هل تعيد عملية أجدابيا "داعش" الى جبهة الحرب في ليبيا؟

هل تعيد عملية أجدابيا
السبت ٢٨ أكتوبر ٢٠١٧ - ١١:٠١ بتوقيت غرينتش

العملية الإرهابية التي نفذها مسلحون من "داعش" واستهدفت ما يعرف بـ "بوابة الـ60" جنوب غرب مدينة أجدابيا شرق ليبيا، فجر الأربعاء الماضي، أثارت المخاوف من جديد حول مصير التنظيم الوهابي.

العالم - ليبيا

العملية الإرهابية التي نفذها مسلحون يعتقد بأنهم ينتمون إلى تنظيم "داعش" واستهدفت ما يعرف بـ"بوابة الـ60" جنوب غرب مدينة أجدابيا فجر الأربعاء الماضي، ما أدى إلى سقوط عناصر من الجيش بين قتلى وجرحى، أكدت من جديد تخوفات كثير من السياسيين والمحللين، بشأن عدم انتهاء الحرب عملياً ضد التنظيم، وأن عناصره الهاربة من درنة وبنغازي وسرت تلملم نفسها وتتمركز في مناطق عديدة جنوب البلاد، ومن ثم الانطلاق لتنفيذ عمليات خاطفة ومباغتة ضد أهداف تختارها بدقة، مثل الهجوم الانتحاري الذي نفذته، مستهدفة مجمع المحاكم في قلب مدينة مصراتة في 4 يناير 2017، وأدى إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح نحو 40 آخرين، ثم الهجوم على بوابة الـ60 جنوب غرب أجدابيا.

وفي عملية أمنية أعقبت عملية مجمع محاكم مصراتة، أعلن مسؤول أمني محلي القبض على ستة عناصر من تنظيم «داعش» في وقت حذر فيه رئيس لجنة تفعيل الأجهزة الأمنية بسرت، الملازم أول الزروق السويطي، من وجود تهديدات لفلول «داعش»، الفارة من المدينة، على مقار المؤسسات الحكومية في المدينة؛ لتعويض خسارتهم في سرت، مشيراً إلى أن تلك الفلول تتخذ من أودية جنوب سرت مرتكزاً لها لشن هجومها، مضيفاً أنهم خطفوا في وقت سابق سائقي سيارات الوقود والمسافرين.

هذا وقالت مصادر أمنية محلية إن عناصر من «داعش»، مرفوقة بستة سيارات دفع رباعى، أقامت ليلة 23/10/2017 وظهيرة اليوم التالي نقطة استيقاف للسيارات المارة بـ«الكيلو 70» جنوب سرت بالطريق الساحلى «سرت–الجفرة»، ما عزز الكلام عن وجود قوة فعلية للتنظيم في البلاد وأن الحرب ضده لم تنتهِ بعد.

المخاوف المحلية من خطورة تواجد التنظيم الإرهابي في ليبيا، لم تتوقف في موازاة المخاوف الإقليمية والدولية من هذه الحقيقة، خاصة أن التنظيم يتلقى ضربات وهزائم كبيرة في كل من العراق وسوريا، ما يعزز فرضية إمكانية هروبهم من مناطق الحرب هناك وتسربهم إلى ليبيا، ومنها إلى دول الجوار. وهو ما أشار إليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في حوار مع قناة «فرانس 24» خلال زيارته باريس، الاثنين الماضي، بقوله: «إن ما يحدث في سوريا سيترتب عليه اتجاه عناصر من التنظيم نحو ليبيا ومصر وسيناء وغرب أفريقيا، ويجب منع المقاتلين والأسلحة»، فيما قالت مصادر فرنسية إن الحرب على الإرهاب «أولوية قصوى» بالنسبة إلى باريس والقاهرة، مؤكدة أنهما «قلقتان من تجذر داعش وتنظيمات إرهابية أخرى في ليبيا».

ومن الجارة الغريبة لليبيا، الجزائر، حذر وزير الخارجية عبدالقادر مساهل من المخاطر نفسها، وقال أمام الاجتماع الأول لمجموعة العمل للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول غرب أفريقيا وحول التهديدات الإرهابية التي تحيط بالمنطقة، «إن عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب ظاهرة ستتزايد نتيجة الهزائم العسكرية، التي لحقت بجماعات داعش في مناطق النزاع المسلح، ولاسيما في سورية والعراق».

وقالت مؤسسة «جيمس تاون» البحثية الأميركية في تقرير حديث لها: «إن مقاتلي تنظيم (داعش) يحاولون التشبث بالبقاء في ليبيا رغم خسارتهم»، مشيرة إلى أن الأزمة السياسية المستمرة في ليبيا وفرت للمتشددين الوقت والمساحة لإعادة تنظيم صفوفهم، ووفقاً للمؤسسة فإن القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» تقدر بأنه يوجد في ليبيا حالياً نحو 500 مقاتل نشط من تنظيم «داعش»، إلا أنها قالت: «رغم كون خسارة معقله يمثل نكسة فإن داعش لم يهزم بصورة تامة في ليبيا.»

إذن، يمكن القطع بأن الحرب على تنظيم «داعش» في ليبيا لم تنتهِ بعد، بالفعل، وفي السياق سيبقى متوقعاً أن نرى التنظيم ينفذ عمليات هنا وهناك في عدد من مناطق البلاد، كرسائل يؤكد بها أنه لايزال حياً وقادراً على الفعل.

*بوابة الفجر

221-114