مسؤول اسرائيلي: هذا ما سيحدث عندما ينتصر الأسد !

مسؤول اسرائيلي: هذا ما سيحدث عندما ينتصر الأسد !
الإثنين ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٧:٥٢ بتوقيت غرينتش

لا زالت مفاعيل الهجوم الإسرائيليّ على موقعٍ عسكريٍّ سوريٍّ هذا الأسبوع، ورد سوريا على هذا العدوان، ما زال يُشغل الرأي العّام في الكيان الاسرائيلي، تمامًا كما يُشغل صنّاع القرار والخبراء والمُختّصين في هذا الكيان الذين لم يستوعبوا حتى اللحظة أن قواعد الاشتباك قد تغيّرت بعد إحراز الجيش العربيّ-السوريّ والحلفاء انتصاراتٍ مفصليّةٍ على التنظيم الإرهابيّ والمُتوحّش “داعش” والفصائل الأخرى، التي تلقّت باعترافٍ إسرائيليٍّ رسميٍّ الدعم المادي واللوجيستي من تل أبيب، بما في ذلك معالجة الجرحى في مُستشفيات الكيان الصهيوني.

العالم - مقالات وتحليلات

وخلافًا للإدعاءات الإسرائيليّة الرسميّة حول وجود تنسيقٍ كاملٍ مع الروس في موضوع الاعتداءات الإسرائيليّة، كشفت القناة الثانية في التلفزيون الصهيوني النقاب عن أنّه في الهجوم قبل الأخير، غضب الروس جدًا من التصرّف الإسرائيليّ، وتمّ استدعاء القنصل الإسرائيليّ في سفارة تل أبيب بموسكو والملحق العسكريّ في السفارة لوزارة الخارجيّة، حيث تمّ توبيخهما لأنّ روسيا، كما قال التلفزيون الاسرائيلي نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، تخشى على ضباطها وجنودها العاملين على الأراضي السوريّة.

في سياقٍ متصلٍ، كتب المتحدث السابق بلسان جيش الاحتلال آفي بنياهو مقالاً في صحيفة “معاريف” تطرّق فيه إلى الأحداث الأخيرة في الساحة الشمالية، زاعمًا أنّ مهاجمة الطائرات التابعة لسلاح الجوّ لبطارية صواريخ أرض- جو هذا الأسبوع في سوريا ردًا على إطلاق صاروخ على طائرةٍ إسرائيليّةٍ، كان استثنائيًا من نوعه، وهو يهدف إلى توضيح حاجة "إسرائيل" لحرية الطيران، وبث رسالة واضحة لوزير الدفاع الروسيّ، الذي كان يتواجد في نفس الوقت في تل أبيب، بأنّه لن يكون هناك فضاءً فارغًا في سوريا، على حدّ تعبيره.

وتابع بنياهو قائلاً: بالطبع ينبغي على "إسرائيل" الحفاظ على مصالحها الأمنية، لكن يجب القيام بذلك بشكلٍ عاقلٍ، وبحذرٍ وبشكلٍ خاصٍّ وباعتدالٍ، مشدّدًا في الوقت عينه على أنّه من غير المسموح أنْ تتحول سوريا إلى ساحة لعب لسلاح الجو والجيش الإسرائيليّ، لأن هذا يمكن أن يكلف الكيان الصهيوني ثمنًا غاليًا.

وأضاف بنياهو أنّ إسرائيل التي تعمل بشكل حر تقريبًا بواسطة الجيش الإسرائيليّ في الأراضي السورية، حسب تعبيره، لديها خمس مصالح واضحة: منع تمركز عسكري إيرانيّ في سوريا، منع نقل سلاح استراتيجي من سوريا إلى حزب الله في لبنان، منع انزلاق الحرب الأهلية إلى هضبة الجولان، الحفاظ على حرية الطلعات الجوية وجمع المعلومات، ومنع الأخطاء والاصطدام مع الجيش الروسي في سوريا، على حد قوله.

علاوةً على ذلك، زعم الناطق السابق بلسان جيش الاحتلال أنّ الكيان الصهيوني حافظ على مر السنين على قوة ردع قوية مع سوريا، وهي لا تزال قائمة، وتندمج أيضًا بضرب قدرات الجيش السوري، وتدمير الدولة، مستفيدة من عدم وجود الحافزية السورية للانجرار لحرب في ساحة أخرى في الوقت الراهن، حسب تعبيره.

واستطرد بنياهو قائلاً لكن في يوم واحد، وهذا من الممكن أن يكون قريبًا، أيْ عندما ينهي الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد انتصاره على الإرهابيين، فإنّه من المتوقع أن ينتقل لإقفال الحساب مع "إسرائيل".

ولفت في الوقت عينه إلى أنّ هذا يمكن أنْ يحصل على طول الحدود، عبر لبنان أو الأردن أو من وراء البحر. ويمكن أنْ يقوم بذلك لوحده، أوْ مع الإيرانيين وحزب الله. وشدّدّ بنياهو على أنّه قريبًا جدًا، عندما ننتهي من المصطلح الذي اعتدنا عليه، بحسب تقارير أجنبية، فإنّ الحافزية السورية لإقفال الحسابات ستكون عالية جدًا، على حدّ قوله.

وخلُص بنياهو إلى القول إنّه يتحتّم على "اسرائيل" أنْ تكون حذرةً لناحية القيام بما يلزم، وتجنب ما لا يلزم، وبالأساس، علينا إقناع السياسيين بأنّهم ليسوا مجبورين على إصدار بيان للمحتلين بعد كل هجوم، فنحن أقوياء أيضًا بدون هذه البيانات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوْ غيره، وفق كلامه.

زهير أندراوس - رأي اليوم

2-10