محمد بن سلمان يدق مسمارا في نعش المؤسسة الدينية..

محمد بن سلمان يدق مسمارا في نعش المؤسسة الدينية..
الخميس ٢٦ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٦:٢١ بتوقيت غرينتش

السعودية باتت على اعتاب تغيير جذري جملة وتفصيلا وذلك بناءا على تصريحات ووعود ولي العهد الشاب محمد بن سلمان، ولكن هل تمر هذه الوعود مرور الكرام، ويكون تنفيذها بسهولة اخراج الامير لهاتفه من جيبه؟

العالم - السعودية

الامير السعودي ومنذ اللحظة الاولى لخروج للعلن وبروز دوره السياسي والعسكري في الرياض، رسم لنفسه صورة وللخارج وتحديدا الولايات المتحدة بانه سيكون غير اعمامه الذين حكموا قبل والده، وانه سيقوم بالانفتاح واخراج المملكة الى العلن وازالة النقاب الذي ترتديه، وهذه الوعود ستكلف محمد بن سلمان العداء مع المؤسسة الدينية السعودية، التي تستشري في جميع مؤسسات الدولة وهي صاحبة السهم الاولى في تكوين المملكة في جميع مراحلها سواء السعودية الاولى عندما وضع المؤسس لها محمد بن سعود، يده مع محمد بن عبد الوهاب صاحب الفكر الديني الوهابي، واسسا معا الدولة السعودية الاولى عام 1744، او عندما قام جده عبد العزيز ال سعود، بالتحالف مع اخوان من اطاع الله، من اجل توحيد المملكة في عام 1911، وطبعا الملك عبد العزيز فشل من عام 1902 وحتى عام 1911 في احراز تقدم مهم في جهوده لتوحيد السعودية، ولكن بعد تحالف مع اخوان من اطاع الله، التي هي حركة اسلامية عسكرية استطاع في الوصول الى ما وصل اليه الان، اذا المملكة السعودية تأسست منذ البداية على الاطار الديني حيث ان الدين هو العامود الاول للسعودية.

الانشقاق بين المؤسسة السياسية والدينية وفصل الدين عن الدولة، سيكون بمثابة الزلزال الذي سيضرب السعودية ان حدث، فمن هم اكبر مني سنا يتذكرون عزل الملك سعود في عام 1964 وقيل حينها انه عزل لاسباب صحية، ولكن الوثائق التي خرجت فيما بعد تؤكد ان المؤسسة الدينية هي وراء عزله وذلك بسبب تهميش الملك سعود للمؤسسة ومحاولته اخذ السعودية الى طريق الانفتاح على الغرب والوقوف الى جانب عدة امور كانت في وقتها من المحرمات مثل تعليم الفتيات مثلا، وفيما بعد وقعت حادثة هزت السعودية كلها عندما قام جهيمان العتيبي، باحتلال الكعبة المشرفة قبلة المسلمين، في عام 1979، ووقتها رفض علماء السعودية اعطاء الرياض فتوى تبيح للقوات بدخول الحرم المكي الا بعد حصولهم على ضمانات بايقاف توجهات الملك خالد نحو الانفتاح وخصوصا في قضية ظهور المرأة في التلفاز، وبعد حصولهم على هذه الضمانات اعطوا الفتوى التي دمر فيها المسجد الحرام، وذكرت هذه الحادثة العالم الاسلامي بحادثة ضرب الكعبة بالمنجنيق على يد الحجاج ابن يوسف الثقفي.

اذن المؤسسة الدينية في السعودية هي صاحبة الرأي الاول والاخير، فهذه المؤسسة هي المصدر الاول للمقاتلين الاسلاميين في العالم، من منا ينسى المجاهدين العرب في افغانستان، او في الشيشان؟ من ينسى اسامة بن لادن والخطاب وغيرهم من الاسماء السعودية؟

المؤسسة الدينية في الرياض فشلت في الحفاظ على محمد بن نايف، وخذلته في معركته السرية مع ابن عمه محمد بن سلمان، ومن عاش في السعودية او يتابع اخبارها، يعلم ان الامير الراحل نايف بن عبد العزيز والد محمد، كان من اكبر داعمي المؤسسة الدينية وهو من حماها  وابنتها المدللة "هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وقام بالتجاوز عن الاخطاء التي ارتكبتها جميعها وفتح يدها في جميع المجالات واعطاها صلاحيات مطلقة، ولكن بعد وفاته هي تخلت عن نجله، ومحمد ابتعد عنها، وهنا استطاع بن سلمان ان يدق مسمارا في نعش ابن عمه السياسي، ومسمارا في نعش المؤسسة الدينية السياسي ايضا.

وهنا السؤال الذي يطرح نفسه في ظل ما سبق هل يستطيع محمد بن سلمان، تحقيق وعوده وتحويل المملكة الى دبي اخرى؟ ام انه قد يواجه مصير عمه سعود، او تنتظره حادثة تجعله يعود للتطرف مرة اخرى مثل عمه خالد؟ الايام كفيلة بأن تجيب عما سيحدث لمؤسسة تحكم في السعودية منذ عام 1744 وحتى يومنا هذا 2017 اي ما يقارب 273 عاما.

ابراهيم شير/ اعلامي سوري