاء من حسم معركته في اجزاء واسعة من ريف حمص الشرقي، استعداداً لإطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحرير بعض المناطق الاستراتيجية شرق سورية، والتي بدأت توضع على سلم الاولويات. 

هذه العمليات المستمرة للجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة وإسناد الطيران الحربي السوري والروسي، تستهدف تحقيق مجموعة اهداف رئيسية، قد يكون أبرزها هو تطهير مدينتي الميادين والبوكمال من إرهابيي تنظيم داعش، بعد ان تحول الريف الشرقي إلى نقطة وقاعدة تجمع لإرهابيي التنظيم وخصوصاً الفارين من معارك الرقة، بالاضافة إلى مجموعة اهداف اخرى ومن جملتها قطع الطريق على خطط الأمريكي الهادفة إلى خلط الاوراق بمعادلة معركة دير الزور عبر الزج بمليشيا قوات سورية الديمقراطية لتكون لاعب رئيسي بمعركة دير الزور ولفرض وجود أمريكي باطراف دير الزور وخصوصاً بمناطق تواجد حقول النفط والغاز.

هنا، وبهذه المرحلة، والتي اصبح بها الجيش العربي السوري والحلفاء على بعد كيلو مترات معدودة من مدينة الميادين، يمكن القول ان الجيش العربي السوري قد بدأ فعلياً بتفعيل مجموعة خطط استراتيجية لتحرير المدينة الاستراتيجية، فتحرير المدينة يعني فعلياً بدأ مسار جديد لمعركة تحرير محافظة دير الزور بمجموعها، فالميادين تقريباً تتوسط محافظة دير الزور، وتحريرها سيؤدي حتماً لتشتيت قوى وتجمعات تنظيم داعش الإرهابي، وحصر وعزل هذه القوى والتجمعات بمناطق محددة سيتم التعامل معها وفق الخطط العسكرية، وهذا الحصر والعزل سيسهل على الجيش العربي السوري والحلفاء بمرحلة لاحقة "قريبة جداً" التقدم باتجاه العمق الاستراتيجي للريف الشرقي لدير الزور "البوكمال – اكبر معاقل داعش في الريف الشرقي"، وسيسهل حتماً معركة تحرير بعض احياء مدينة دير الزور، لأن تحرير الميادين سيعزل مدينة دير الزور عن عمق الريف الشرقي "المعقل الاكبر لداعش".

وهنا وليس بعيداً عن معركة الميادين وعن مجمل معركة تحرير محافظة دير الزور، فمعركة الريف الشرقي للمحافظة تعني الأطراف الدولية والاقليمية المنخرطة بالحرب على سورية، فهناك أطراف عدة تعنيها هذه المعركة، فالأمريكان المنغمسون بالحرب على سورية لا يريدون أن يتلقوا هزيمة جديدة وخصوصاً ان الانظار بمجموعها بدأت تتجه إلى البوكمال، وقد تكررت هزائمهم مؤخراً بمناطق عدة من مثلث الحدود العراقية – السورية وصولاً لعمليات الجيش والحلفاء بعمق ريف دير الزور الشرقي، فحديث السوريين وحلفائهم عن بداية معركة الريف الشرقي لدير الزور، بدأ يقض مضاجع الأمريكان وحلفائهم، وهو بالتالي خسارة جديدة وكبيرة للأمريكان ومن معهم، فاليوم عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه تتجه إلى تصعيد وتيرة المعركة بعمق ريف دير الزور الشرقي وعلى مراحل وصولاً إلى ما بعد الميادين والعين على البوكمال والحدود العراقية – السورية شرقاً، ولذلك اليوم نرى أن هناك حالة من الترقب من الأمريكي لمسار معركة ما بعد الميادين.

* شام تايمز