قصاب كابول زعيماً لداعش!

قصاب كابول زعيماً لداعش!
الخميس ٢٦ أكتوبر ٢٠١٧ - ١٠:٠٧ بتوقيت غرينتش

لم ننسى بعد لقب قصاب كابول الذي اطلقهُ الشعب الافغاني على قلب الدين حكمتيار الزعيم السلفي المتشدد، ابان الحرب الاهلية الافغانية عام ١٩٩١، منذ ذلك الوقت وكله كان حكمتيار يمثل نموذج الدم في المجتمع الافغاني الذي تعرض لأقسى انواع الظلم والحروب.

العالم - مقالات وتحلیلات

يعود القصاب من جديد وغايته زعامة داعش، هناك حراك غربي لدعم تحركات المنبوذ شعبياً، فكل ذاكرة الشعب تستذكر مئات من المجازر الوحشية التي كانت له فيها بصمات واضحة، لا يمكن ان تخفيها سلوكياته المريبة التي يدعي من خلالها تطبيق الشريعة الاسلامية.

السؤال؛ لماذا الآن؟!

تخوض داعش حرباً داخلية كبيرة ضد تنظيم طالبان بدعم غربي واضح، وكل المتغيرات في كابول والقراءات تؤيد ان فرضية الغلبة لداعش تكاد تكون معدومة، فطالبان أعتاشت على التخفي ولديها الخبرة في تحريك الجمهور، رغم السيطرة القوية للاحتلال الغربي على اجزاء كبيرة من ارض افغانسان، الامر الذي دفع حلفاء داعش بالدفع بقيادات جديدة لها الخبرة الكافية في اشاعة الرعب والارهاب.

الحرب بالوكالة خيار واشنطن!

بعدَ سنوات قاربت العقدين من الزمن، فشلت الولايات المتحدة وحلفاءها من القضاء على طالبان التي اشتبكت معها بحرب الثأر عام ٢٠٠١، بعد اتهام عناصر القاعدة المدعومة من طالبان بتفجير برج التجارة العالمي والبنتاغون في العام ذاته، ومن هناكَ بدأت الملاحقات الامريكية لعناصر طالبان، لم يوقفها بذلك حدود دولية او قوانين، لكنها في الوقت ذاته لم تكن جادة بالقضاء عليهم، بالتالي هم صنيعتها وباستطاعة الولايات المتحدة تجفيف الدعم المقدم لها، ولا نستبعد فعلاً ان تكون لسي آي إيه نصيبٌ منه.

هذا الأمر جعل الادارة الامريكية في قلق من خسارة كبرى في كابول، سيما هي تدعم حكومة منتخبة فيها، ما ادى الا ارجاع نظرية الحرب بالوكالة، فأصدقاء الجبل يعرفون بعضهم، غير مبالين بتنامي الحركات المتشددة بين المجتمع الافغاني.

عبد الحليم مناع*

*كاتب متخصص بالشؤون السعودية والخليجية

YUN-2