نقطة تحول في الشرق السوري..

نقطة تحول في الشرق السوري..
الإثنين ١٦ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٦:٠٦ بتوقيت غرينتش

يوم أمس استعاد الجيش السوري مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.. المدينة التي تبعد خمسةً وعشرين كيلومتراً عن مركز ديرالزور المحررة شكّلت طيلة السنين الماضية مركز ثقل عسكري واقتصادي كبير لإرهابيي تنظيم “داعش” واليوم باتت بيد الجيش السوري وحلفائه بوقتٍ قياسي كبير يوحي بعظمة وأهمية الإنجاز.

العالم - مقالات وتحليلات

معارك عنيفة جداً خاضها الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة أفضت لاستعادة المدينة، وما لها من أهمية كبرى جغرافياً وعسكرياً واقتصادياً، وللحديث عن الأهمية الاستراتيجية للميادين قال الدكتور حسن حسن الباحث العسكري والاستراتيجي لموقع “العهد” الإخباري بأنّ “السيطرة على الميادين خطوة استراتيجية مهمة جداً تُبشّر بقرب إنهاء وجود إرهابيي التنظيم في حوض الفرات وصولاً إلى البوكمال الحدودية مع العراق، فالمدينة تعتبر من أبرز معاقل داعش في الشرق السوري”، مشيراً إلى أنّ “مسلحي "داعش" كانوا قد اتخذوا من مدينة الميادين مركزاً لصك العملة التي فرضوها إلى جانب احتوائها على أهم معامل التفخيخ ومستودعات الذخيرة والأسلحة الاستراتيجية وأغلب الإرهابيين الأجانب”.

واعتبر حسن أن “استعادة الميادين هي رسالة قوية جداً للمجاميع الإرهابية ولداعميها بأنه لاجدوى على الإطلاق من ركوب الرأس والإصرار على قتال الجيش السوري وحلفائه”، مؤكداً أنّ “عودة الميادين لسيطرة الجيش هي عنوان مقدمة تمهّد لبيئتين ميدانيتين واستراتيجيتين للانتقال إلى رؤية جديدة بفحواها رسالتين اثنتين، الأولى تُبشّر بأنّ إرهابيي "داعش" على وشك الانهيار القريب في كامل الجغرافيا السورية، والثانية تؤكّد أن التكتيكات القتالية الجديدة التي يتبعها الجيش السوري وحلفاؤه منذ فكّه حصار ديرالزور ووصوله إليها والتوجه شرقاً والتطهير الجاري للمناطق إضافةً إلى العمليات في عمق البادية من شمال حميمة، ستفشل كل الحسابات العسكرية التي يضعها جنرالات وضباط الدول المتآمرة على سوريا”.

وفي معرض ذلك أشار إلى أنّ الجميع يتوقّع أن تكون وجهة الجيش السوري نحو البوكمال، وهذا ماقد يكون وارداً بقوة في حسابات القادة الميدانيين.. فلا أحد يستطيع تحديد الأولويات الميدانية غيرهم حسب تعبيره، لكن السيناريو الذي توقّعه حسن أن لايكون توجه قوات الجيش السوري وحلفاؤها نحو البوكمال مباشرةً بعد استعادة الميادين، بل من الممكن أن تكون الخطة بتطوير الأعمال القتالية والانتقال من تحقيق المهام المباشرة إلى تحقيق مهام لاحقة نحو شرق نهر الفرات وخاصةً على اتجاه الحقول النفطية هناك، وبالتالي تأجيل البوكمال إلى أن يتم تقدم الجيش العراقي والحشد الشعبي من الجهة العراقية نحو الحدود، فيصبح بذلك سقوط وانهيار الدواعش في البوكمال تحصيلًا حاصلًا دون أية معاناة بالإطباق عليهم من الجهتين السورية والعراقية وفقاً لحديثه.

علي حسن / العهد

109-2