الحوثي: ما يحدث في جنوب اليمن هو استعمار بكل ما تعنيه الكلمة

الحوثي: ما يحدث في جنوب اليمن هو استعمار بكل ما تعنيه الكلمة
الثلاثاء ١٧ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٦:٠٦ بتوقيت غرينتش

قال قائد حركة أنصارِ الله اليمنية السيد عبد الملك الحوثي ان ما يحدث حاليا في جنوب اليمن ليس الا استعمارا بكل ما تعنيه الكلمة مضيفا ان تحالف العدوان بدأوا بنهب الثروات وبايجاد قواعد عسكرية في المناطق الاستراتجية والمهمة والحساسة، ومنها جزيرة ميون وبالاستحواذ على سقطرة وذلك بهدف السيطرة على المواقع والأماكن والمناطق الاستراتيجية،

العالم - اليمن

وقال السيد عبد الملك الحوثي في تصريح متلفز ان الأمة اليوم تواجه مخاطر وتحديات كبيرة وحقيقية، لا يمكن أن يدفعها عن الأمة إلا تحمل المسؤولية بوعي، والتزام، وتحرك جاد، وتوكل على الله سبحانه وتعالى، دون هذه الأمة يمكن أن تسحقها هذه التحديات، يمكن أن تنال منها الأخطار على نحو فظيع، مؤامرات لسحق هذه الأمة، لإنهاء كيان وإسقاط كيان هذه الأمة، لبعثرة هذه الأمة، لاستعباد هذه الأمة، للسيطرة التامة عليها، وتحويل أبنائها إلى عبيد لأمريكا، وعبيد لإسرائيل، ليس لوجودهم في هذه الحياة من غاية ولا من هدف إلا أن يكونوا خدما مسخرين لخدمة أمركيا، وأجندة أمريكا، ومؤامرات أمريكا، هذا ما يريدونه للأمة، وما يسعون لأن يفعلوه بالأمة، ثم تكون خيراتهم مقدراتهم بلدانهم ثرواتهم، كل ما لهم من مقدرات لصالح أمريكا، لا ينالون منها إلا الفتات وإلا اليسير في مقابل ما يفعلونه، ويقدمونه لصالح أمريكا ولصالح إسرائيل.

واضاف ان هناك تحديات كبيرة وأخطار حقيقية، ولا يتحرج لا الأمريكي ولا الإسرائيلي، قوى الطغيان بكل ما يعبر عنه الطغيان، ويمثله الطغيان، وأدواتها في المنطقة، سواء الأنظمة التابعة لها، أو المد التكفيري، أو أي قوى أخرى يمكن أن تحركها أمريكا وأن ترتبط بالأجندة الأمريكية والإسرائيلية، لا يتحرجون من فعل أي شيء بالأمة، فنحن معنيون بأن نعود إلى إسلامنا في قيمه، في مبادئه، في تعاليماته، في مشروعه التربوي العظيم، وأن نعود إلى رموزنا العظام، في الاستفادة منهم، والاهتداء بهم، والاستلهام من عطائهم من جهادهم من تضحيتهم من شهادتهم، من مواقفهم، من أخلاقهم، من سلوكياتهم، بكل معاني العز والإباء والصمود وكل عوامل الثبات، هذا ما نحتاج إليه اليوم.

وصرح انه مرت بنا أيضا اليوم ذكرى مهمة جدا في شعبنا اليمني المسلم العزيز هي ذكرى 14 من أكتوبر، العيد 54 من 14 أكتوبر، 14 أكتوبر شرارة أو انطلاقة الثورة التحررية للانعتاق من الاستعمار البريطاني، والتخلص من الاحتلال البريطاني في الجنوب، بعد أكثر من 120 عاما من الاحتلال البريطاني للجنوب، طبعا هذه المسألة مسألة فيها الكثير مما ينبغي أن يقال ولكن لا يتسع لنا الوقت، من المعلوم أن الاحتلال البريطاني الذي بقي لأكثر من 120 عاما في عدن, وامتد إلى مناطق شملت كل الجنوب والبعض من الأجزاء في الشمال - استند أو استفاد من عوامل متعددة ليتمكن من البقاء كل هذه المدة الطويلة، بالرغم من أنه ومنذ اللحظة الأولى لهذا الاحتلال البريطاني واجه مقاومة في الجنوب وفي عدن، ومقاومة تراوحت بين فترة وأخرى في مستوى قوتها أو ضعفها أو مدها أو انحسارها، على حالة أو حالات متفاوتة، ومستويات متفاوتة، ولكنه استفاد من أشياء كثيرة من بينها وجود أطراف آنذاك في كل تلك المراحل، من الأهالي من المواطنين، من بعض الشخصيات، من كان خيارهم أن يرتبطوا بهذا المحتل، أن يتعاونوا مع هذا المحتل، وأن يقاتلوا مع هذا المحتل، وأن يناصروا هذا المحتل، وأن يبرروا لهذا المحتل تواجده، وأن يتعاونوا معه بأسوا أنواع التعامل، بما في ذلك ممارسة التعذيب في سجونهم بحق الثوار الأحرار في مراحل متفاوتة، الاشتراك مع المحتل في جرائم إبادة جماعية، جرائم قتل، جرائم تنكيل بحق الأهالي، في مناطق متعددة، وفي مراحل متعددة من تاريخ الاحتلال البريطاني لعدن والجنوب.

واضاف : أنا أقول إنه حصل تقصير كبير جدا جدا، في المناهج التعليمية، وأيضا في النشاط الإعلامي بكل مستوياته، بكل وسائله وأدواته، في النشاط الشعبي، فيما يتعلق بهذه المسألة، كان من المفترض أن يشكل ما حدث من الاحتلال البريطاني ولمدة طويلة من الزمن لأكثر من 100 عام في عدن والجنوب - أن يشكل عاملا مهما جدا في كل واقعنا في البلد، إضافة إلى ما سبقه من استهداف لبلدنا في كل المراحل التاريخية، لتعزيز الثقافة التي تحفظ لنا في بلدنا الوعي، وتحفظ لنا روحية التحرر والاستقلال والممانعة، والتصدي لأي احتلال أجنبي، لأن وجود فئات أو وجود أطراف أو وجود قوى في البلد لديها قابلية للاحتلال، ولديها قابلية ليس فقط أن تقبل بالمحتل، وأن تستسلم للمحتل الأجنبي المعادي الذي يأتي بدافع الشر والعدوان، ليس فقط أن تستسلم له وأن تقبل باحتلاله وسيطرته ونهبه للثروة، واحتلاله للأرض، وإذلاله للبشر، بل أن تقف بصفه، أن تبرر لاحتلاله، أن تجعل احتلاله عاملا للحضارة وفرصة مهمة وو الخ، هذه الحالة كان يجب أن نعمل على ألا تتكرر في بلدنا، كان من المفترض أن تكون المناهج الدراسية، أن يكون الأداء الإعلامي، أن تكون السياسات في هذا البلد في كل شيء، يا إخوة والله لن يشهد بلدنا من الاهتمام بهذه المسألة بقدر ما لدى الصينيين أو ما لدى بعض البلدان الأخرى تجاه أقوام استعمرتهم، كان ذلك عاملا لهم -مثلا- على مستوى الاسترتيجية الشاملة، مثلا: السياسية التي يبنون عليها واقعهم الاقتصادي، كيف يكونون أمة قوية عصية على أولئك الذين غزوها في ما مضى، واحتلوا أرضها، ونهبوا ثروتها، وأذلوا شعبها، أن يكونوا أقوياء حتى لا يتكرر ذلك، أن يكونوا عصيين أمام أي احتلال جديد، أمام أي غزو أجنبي جديد، كيف تترسخ ثقافة الحرية والاستقلال والاستعصاء على الاحتلال الأجنبي حتى لا يكون هناك أي أرضية قابلة لاحتلال أجنبي، حتى لا يأتي أي احتلال أجنبي من جديد فتجد من يصفق له، من يطبل له، من يمجده، من يعظمه، من يقف معه، من يعبره تحريرا، من يعتبر الاحتلال الأجنبي الواضح والسيطرة الأجنبية على الأرض والإنسان في اليمن يعتبرها تحريرا، ويعتبرها خيرا، ويعتبرها نصرة، ويعتبرها مصلحة، ويبرر لها، ويقف معها، ويفعل معها كل شيء، يبرر يحارب يقاتل يفعل كل شيء.

واكد : اليوم أنا أقول بكل مصداقية وبكل مسؤولية أن ما يحدث اليوم من حالة استقطابية واسعة، من توجه لقوى سياسية كثيرة في هذا البلد، من توجه لكثير من الناس في صف الأجنبي، ومناصرة الأجنبي الذي يحتل بوضوح بلدنا في الجنوب وفي مناطق كثيرة كان نتاجا لتقصير في المرحلة الماضية، تقصير كبير في التثقيف في التعليم وفي الإعلام، وفي الاستراتيجية الشاملة التي يبنى عليها واقع البلد، حتى لا يكون قابلا لأي حالة احتلال، وحتى يكون عصيا بأكثر مما مضى أمام أي حالة احتلال.

ثم أيضا أقول لأي قوى آثرت أن تقف بصف الأجنبي المحتل اليوم: عودوا إلى التاريخ قليلا، والزمن لا يبعد كثيرا، يعني نحن اليوم لا نتحدث عن أحداث تاريخية بعضها لها أكثر من 1000 عام، هذا لا، هذا قريب العهد مقارنة بأحداث تاريخية بعيدة، قريب العهد، ما الذي تختلفون اليوم فيه عن أولئك الذين وقفوا مع البريطاني، كل القوى التي هي اليوم في صف الإماراتي تحت راية الأمريكي، في صف السعودي تحت راية الأمريكي، ما الذي تختلفون فيه اليوم عمن وقفوا بصف البريطاني وأنتم اليوم تلعنونهم ويلعنهم التاريخ، تعتبرون فعلهم خيانة، ويسجل التاريخ عليه أنهم خانوا بلدهم، وخانوا شعبهم، وخانوا أمتهم، ما الذي تفرقون به عنهم، ما الذي تختلفون به عنهم، أنتم فعلتهم نفس الذي فعلوه، وأنتم اليوم في نفس الموقع، بنفس التصرف، بنفس التوجه، نفس السلوك، أنتم في موقع الخيانة والاشتباه، مهما حشدتهم أو قدمتم من تبريرات زائفة، لا تبرر للإنسان أن يخون بلده، وأن يقف بصف الأجنبي، خلافات داخلية، مشاكل داخلية، خلافات سياسية، أي مسائل مهما كانت، ليست مبررا صحيحا وسليما لأن تقف مع الأجنبي ليحتل بلدك ويحتل أرضك ويستعمرك ويتحكم بك.

واضاف : اليوم ما الذي يحدث في الجنوب مثلا؟ استعمار بكل ما تعنيه الكلمة، سيطرة على البشر، وتحكم بهم، ومصادرة لقرارهم، ما هناك أحد في الجنوب ولا هناك أحد ممن هم في صف العدوان من عند عبد ربه إلى أطرف شخص ممن هم في صف العدوان له قرار حرّ فوق قرار الإماراتي أو فوق قرار السعودي في بلده أو في شأنه، هل يمتلك عبد ربه أن يتخذ قرار وله صلاحية فوق الإماراتي وفوق السعودي، فيما يعني عدن أو يعني الجنوب في أي منطقة من الجنوب، أو يعني الشمال في منطقة من مناطق الشمال؟ لا. فمعناه أنك مستعمر مستعبد، مصادر القرار لست حرا لا تعيش حريتك، القرار فيك في أمر بلدك في كل شأنك بيد ذلك الأجنبي المعادي الذي أتي وارتكب أبشع الجرائم وفعل الفضائع والقبائح والشنائع، واحتل الأرض، ثم هو يعزز حضوره، ما هي الأولويات اليوم التي يشتغل عليها الإماراتي تحت المظلة الأمريكية وفي ظل الأجندة الأمريكية في الجنوب، هل لصالح أبناء الجنوب، هل الوضع يتحسن في الجنوب يوما بعد يوم في كل الاتجاهات؟ هل هو يملك أبناء الجنوب أمرهم وقرارهم ولا يتدخل، ويترك الأمر لهم؟ و"يشتغل فقط يسرح يناصرهم ويدافع ويحارب وما اردي أيش يعمل"؟ لا. وللأسف الشديد البعض في الجنوب مع أن الكثير من أبناء الجنوب خيارهم مختلف، خيارهم حرّ، بعض فقط منهم مشتتين مرتبكين نتيجة المشاكل السياسية لكنهم لا يعيشون حالة الرضا عن هذا الواقع، سيما بعد أن تجلت الحقائق، الأغلب في الجنوب اليوم والأغلب في المناطق المحتلة في أي جزء من أجزاء هذا البلد، في شرقه أو جنوبه أو في أي بقعه، الأغلب غير راضين عن الوضع القائم، يشاهدونه، وتتجلى لهم الأمور، وتتضح لهم الحقائق، ولكن يجب التحرك، يجب الانتباه لأن في الحالة الراهنة دعك عن التاريخ وإلا ففي التاريخ ما يكفي ويفي، لكن حتى في الحالة الراهنة ما يشهد ويثبت أن كل الاهتمامات والأولويات بالنسبة للقوى المحتلة هي لمصالحهم لأطماعهم لرغباتهم لأهوائهم، ليست لمصلحة اليمنيين ولا من مصلحة اليمنيين في شيء، أبدا. المسألة مسألة احتلال ومصادرة قرار وسلب حرية، نهب ثروة، بدأوا بنهب الثروات، بدأوا يدخلون في عقود هي أشبه ما يكون بصكوك بيع على المناطق التي تتواجد فيها ثروات مهمة، بدأوا بعمل قواعد عسكرية في المناطق الاستراجية والمهمة والحساسة، ومنها جزيرة ميون، بدأوا بالاستحواذ على سقطرة، وهكذا يفعلون، الهدف هو السيطرة على المواقع والأماكن والمناطق الاستراتيجية، وأن يجعلوا لهم فيها قواعد عسكرية يستفيدون منها في السيطرة على البلد، وعلى مستوى التأثير في واقع المنطقة بكله، النهب للثروات والخيرات الواعدة التي بقيت مجمدة في كل الفترات الماضية فيأتوا هم لنهبها، الاستعمار للإنسان اليمني ليكون إنسانا لا قرار له، ولا حرية له، مجرد عسكري معهم، "يسرح يقاتل فين ما أرادوه يقاتل"، في حدود السعودية أو في أي مكان، "يشلوه يسيروا يطرحوه يقاتل" في اليمن أو في غير اليمن، هذا الهدف أن يكون الإنسان اليمني مجرد عبد لهم، أن يكون اليمنيون عبيد لهم يقاتلون بهم "أينما يشتوا".

واكد ان أمام هذا الواقع واستذكارا لثورة 14 أكتوبر يجب أن نعي كشعب يمني أن علينا أن نعزز ثقافة الحرية والاستقلال والروح الوطنية المسؤولة، والوعي تجاه خطورة الأجنبي وأطماعه وأهدافه وما يترتب عليه، النتيجة التي وصل إليها الناس فيما مضى أيام الاحتلال البريطاني والتي في الأخير تعممت وانتشرت بشكل كبير ضرورة التحرر، وأنه لا يمكن أن يطيق الجميع حالة الإذعان والاستسلام لهذا الأجنبي، ولاحظوا اليوم كم تحتل هذه المسألة من المنهج المدرسي، مع أن فيها ما يفيد جدا، مثلا: مسألة الاعتقالات أيام البريطاني وما كان يفعله أيام الاعتقالات، ويمارس أبشع أنواع التعذيب، جرائم القتل والإبادة للمزارعين ولسكان المدن، وما فعله سواء في هجماته الجوية أو البرية، وغير ذلك، يعني أشياء كثيرة جدا، يفترض أن يهتم بها الإعلام اليوم، وأن يتدارك ما قد قصر فيه في الماضي، وكذلك وكذلك يفترض أن تلحظ على مستوى عام في الثقافة العامة في الاستراتيجية التي ننطلق منها في هذا البلد كشعب يمني في كل شأننا، هذا درس مهم نستفيد منه اليوم في مواجهة هذا الاحتلال الجديد، والاستعمار الجديد، وكما نستفيد من تاريخنا من رموزنا العظام، من منهجنا، من ديننا، من قيمنا، من مبادئنا، ونستفيد من الأحداث المعاصرة، ونستفيد الوعي تجاه ما يجري اليوم من مؤامرات ومكائد لنتحلى بالمسؤولية، ولنتحرك بناء على هذه المسؤولية التي لا بد منها في أن نتحرر، لا بد منها في أن ندفع عن أنفسنا الهوان والإذلال والاستعباد والقهر والظلم والاضطهاد، وإلا فنتائج التقصير والتنصل عن المسؤولية وانعدام الوعي كارثية على أي شعب لا يعي ولا يتحرك.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في السير على هديه وعلى نهجه، وأن نتحلى بالمسؤولية التي أمرنا بها في مواجهة الطغيان، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يفك أسرانا، ويشفي مرضانا، إنه سميع الدعاء، وأن ينصرنا بنصره، ويؤيدنا بتأييده.

6