مقتل 200 إرهابي خلال اسبوعين في سوريا .. أين و كيف؟

مقتل 200 إرهابي خلال اسبوعين في سوريا .. أين و كيف؟
الأربعاء ٢٥ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

الفلتان الأمني لا زال يُخيّم على المناطق المتبقية تحت سيطرة المجموعات المسلّحة في سوريا، وحالات الرعب والهلع تسيطر على المدنيين، حيث شهدت الأيام الـ 15 الماضية، مقتل وجرح عدد من المسؤولين والمسلحين إثر انفجار عبوات ناسفة وإطلاق نار عليهم، سُجلت جميعها ضد مجهولين.

العالم - سوريا

وتشهد مناطق انتشار المجموعات المسلحة اقتتالاً لتوسيع نفوذ بعض الفصائل على حساب أخرى، أسفر عن مقتل أكثر من 191 مسلحاً وإصابة العشرات.

في ريف حماه الشرقي، اندلعت معارك كر وفر بين “هيئة تحرير الشام” وتنظيم داعش وسط تبادلٍ للسيطرة بين الحين والآخر بين الطرفين.

المواجهات بدأها داعش بشن هجوم على مواقع “الهيئة” في ريف حماه الشمالي الشرقي في التاسع من الشهر الحالي، حيث أسفرت المعارك بين الطرفين حتى اليوم عن مقتل أكثر من من 67 مسلحاً من تنظيم داعش بينهم مسؤول التنظيم في ريف حماه الشرقي المدعو “أبو حمزة المصري”، فيما قُتل أكثر من 35 مسلحاً من “هيئة تحرير الشام” بينهم مسؤولين عسكريين اثنين هما “محمد التويني” و”سعيد أبو عبدو”.

كما حصلت خلال المعارك بين الطرفين إعدامات ميدانية متبادلة، حيث أعدم داعش ما لا يقل عن 6 مسلحين من “الهيئة” بينهم مسؤول عسكري المدعو “أبو عبد الرحمن ميادين”، فيما أعدمت “الهيئة” نحو 30 مسلحاً من التنظيم، وذلك رداً على الإعدامات التي قام بها التنظيم.

وقبل بدأ المعارك بين الطرفين، اعتقلت “هيئة تحرير الشام” 70 مسلحاً من تنظيم داعش، كانوا قد فروا من ريف مدينة السلمية الشرقي الذي سيطر الجيش السوري وحلفاؤه عليه وأنهوا وجود التنظيم فيه.

وفي ريف دمشق الجنوبي،  عاد مخيم اليرموك إلى الواجهة من جديد، حيث دار اقتتال عنيف بين تنظيم داعش من جهة و”جيش الأبابيل -الجيش الحر”، “فرقة دمشق -الجيش الحر”، “أكناف بيت المقدس” و”جيش الإسلام” من جهة أخرى، أسفر عن سيطرة مسلحي التنظيم على “مستوصف الأونروا”، ومقتل 5 مسلحين من التنظيم، و11 مسلحاً من “جيش الإسلام” و”أكناف بين المقدس” بينهم أحد المسؤولين العسكريين في “أكناف بيت المقدس” المدعو “زكريا الموعد” الملقب “أبو يحيى”، ومسؤول عسكري “في “جيش الإسلام” الملقب بـ “أبو الفضل” وإصابة 11 آخرين من “الجيش الحر” و”أكناف بيت المقدس”.

وفي غوطة دمشق الشرقية، اقتحم مئات الأهالي مستودعاً لـ “المكتب الإغاثي الموحد” في بلدة حمورية، ومستودعاً يتبع لـ “مجلس محافظة ريف دمشق” واستولوا على طن ونصف الطن من المواد الغذائية المخزنة، وعلى أكثر من 80 طناً من مادة السكر، حيث يحتكر “المكتب الإغاثي” و”مجلس محافظة ريف دمشق” المواد الغذائية في مستودعاتهم.

وعلى خلفية ذلك، اعتقل “فيلق الرحمن” عددا من المدنيين الذين هاجموا مستودعات المواد الغذائية في مدينتي كفربطنا وسقبا وبلدة حمورية.

من جهتهم نظم ناشطو الغوطة الشرقية، حملةً اعلاميةً عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد “مجلس محافظة ريف دمشق” التابع للمجموعات المسلَّحة في مدينة حمورية، على خلفية “الوضع المأساوي” الذي تعانيه المنطقة في ظلِّ احتكار التجار والمؤسسات التموينية للمواد الغذائية في المستودعات وعدم توزيعها على المدنيين، الأمر الذي أدى إلى تضاعُفٍ الأسعار وحرمان الأهالي من المواد التموينية الموجودة في المستودعات التابعة لـ”مؤسساتٍ إغاثية” و”مجالس محلية”.

تصدرت محافظة درعا عمليات الاغتيال والاقتتال، حيث كان لها النصيب الأكبر من عدد العبوات الناسفة، التي تستهدف بأغلبها مسؤولي ومسلحي “الجيش الحر”، حيث قُتل مسؤول “اللواء 11 ” التابع لـ “جيش الاسلام” المدعو “مازن سليمان” الملقب “أبو وجدي”، مسؤول عسكري في “فرقة سيف الجنوب -الجيش الحر” المدعو “أحمد محمد الرماح” الملقب “أحمد الشامية”، ومسؤول “اللواء 15 وحدات خاصة” التابع لـ “فرقة القادسية -الجيش الحر”، المدعو “فاروق غزال”، إضافة إلى مقتل 4 مسلحين من “الجيش الحر” وإصابة آخرين.

كما قُتل أحد مسلحي “هيئة تحرير الشام”، وأصيب أحد مسؤوليها العسكريين المدعو “أبو حذيفة الانصاري” مع عدد من مرافقية.

في السياق ذاته، تعرض كل من نائب مسؤول “فرقة الحسم”، المدعو “عبد الحكيم الزامل”، أحد مسؤولي “جيش أحرار العشائر” المدعو “أبو حاتم المساعيد”، مسؤولين اثنين من “جيش الابابيل”، “زين أبو خالد ” و”أبو طالب”، وأحد مسؤولي “غرفة عمليات البنيان المرصوص”، لمحاولات اغتيال عن طريق إطلاق نار عليهم وتفجير عبوات ناسفة بسيارات تقلهم.

وكان “المرصد السوري المعارض” أحصى مقتل 162 مسؤولاً ومسلحاً من “هيئة تحرير الشام” وفصائل “الجيش الحر”، و23 شخصاً متهمين بالانتماء لتنظيم داعش، و9 مدنيين، بعبوات ناسفة ورصاص مجهولين في ريفي درعا الشمالي والغربي، منذ تشرين الأول من العام الفائت 2016، وحتى اليوم الـ 22 من شهر تشرين الأول الجاري 2017.

ومن جهة أخرى، بدأت فصائل “الجيش الحر” في الـ 12 من الشهر الحالي، عملية عسكرية ضد المجموعات المرتبطة بتنظيم داعش في ريف درعا الغربي بهدف إنهاء وجود المجموعات المرتبطة بالتنظيم في المنطقة، حيث تُطلق فصائل “الجيش الحر” عمليات عسكرية كثيرة ضد المجموعات المرتبطة بالتنظيم في ريف درعا الغربي، إلا أن جميعها تفشل، وتكون حصيلتها عدد كبير من القتلى يُمنى به الطرفين.

وشهدت آخر معركة أطلقها “الجيش الحر” في حوض اليرموك مقتل أكثر من 10 مسلحين من المجموعات المرتبطة بالتنظيم بينهم مسؤولين اثنين، إضافة إلى مقتل أكثر من 12 مسلحاً من فصائل “الجيش الحر”.

ولم تكن إدلب مركز ثقل “هيئة تحرير الشام” بمنأى عن الفلتان الأمني، حيث يتعرض مسؤولو “الهيئة” ومسلحيها لعمليات قتل، إضافة لخروج تظاهرات شبه يومية تندد بسوء الأوضاع الأمنية التي تسيطر على المحافظة، والتي تحكمها بأغلبيتها العظمى “هيئة تحرير الشام” التي عملت على تصفية معظم فصائل “الجيش الحر” والفصائل الأخرى المتواجدة في إدلب، ولم يكن أخرها “حركة أحرار الشام”.

وقُتل خلال الأيام الماضية، أكثر من 7 مسلحين من “هيئة تحرير الشام” بينهم 3 مسؤولين، وأصيب أكثر من 10 آخرين بينهم مسؤول بارز في “الهيئة” المدعو “محمد قرمز” والملقب “أبو يوسف حلفايا”، وذلك إثر تفجير عبوات ودراجات نارية قرب مواقعهم ومقراتهم.

واتهم ناشطون مقربون من “الهيئة” المخابرات التركية التي تتحكم بقرار معظم الفصائل المسلحة بالشمال السوري بالوقوف خلف عمليات اغتيال مسؤولي ومسلحي “هيئة تحرير الشام”، لإعادة الفصائل المسلحة إلى الواجهة التي غيبتها عنها “الهيئة”.

فيما رجحت “مصادر معارضة”، كثرة الاغتيالات التي تطال “هيئة تحرير الشام” إلى دخول القوات التركية إلى إدلب وريف حلب الغربي، حيث تسعى الفصائل المسلحة لكسب ثقة القوات التركية، في الوقت الذي كانت “الهيئة” تمانع دخول الجيش التركي، إلا أنها اتفقت معه فيما بعد على الدخول إلى إدلب، للمحافظة على كيانها، الذي تعرض لانكسارات كثيرة، على خلفية انشقاق أبرز مكوناتها وهما “حركة نور الدين الزنكي” و”جيش الأحرار”، إضافة إلى انشقاق أبرز “شرعيها” السعوديان “عبدالله المحيسني ومصلح العلياني” بسبب التجاوزات التي تقوم بها “الهيئة” بحق الفصائل الأخرى.

وأضافت “المصادر” أن “الهيئة” تسعى بشكل مستمر للتخلص من الفصائل التي تحاول منافستها في مناطق نفوذ المسلحين، حيث تعمل على تصفية مسؤولي ومسلحي الفصائل المسلحة عن طريق اعتقالهم أو قتلهم بطرق مختلفة.

يقول ناشطون معارضون إن دولاً إقليمية منذ فشل محاولات “اسقاط النظام” تعمل من خلال عملاء لها داخل مناطق سيطرة المجموعات المسلحة في سوريا على تصفية جميع المسؤولين الذين يعارضون الحل السياسي وتعيين من يرضخون لأوامرها بشكل مباشر.

213