عام على حصار الدراز... والقرار "مقاومة"

عام على حصار الدراز... والقرار
الأربعاء ٢٥ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٥:١٨ بتوقيت غرينتش

قبل عام من اليوم، أقدمت عقول الإجرام على اتخاذ قرار بإسقاط جنسيّة الشيخ آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، ووجّهت للشيخ قاسم التهم الزائفة والماكرة التي كان الهدف منها في ذلك اليوم المشؤوم، النيل من منزلة الشيخ والتأثير في معنويات محبّيه ومريديه.

العالم - البحرين 

وبان في حينها المريدون والمحبّون، وكانوا كثرًا بل كانوا الغالبيّة العظمى من شعب أبيّ مقدام، خرج بصغاره وكباره، رجاله ونسائه، للدفاع عن الشيخ قاسم وللوقوف في وجه المؤامرة، حاملين دماءهم على أكفّهم، غير خائفين من جلّاد مجرم، أو آلة قتل تمارس حقدها دون تفريق، وتضرب كلّ من تصيبه أياديها الملطخة بالدماء وتقتله.

وقف الشعب منذ عام لردّ الظلم والخطر عن الشيخ قاسم ، وافترش أبناؤه ميدان الفداء بأجسامهم، ليقولوا للحاكم المستبدّ، إنّهم باقون هنا في أرض الجهاد، وحاضرون لبذل دمائهم وأرواحهم وكلّ ما يملكون للذود عن الشيخ قاسم وحمايته من أيدي الأشرار، مطلقين نداء الاستعداد للشهادة بلبسهم الأكفان، ورافعين شعار «فداك أرواحنا يا فقيه».

وجاء ذلك اليوم الدموي، حين ارتكب الحاقدون تلك الجريمة الدمويّة، وهاجموا ميدان الفداء في الدراز، ليتحوّل إلى ميدان الشهداء، حيث كان الأبطال على وعدهم وعهدهم للشيخ عيسى قاسم، فذادوا عنه وحموه بأجسامهم حتى سقطت أجسادًا طاهرة، وارتفعت الأرواح إلى بارئها شاهدة على ظلم المجرمين.

واستمرّ الحصار المفروض على شعب الفداء، ولم يكتف الطغاة بما سفكوه من دماء، وبما خلّفته أياديهم السود من جرحى، وبما تركوا خلفهم من آلام وأحزان على أحبّة رحلوا، وأحبّة ما زالوا مفقودين.

رسم السفاحون طريق البداية بأيديهم، هاجموا الدراز وارتكبوا جرائمهم وأفسدوا وتمادوا، لكنّهم لم يحقّقوا أهدافهم وأحلامهم بالقضاء على الإرادة الصلبة والعزيمة الراسخة للشعب الصامد. لكن من يرسم طريق البداية، ليس بالضرورة قادرًا على رسم النهاية التي يريد، وهو بالتأكيد لن يستطيع أن يحدّد النتيجة التي يرغب بها؛ لأنّ المواجهة اليوم باتت مختلفة، والطريق إلى الحريّة تستحق التضحية وبذل الدماء.

خيارات الردّ على جنون نظام آل خليفة مفتوحة.. والقرار الحاسم هو المواجهة والتصدّي.. وكلام الهمس تحوّل إلى العلن، بأنّ الأبطال الثوريّين قد اتخذوا قرارهم النهائيّ، ولا سبيل للعودة.. «ما قبل الهجوم على الدراز ليس كما بعده».. وقرار الثورة هو «المقاومة».

المصدر : منامة بوست 

4 - f