عدم تفاؤل صحيفة اسرائيلية بقدرة الجيش الإسرائيلي على خوض حرب على جبهتين في آن واحد

عدم تفاؤل صحيفة اسرائيلية بقدرة الجيش الإسرائيلي على خوض حرب على جبهتين في آن واحد
الأحد ١٥ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٨:٣٨ بتوقيت غرينتش

من نوافل القول إن العدوان الإسرائيلي على لبنان أو قطاع غزة بات مسألة وقت، ليس إلا، بكلمات أخرى، السؤال ليس هل ستندلع الحرب، إنما متى، وفي هذا السياق من المهم الإشارة إلى أن خطاب أركان تل أبيب تغير في الآونة الأخيرة، حيث يشددون على أن الهجوم سيشمل لبنان كدولة، ولن تكتف باستهداف مواقع حزب الله فقط، والأمر ينسحب على قطاع غزة.

العالم - فلسطين

وهذا التغير في الخطاب الإسرائيلي، بالإضافة إلى كونه جزءا من الحرب النفسية، إلا أن تأكيده مرة تلو الأخرى من قبل أركان تل أبيب، يؤكد المؤكد: "إسرائيل" بصدد القضاء على بلاد الأرز واستخدام قوتها النارية الكثيفة، علما أنها تملك أقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط.

علاوة على ذلك، من المهم الإشارة إلى أن فشل الرهان الإسرائيلي على تقسيم سورية، وتحقيق محور الممانعة النصر التكتيكي على أعداء الأمة العربية، سيدفع حكام تل أبيب لافتعال أزمة والانقضاض على لبنان، وربما سورية أيضا، التي بقصفها مؤخرا المقاتلات الإسرائيلية التي هاجمت أحد المواقع، غيرت قواعد الاشتباك، ودفعت بمحلل الشؤون العسكرية في صحيفة (هآرتس) العبرية، عاموس هارئيل، إلى نقل تصريح عن مسؤول أمني رفيع في "إسرائيل" جاء فيه أن الرئيس السوري، د. بشار الأسد، اتخذ قرارا بتغيير قواعد اللعبة.

في هذه العجالة، يجب التذكير بأن قرار مجلس التعاون الخليجي من مارس/ آذار 2016 باعتبار حزب الله منظمة إرهابية يمنح شرعية عربية لـ"إسرائيل" في حربها على لبنان.

ولكن السؤال الذي بات ملحا بعد توقيع المصالحة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، يوم الخميس الماضي، هل في حال قيام "إسرائيل" بشن عدوان ضد سورية ولبنان، سيمنع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من فتح جبهة أخرى ضد الدولة العبرية، أو كما يتساءل البعض: هل المباركة الإسرائيلية-الأمريكية الضمنية على هذه المصالحة، تهدف لتحييد حماس عسكريا من الحرب التي ستشنها "إسرائيل" عاجلا أم آجلا في الجبهة الشمالية.

وفي هذا السياق يجب التذكير بأن صحيفة "معاريف" العبرية، قالت في تقرير نشرته نهاية الأسبوع إن المصالحة تتضمن بنودا سرية ومن أهمها تعهد حركة حماس بوقف الأعمال "الإرهابية" في الضفة الغربية أيضا.

والسؤال الثاني، الذي يستنبط من سلفه: هل جيش الاحتلال قادر على الحرب في جبهتين في آن واحد؟ وهذا السؤال توقفت عنده صحيفة "هآرتس" بعد التصريحات الأخيرة لوزير الأمن أفيغدور ليبرمان الذي توقع فيها أن تندلع الحرب المقبلة في جبهتي الشمال والجنوب في آن معا.

ورأى محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة عاموس هرئيل إن ليبرمان فضل استغلال أجواء العيد (اليهودي) وتبديد التفاؤل لدى الإسرائيليين، بالقول إن الحرب المقبلة التي تحدث عنها بلهجة تسليم تام تقريبا، ستدار في ساحتين بالتوازي، في الشمال والجنوب، مضيفا أن آراء ليبرمان حول نوايا أعدائنا معروفة ومثلها أيضا عزمه على إبقاء الجيش بجهوزية عالية لما هو آت.

لكن، تساءل المحلل صاحب الباع الطويل في المؤسستين العسكرية والأمنية، هل المؤسسة العسكرية مستعدة لسيناريو المعركة في جبهتين الذي يرسمه حاليا الوزير؟ وماذا يفعل المستوى السياسي لضمان استعداد المؤسسة العسكرية لتطورات ربما سيواجهها؟.

وساق هارئيل قائلا إن هذه الأمور نوقشت بشكل ضمني وغير مباشر في التقرير العلني للجنة الفرعية للكنيست حول وضع مبنى القوة، الذي نشر في نهاية الشهر الماضي، مشيرا في الوقت عينه إلى أن اللجنة عينها أوصت بتغيير عملية التخطيط العسكري وإعادة بناء "السيناريو ذي الصلة" الذي يستعد بموجبه الجيش للقتال.

وأكد أيضا أنه في الوضع الحالي، حددت اللجنة بأنه ليس لدى الجيش الإسرائيلي أي معيار حقيقي حيال طول نفسه في المعركة، أو الحاجة الملحة وفائض احتياجات التزود المختلفة.

علاوة على ذلك، لفت المحلل الإسرائيلي إلى أن النسخة غير المصنفة لتقرير اللجنة تطرح علامات استفهام خطيرة حول مسألة استعداد الجيش بالشكل المطلوب لاحتمال كهذا.

أما المحلل العسكري في (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، فأكد على أن خطة استعداد الجيش الإسرائيلي للمواجهة القادمة، والتي أطلق عليها اسم "جدعون" لم تأخذ بعين الاعتبار الجيش العربي السوري، ذلك لأنه عندما عكف الخبراء في الجيش ووزارة الأمن على إعدادها كانت الفرضية أن سورية باتت خارج اللعبة، ولكن، بعد تحقيق الجيش السوري الانتصارات، والتواجد الروسي في بلاد الشام، والذي سيستمر طويلا، وتعزيز الوجود الإيراني في سورية، تغيرت قواعد اللعبة والاستعدادات للاشتباك، وهذا الأمر لم يؤخذ بعين الاعتبار، على حد قوله.

وشدد فيشمان على أنه برغم امتياز الجيش الإسرائيلي في خطة "جدعون"، فإن أعضاء الكنيست من لجنة الخارجية والأمن ليسوا واثقين بالمرة فيما إذا كان الجيش على استعداد لخوض حرب شاملة في المنطقة، أي على عدة جبهات، مشيرا إلى أنه يفهم من الجزء العلني للتقرير بأن الجيش لم يكمل استعداداته من ناحية التزود بالوسائل القتالية اللازمة لشن الحرب وحسمها، على حد قوله.

* زهير أندراوس - رأي اليوم

108