كلمة الرئيس الروسي في منتدى "فالداي" الدولي للحوار

بوتين: الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لم تقم باتلاف سلاح كيميائي

بوتين: الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لم تقم باتلاف سلاح كيميائي
الخميس ١٩ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٢:٤٧ بتوقيت غرينتش

هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منتدى "فالداي الدولي للحوار"، اليوم الخميس، بالرد بالمثل في حال انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى.

العالم - اوروبا

وأفاد قناة روسيااليوم الفضائية نقلا عن بوتين، في كلمة ألقاها خلال أعمال الدورة الـ14 لمنتدى "فالداي الدولي للحوار" في مدينة سوتشي الروسية أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك سلاحا كيميائيا ولم تقف باتلافه.

وقال بوتين أن التمييز العنصري كان شيئاً طبيعياً في العديد من الدول وبينها الولايات المتحدة الأميركية.

وأكد الرئيس الروسي ان السياسة المعتمدة على الأنانية والغطرسة ستؤدي إلى المواجهة والتوتر وزيادة النزاعات، واعتبر ان العقوبات الأميركية على روسيا تهدف إلى إقصاء موسكو من السوق الأوروبي.

وأشار الى أن هناك ازدواجية معايير في التعاطي مع الأقاليم التي تعلن الانفصال مضيفا أن مواقف أوروبا من كوسوفو والقرم وكاتالونيا مثال صارخ لسياسة المعايير المزدوجة وان هناك انانية متزايدة في تركيب المؤسسات الدولية.

وأكد بوتين أن روسيا تحارب الإرهاب في الشرق الأوسط في إطار القانون مشيرا الى بعض شركائنا يسعون لجعل الفوضى في الشرق الوسط أمرا مستداما.

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن محاربة روسيا للإرهاب في الشرق الأوسط تجري في إطار القانون، متهما "بعض الشركاء" بالسعي لجعل الفوضى في المنطقة مستدامة.

واضاف "إن بعض زملائنا يفعلون كل ما بوسعهم من أجل جعل الفوضى في الشرق الأوسط مستدامة، بدلا من القيام بالعمل المشترك لإصلاح الوضع وتوجيه ضربة حقيقية إلى الإرهاب وعدم محاربته محاربة شكلية فقط".

وشدد بوتين على أن "بعض التجارب الحديثة بما في ذلك القضية السورية"، تظهر أن "هناك بديلا لمثل هذه السياسية المدمرة" و مضيفا بان "سنقضي على الإرهابيين في سوريا قريباً".

وأوضح بوتين أن "روسيا تواجه الإرهابيين بالتعاون مع الحكومة الشرعية لسوريا ودول أخرى في المنطقة، وتعمل في إطار القانون الدولي".

وأضاف بوتين: "وأود القول إن هذا العمل والتقدم الإيجابي ليس تحقيقه أمرا سهلا، هناك خلافات كثيرة جدا في المنطقة، إلا أننا تحلينا بالصبر خلال عملنا، بدقة عالية وبدراسة كل خطواتنا وكلماتنا، مع جميع المشاركين في هذه العملية، وذلك باحترام مصالحهم".

بوتين: ندين التجارب النووية لكوريا الشمالية لكن يجب حل القضية عبر الحوار

كما تطرق الرئيس بوتين في كلمته إلى قضية التوتر في شبه الجزيرة الكورية، معتبرا سياسة الولايات المتحدة خاطئة في هذا المجال.

وقال بوتين: "إننا بالتأكيد ندين التجارب النووية، التي تجريها كوريا الشمالية، ونقوم في الوقت ذاته بالتطبيق الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن كوريا الشمالية".

وشدد الرئيس الروسي في الوقت نفسه على ضرورة "حل هذه القضية عن طريق الحوار وليس من خلال حصر كوريا الشمالية في الزاوية وتهديدها باستخدام القوة والهبوط إلى مستوى البذاءة والشتائم".

ولفت بوتين إلى أنه "يجب عدم نسيان أن الجمهورية الكورية الشعبية الديمقراطية هي دولة ذات سيادة"، مشيرا إلى ضرورة "حل جميع الخلافات بشكل حضاري".

وأكد بوتين أن "روسيا كانت دائما تدعو إلى الالتزام بهذا النهج".

بوتين عن قضية كاتالونيا: أوروبا تمارس معايير مزدوجة

وعلى صعيد قضية كاتالونيا، أكد الرئيس الروسي أنها شأن داخلي لإسبانيا، إلا أنه أوضح: "إننا رأينا إدانة مشتركة لمؤيدي انفصال الإقليم من قبل الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأخرى، ولا يسعني إلا القول في هذا السياق: كان عليكم التفكير سابقا!".

ولفت بوتين إلى أن أوروبا رحبت في وقت سابق بإنشاء عدد من الدول الجديدة في القارة العجوز، فيما قدمت لاحقا الدعم الكامل لانفصال كوسوفو، ما أعطى، حسب الرئيس الروسي، أرضية خصبة "لانتشار مثل هذه العمليات في المناطق الأخرى بأوروبا والعالم".

كما لفت بوتين إلى الموقف المعارض للاتحاد الأوروبي من انضمام القرم إلى روسيا، وتابع مبينا: "إن بعض زملائنا يعتقدون أن هناك مكافحين صحيحين من أجل الحرية والاستقلال، من جهة، وهناك (من جهة ثانية) انفصاليين ليس من حقهم حماية حقوقهم حتى عبر الآليات الديمقراطية، ويشكل هذا الأمر مثالا صارخا على سياسة المعايير المزدوجة، وهو ما يمثل خطرا كبيرا على التطور المستقر لأوروبا".

بوتين: من اعتبر نفسه منتصرا بعد الحرب الباردة أصبح يتدخل في الشؤون الداخلية لدول مختلفة

وقال بوتين: "حدة المنافسة على مرتبة أعلى في سلم السلطة العالمية تتصاعد، والآليات السابقة للإدارة العالمية وتجاوز النزاعات والخلافات الطبيعية أصبحت غير قادرة على حل المشاكل، وهي دائما لا تعمل، فيما لم يتم وضع آليات الجديدة".

وفي إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة، أكد بوتين أن "من اعتبر نفسه منتصرا بعد الحرب الباردة أصبح يتدخل في الشؤون الداخلية لدول مختلفة". 

واعتبر بوتين أن الأمم المتحدة منظمة لا بديل لها ومن الضروري أن تبقى، بشرعيتها العالمية، مركزا للنظام الدولي.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن المنظمة بحاجة إلى إصلاحات، إلا أنها يجب أن تكون تدريجية.

بوتين يقول ان الولايات المتحدة لم تنفذ التزاماتها في إطار إتلاف أسلحة الدمار الشامل

واتهم الرئيس الروسي الولايات المتحدة بعدم تنفيذ التزاماتها في إطار الاتفاقات حول تقليص أسلحة الدمار الشامل.

هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد بالمثل في حال انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى.

وأوضح بوتين أن "الولايات المتحدة انسحبت عام 2002 من اتفاق الدفاع الصاروخي، والآن لا تنفذ تعهداتها التي تحملتها وفقا لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، التي بادرت بإبرامها سابقا".

وأشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر ترسانة للأسلحة الكيميائية في العالم، لافتا إلى أنها أجلت موعد إتلافها من العام 2007 إلى العام 2023.

ولفت بوتين في هذا السياق إلى أن روسيا أكملت عمليات تدمير أسلحتها الكيميائية يوم 27 سبتمبر/أيلول الماضي، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الغربية لم تبدي أي اهتمام بهذا الأمر، على الرغم من أهميته الكبيرة.  

208