تفاصيل عن لقاء داوود اوغلو بالرئيس الاسد عام 2011

تفاصيل عن لقاء داوود اوغلو بالرئيس الاسد عام 2011
الأحد ٢٩ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٥:١٧ بتوقيت غرينتش

نشرت وكالة "تسنيم" الدولية للانباء، نقلا عن موقع جريدة "yenicaggazetesi" التركية، تقريرا تطرق الى تفاصيل جديدة عن اجتماع مطول جمع بين رئيس الوزراء التركي السابق داوود اوغلو والرئيس السوري بشار الاسد في دمشق عام 2011.

العالم - سوريا

وكشف التقرير عن معلومات وصفت بالسرية جاء فيها "عندما ضرب داوود اوغلو بقبضته على طاولة المفاوضات مع بشار الاسد صارخا قدم اسقالتك!". واضاف "طلب بشار الاسد من داوود اوغلو ان تعطى له مهلة لمدة اربعة اشهر لاحتواء الاضطرابات في سوريا وايصال البلاد الى الهدوء والاستقرار لكن داوود اغلو غضب بشدة ولم يستطع ان يسيطر على غضبه وضرب بقبضته على الطاولة"

وفيما يلي نص التقرير الذي نشرته وكالة "تسنيم" باللغة الفارسية، نقلا عن "yenicaggazetesi" وترجمته قناة العالم.

"احمد داوود اوغلو" رئيس الوزراء التركي المقال يعتبر المتهم الاول في اغراق تركيا في مستنقع الشرق الاوسط. وسجل اسوء مرحلة للسياسية الخارجية التركية على طول تاريخ الجمهورية. في العام 2002 ومع مجيء حزب العدالة والتنمية الى سدة الحكم في تركيا، قام هذا الحزب بتنظيم مبادئ سياسته الخارجية على اساس عقيدة "احمد داوود اوغلو" واصبحت هذه العقيدة لفترات طويلة، عقيدة لا منازع لها في السياسة الخارجية التركية

عقيدة "صفر مشاكل" التي اعلنها داوود اوغلو، كانت استراتيجية وسطية للتوغل الناعم في الدول الاخرى واحياء العثمانية الجديدة.

وكان نجاح هذه العقيدة مشروطا بالمبدأين التاليين:

1 - سياسة تصفير المشاكل مع الجيران واقامة علاقات حسنة مع القوى الجديدة.

2- حل المشاكل الداخلية ومن بينها قضية الاقليات خاصة الاكراد عبر المفاوضات.

لكن بعد فترة قصيرة من بدء التغييرات الواسعة التي شهدها العالم العربي تحت ما يسمى الربيع العربي، فشلت عقيدة داوود اوغلو ودخلت تركيا بالفعل في الازمة والتوتر المتزايد مع جميع جيرانها والقوى الجديدة، ومفاوضات السلام مع الاكراد لم تفشل فحسب بل اصبحت منطلقا للحرب الاهلية في هذا البلد

كان داوود اوغلو في العام 2011 الذي بدأت اولى اضطرابات في سوريا، وزيرا للخارجية في تركيا حيث قام بزيارة دمشق أنذاك وعقد اجتماعا سريا مع رئيس الجمهورية السورية بشار الاسدهذا الاجتماع الذي كان مليئا بالتوتر استغرق لساعات حيث كانت انظار العالم مشدودة الى الاجتماع ومعرفة نتائجه لكن ما خرج منه الى وسائل الاعلام من معلومات كانت متناقضة. اولى التصريحات التي اطلقها داوود اوغلو حول هذا الاجتماع هي "انني اوصلت رسالة رجب طيب اردوغان الى بشار الاسد بشأن وقف العمليات العسكرية والبدء السريع بالاصلاحات السياسية". ثم أُعلن لوسائل الاعلام بان الاجتماع بين داوود اغلو وبشار الاسد سيخفض التوتر في سوريا ويستتب الاستقرار في البلاد قريبا، لكن الرئيس بشار الاسد اعلن ان سوريا لن تتهاون في ملاحقة المجموعات الارهابية.

وبعد مضي اسابيع وأشهر وفي الوقت الذي كانت قد ازدادت فيه ضغوط امريكا على الرئيس بشار الاسد، اعلن داوود اوغلو في مقابلة خاصة مع احدى شبكات التلفزة التركية: "نظام بشار الاسد سوف لا يستمر اكثر من عدة اسابيع وسيسقط".

في ذاك الزمن كان داوود اوغلو واثقا بانه نظرا للازمة الداخلية في سوريا ستسقط حكومة الاسد في اقرب وقت، لكن ما نشاهده اليوم هو ان الرئيس بشار الاسد يستمر في رئاسته اقوى من اي زمن مضى، فيما لم يُعف داوود اوغلو من منصبه فحسب بل تم تهميشه من قبل اردوغان واعضاء حزبه.

ماذا دار في الاجتماع الذي استغرق عدة ساعات بين داوود اوغلو والرئيس بشار الاسد؟ ولماذا بقيت فحوى مفاوضات هذا الاجتماع سرية؟ في الآونة الأخيرة، تسربت معلومات من مصدر موثوق كان حاضرا في الاجتماع كعضو في وفد داوود أوغلو. ويقول هذا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته حول اجتماع داوود اوغلو مع الرئيس بشار الاسد

"بشار الاسد طلب من داوود اوغلو ان تعطى له مهلة لمدة اربعة اشهر حتى يتمكن من احتواء الاضطرابات في سوريا والسيطرة عليها ويوصل البلاد الى الهدوء والاستقرار ومن ثم يقوم بتنفيذ الاصلاحات السياسية والديمقراطية التي تأخذها تركيا بعين الاعتبار. في تلك اللحظة غضب احمد داوود اوغلو بشدة ولم يستطع السيطرة على غضبه وضرب بقبضته على الطاولة صارخا "يجب عليك ان تقدم استقالتك"بشار الاسد شعر بالصدمة من هذه الخطوة التي قام بها داوود اوغلو، وبعد دقائق من الصمت قال: لن استقيل ابدا وان الاجتماع قد انتهى".

مضت سنوات ولا يزال الرئيس بشار الاسد في السلطة بينما ازيل داوود اوغلو على يد اردوغان من المشهد السياسي في تركيا، ورغم ان سقوط حكومة داوود اوغلو تم برغبة وقرار اردوغان لكنه يعتبر نتيجة طبيعية لفشل واحباط سياسات حكومته.

المصدر: تسنيم

114