موقع روسي: الأتراك يريدون خداع روسيا و الولايات المتحدة!

موقع روسي: الأتراك يريدون خداع روسيا و الولايات المتحدة!
الإثنين ١٦ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٩:٤٤ بتوقيت غرينتش

قال موقع روسيا اليوم، أمس الأحد، إنّ موقع أوراسيا ديلي الروسي نشر مقالاً أشار فيه إلى أنّ أنقرة بمساومتها على منظومات الدفاع الجوي إس-400 تريد خداع روسيا والولايات المتحدة كلتيهما.

العالم - آسيا

وجاء في المقال أنّ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال في مقابلة مع صحيفة أكشام التركية: إذا كانت تلك الدول المناهضة لروسيا تعارض شراء أنقرة من روسيا منظومات الدفاع الجوي الروسية إس-400 (تريومف) فيجب عليها أن توفّر لتركيا خياراتها البديلة.

وفي الوقت نفسه وبشأن الإتفاق الذي وقّعته بلاده مع روسيا بتاريخ 12/09/2017 بشأن شراء هذه الأنظمة ، “أعلن جاويش أوغلو أنّ أنقرة تعدِّل شروط العقد وأكد أنّ "الشراء سيتمّ فقط في حال قيام روسيا وتركيا بإنتاج هذه الأنظمة الدفاعية معاً." وبالطبع فإنّ هذا الشرط الذي جاء على لسان وزير الخارجية التركي يضع روسيا في مأزق”.

وأضاف الموقع: ولأنّ تسليم تقنية إنتاج إس-400 إلى تركيا غير ممكن فهذه المعلومات هي سرّ حكومي وهي خبرة فنية متقدمة تملكها روسيا وحدها وكما أكد مساعد الرئيس الروسي لشؤون التعاون العسكري–التقني فاديم كوجين فإنّ هذا الموضوع غير مطروح للنقاش. وبالعودة إلى تصريح وزير الخارجية التركي فبمنطقه أنّ الأوان قد آن لكي تبحث تركيا عن بائعين آخرين لمثل هذه الأنظمة. وبدقة أكثر يقول جاويش أوغلو إنّ على أنقرة مطالبة تلك الدول التي عارضت التعاون العسكري بين أنقرة وموسكو أن تؤمّن لها البديل لأنظمة إس-400 الروسية.

ورجح الخبراء الذين جرى إستطلاع رأيهم حول هذا الموضوع "أن لاتبحث أنقرة عن نظائر لأنظمة إس-400 الروسية لأنّها قبل أن تُبرم هذه الصفقة مع روسيا بزمن طويل، أنزلت عرضاً في سوق السلاح العالمي حول ذلك ولكن الصفقة فشلت بسبب الخلاف على السعر فقط."

ونقل الموقع عن كبير الباحثين في معهد الإقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم فيكتور ناديين-راييفسكي قوله: "لقد قدّم الأتراك الدفعة الأولى من ثمن أنظمة الصواريخ التي طلبوها من روسيا. هذا لا يعني أنّه سيتمّ غداً تزويدهم بكلّ شيء فهذه النظم تحتاج أولاً إلى إنتاجها وإختبارها ثمّ يتمّ تسليمها بعد الحصول على ثمنها فهل سيشتري الأتراك أنظمة إس-400 أم لا؟ هذا الموضوع متروك للمستقبل."

أما بشأن المساومة التي بدأت فجأة فيرى راييفسكي أنّها ليست "نزوة تركية" ولاسيما أنّ "الجانب الأمريكي نظر إلى الصفقة الروسية–التركية بقلق بالغ."

وهنا بحسب الموقع"جاءت زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو حيث قرّرت الرياض السير على الطريق التركي نفسه وأبدت رغبتها في إقتناء أنظمة إس-400 وبعد بحث هذا الموضوع مع الجانب الروسي إتخذت وزارة الخارجية الأمريكية فوراً قراراً بالموافقة على بيع السعودية منظومة الدرع الصاروخية المضادة للصواريخ "ثاد" والتي كانت واشنطن لا تحرص على بيعها للسعودية في الماضي”.

وأضاف الموقع: "بهذه الطريقة يمكن أن تتعامل الولايات المتحدة مع تركيا الآن ومن المتوقع أن نرى بعض التقارب في العلاقة مع تركيا من الجانب الأمريكي من أجل تزويدها بمنظومات صواريخ الدفاع الجوي "باتريوت" بعد أن كانت ترفض قطعاً تلبية طلبها في الماضي. وفي واقع الأمر فإنّ هذا الرفض الأمريكي هو السبب الذي دفع الأتراك إلى توقيع الإتفاق مع روسيا لشراء أنظمة إس-400 وفي ضوء هذا الوضع الناشئ تحاول أنقرة بشخص وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو الإستفادة في مجال المساومة بشأن أنظمة إس 400 الروسية وبأكبر قدر ممكن . ونظرياً كان من الممكن توقُّع أن تتنازل الولايات المتحدة وتبيع تركيا أنظمة باتريوت ولكن ونظراً إلى الخلافات السياسية وإتساع حدة التناقضات في العلاقات بين البلدين يصعب تصديق حدوث ذلك".

ونقل الموقع عن رئيس مركز التنبؤ العسكري البروفيسور في أكاديمية العلوم العسكرية في روسيا أناطولي تسيغانوك" لقد شعر الأتراك بقلق واشنطن البالغ إثر الإتفاق مع روسيا على أنظمة إس-400 وأدركوا أنّ الفرصة حانت للضغط حتى النهاية على الجانب الأمريكي في أسعار أنظمة باتريوت وهنا تبلور المكر التركي المعروف: بين إظهار علاقة الشراكة مع روسيا وطلب شراء أنظمة إس-400 حتى أنّ الرئيس التركي أردوغان دفع مقدماً جزءاً من ثمنها بإنتظار الفرصة المناسبة لشراء صواريخ باتريوت الأمريكية فتركيا كانت وما زالت عضواً في الناتو ولذا يرى الخبير تسيغانوك أنّ من الضروري الآن إلغاء هذا الإتفاق مع تركيا لأنّه حتى لو كُتبت له الحياة، فإنّه لن يتضمّن الشروط نفسها التي فرضتها روسيا.

 

214