فصائل الغوطة الشرقية “العقل زينة”

فصائل الغوطة الشرقية “العقل زينة”
الإثنين ١٦ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

فرض الجيش السوري معادلة السيطرة على معظم المدن والبلدات المحورية في كامل الجغرافية السورية.

ت وتحلیلا

آلاف الكيلو مترات المربعة عادت إلى سيطرة الدولة السورية، فتحركت آلة التحرير شرقاً وجنوباً وقلبت موازين القوى وقهقرت أكبر التنظيمات الإرهابية بمساعدة حلفاء سورية.

تراجع المجموعات المسلحة إلى جيوب محاصرة أو شبه محاصرة قيّد من زخم عملياتها وثقلها الهجومي وباتت في معظمها ذات طابع دفاعي ولا تشكل خطراً استراتيجياً حقيقياً، وقد أقرت بعض هذه الجيوب كمناطق خفض تصعيد تعتمد على وقف إطلاق النار ومحاربة تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي من جميع الأطراف.

ينشط تنظيم “جبهة النصرة” في الغوطة الشرقية بشكل مقلق، ويعد القطاع الأوسط من أبرز مناطق تواجده في محيط العاصمة، تهرب تنظيما “فيلق الرحمن” و “جيش الإسلام” من محاربته وطرده خارج الغوطة يُعرّض أتفاق خفض التصعيد إلى خطر كبير قد يؤدي إلى نسف الأتفاق بشكل كامل، ومن غير المفهوم تقاعس المجموعات المسلحة عن قتاله بل قد تم مساندته في جوبر وعين ترما ضد الجيش السوري.

حصلت شبكة دمشق الآن في وقت سابق على معلومات مؤكدة مفادها أن الروس قدموا تعهدات بإعادة إعمار كامل البنية التحتية والخدمية في الغوطة الشرقية شرط عودة المؤسسات الحكومية وطرد جبهة النصرة من داخل الغوطة، وهو ما طالب به أهالي المسلحين بعد سطو “جبهة النصرة” على مخازن للغذاء والدواء بالقطاع الأوسط نتج عنها جنون هستيري بالأسعار.

يبدو أن فصائل الغوطة الشرقية لم تفهم بعد بأن ثورتهم المزعومة قد فشلت والجيش السوري يتقدم بشكل يومي وسيفرض سيطرته على كامل أراضي جمهوريته عاجلاً أم أجلاً، فتعنتهم لا ينم إلا عن قصر نظر وبلاهة سياسية وما لم يأخذوه بالقوة لن ينالوه بالسياسة، طبعاً لا يخلوا موقفهم من تدخلات سعودية-قطرية مباشرة.

حجز بطاقة للحوار السياسي أجدر للمجموعات المسلحة من الحماقات التي يطلقونها هنا وهناك، فلن تدوم لهم دويلة الـ 90 كم مربع، بل قد يدفنون بها بين ليلة وضحاها.

محمد كحيلة / دمشق الآن

109-2