صحيفة اسبانية: جولة بضاحية بيروت الجنوبية حيث رائحة الحرب السورية

صحيفة اسبانية: جولة بضاحية بيروت الجنوبية حيث رائحة الحرب السورية
السبت ١٤ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٥:٥٢ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الضاحية الجنوبية، المعقل الرئيسي لحزب الله في لبنان، الذي أصبح يقاتل في الفترة الأخيرة على جبهات خارج حدوده وإلى جانب رائحة "الحروب الاسرائيلية ضد لبنان"، تنبعث من الضاحية الجنوبية رائحة "الحرب السورية" أكثر من أي مكان آخر بحسب تعبير الصحيفة الاسبانية (مع التعديل).

 العالم - لبنان

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، في ضواحي جنوب بيروت، تتنافس إعلانات العلامات التجارية الكبرى، مع الملصقات والبوسترات التي تذكر بأسماء شهداء حزب الله.
 
وأوضحت الصحيفة أن هذه الملصقات القديمة تؤرخ أسماء عناصر حزب الله الذين استشهدوا في جنوب البلاد خلال مواجهة غزو جيش الاحتلال لإسرائيلي لها بين سنة 1982 وسنة 2000. كما تذكر بأسماء أولئك الذين استشهدوا خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006. أما الملصقات الحديثة، فتحمل أسماء شهداء حزب الله في سوريا.

وبينت الصحيفة أن منطقة الضاحية شهدت العديد من التحولات الجذرية، شأنها شأن حزب الله، الذي نشأ في سنة 1982، من أجل التصدي للغزاة الإسرائيليين في لبنان. ومنذ سنة 2011، تاريخ اندلاع الازمة السورية، أصبح حزب الله جهة فاعلة في ثلاث جبهات قتال. وإلى جانب إمكانية نشوب حرب ضد إسرائيل في الجنوب، يشارك حزب الله في الحرب السورية، كما يدافع عن الأراضي اللبنانية التي يحدق بها خطر الهجمات الإرهابية.
 
 وأوضحت الصحيفة أنه للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، تحول عناصر حزب الله من مجرد الدفاع عن الحدود اللبنانية إلى المشاركة في معارك إقليمية. في المقابل، تتناقض مواقف سكان منطقة الضاحية وتتباين بين المؤيد والمعارض لهذا الدور الجديد الذي تبناه حزب الله في الفترة الأخيرة.
 
..

 وتطرق حسن جيسه، أحد المهندسين المعماريين المكلفين بإعادة الإعمار، وذلك نتيجة الخراب الذي خلفته الحروب في هذه المنطقة الجنوبية، إلى آثار الحروب المتعاقبة على لبنان، ودور حزب الله في إعادة الحياة إلى الضاحية. وكشف جيسه أن "القصف الإسرائيلي في سنة 2006، أدى إلى تدمير حوالي 217 مبنى". وبعد مرور خمس سنوات، تمكن حزب الله من إعادة بناء كل هذه المنازل التي يقطنها مواطنوه، والتي قدرت تكلفتها بحوالي 338 مليون يورو.
 
وأوردت الصحيفة على لسان محمد سعيد الخنساء، عمدة بلدية الغبيري السابق، وذلك لمدة 12 سنة، أنه "قبل الحرب الأهلية في لبنان، كانت منطقة الضاحية ذات أغلبية مسيحية". وأضاف الخنساء أنه "خلال هذا الصراع، أصبحت المنطقة ملجأ للشيعة والفلسطينيين الفارين من الصراعات الطائفية".
 
وأوضحت الصحيفة أن حزب الله في لبنان "تعد جزءا من الكتلة السياسية التي تحكم البلاد، فضلا عن أنها تمتلك مقعدين في البرلمان. ومن بين 65 ألف مقاتل، فضلا عن المجموعات الشعبية."
  
وأوردت الصحيفة أن "دبابات الجيش اللبناني المتمركزة في المداخل الرئيسية للضاحية الجنوبية، لم تتمكن من إقصاء رجال المقاومة، ويتحكمون في كل التحركات في المنطقة عن طريق أجهزة الاتصال اللاسلكية. وفي الوقت ذاته، لا يمكن لأحد ألا يلاحظ رجال الحزب الذين غالبا ما يتميزون ببنادقهم المثبتة على أحزمتهم، إلى جانب الأساور الصفراء المختومة بشعار حزب الله."
 
وفي الختام، أفادت الصحيفة أن الجميع يدرك النفوذ الذي يتمتع به حزب الله في لبنان الذي ما فتئ يمتد حتى إلى خارجها. وفي هذا الصدد، اعترف عقيد من القوات المسلحة اللبنانية في بيروت، بأن "نفوذ حزب الله يتزايد بصفة يومية". 
 
الكاتبة: نتاليا سانشا (مع التصرف)..
 

101